الرئيسية / صحف / صحف عبرية / ابرز ما تناولته الصحف العبرية09/04/2017

ابرز ما تناولته الصحف العبرية09/04/2017

عشرات آلاف موظفي السلطة الفلسطينية في القطاع يتظاهرون ضد تقليص الرواتب

تكتب صحيفة “هآرتس” ان عشرات آلاف موظفي السلطة الفلسطينية وابناء عائلاتهم في غزة، تظاهروا ظهر امس السبت، احتجاجا على قيام سلطة رام الله بتقليص نسبة 30% من رواتبهم. ووصل المستخدمون ورجال الأمن سابقا، من كل انحاء قطاع غزة للتظاهر في مركز المدينة ورددوا هتافات تطالب باستقالة رئيس الحكومة رامي الحمدلله، ووزير المالية، شكري بشارة، ورئيس السلطة محمود عباس. ويوجد في قطاع غزة حوالي 60 الف موظف ومسؤول يتلقون رواتبهم من السلطة في رام الله، وغالبيتهم هم ارباب عائلات والمعيلين الوحيدين لأسرهم.

وتعتبر مثل هذه المظاهرة لمستخدمي السلطة، الذين ينتمي غالبيتهم لحركة فتح، او يتماثلون معها، حدثا نادرا في قطاع غزة. وقد سمحت سلطة حماس بالتظاهرة لأنها موجهة ضد سلطة رام الله وقيادة فتح.

ويشار الى ان التقليص المفاجئ في رواتب مستخدمي السلطة والذي تم من دون أي تبليغ سابق، واتضح فقط عندما توجه الموظفون لقبض رواتبهم، هو الحديث الشاغل في القطاع منذ الاسبوع الماضي. ولا يبدو أي حل في الأفق. وفي اعقاب المظاهرة، قررت اللجنة المركزية لحركة فتح تشكيل لجنة لفحص مسألة الرواتب وتقديم تقرير حتى الخامس والعشرين من نيسان الجاري.

منذ سيطرة حماس على قطاع غزة في 2007، تم اقصاء عشرات الاف الموظفين، وخاصة في الجهاز الأمني، من وظائفهم، وقامت حماس بتعيين حوالي 40 الف موظف جديد في

قوات الامن والمكاتب الحكومية. لكن السلطة الفلسطينية في رام الله واصلت دفع رواتب موظفيها المبعدين عن وظائفهم، بينما دفعت حماس رواتب مستخدميها من ميزانيتها، بواسطة الضرائب التي تجبيها ومصادر دخل اخرى للحركة.

وفي الأيام الأخيرة فوجئ موظفو السلطة في القطاع بتقليص 30% من رواتبهم بادعاء ان الميزانية لا تسمح بدفع راتب كامل. وجاءت الصدمة قوية بشكل خاص حين تبين ان الخصم طال موظفي القطاع فقط وليس كافة موظفي السلطة.

وساد الشك في اوساط رجال السلطة في غزة، بأن سبب الخصم ليس مشكلة مالية وانما يرجع الى قرار سياسي بالانفصال عن القطاع، ردا على قرار حماس تشكيل ادارة جديدة للقطاع. وفي مثل هذه الحالة يعني قرار السلطة تعميق الشرخ بين حماس وفتح وفصل القطاع عن الضفة. وقال مسؤول رفيع من السلطة في غزة ان “قرار السلطة ينطوي على رسالة لحماس بأنها ستتحمل المسؤولية عن كل سكان القطاع بما في ذلك عشرات آلاف موظفي السلطة. توجد هنا حرب خفية سيدفع ثمنها عشرات الاف الموظفين وابناء عائلاتهم”.

وقال مسؤول في قوات الامن سابقا في غزة لصحيفة “هآرتس” ان الموظفين والمسؤولين فهموا بأنه تم تقليص رواتبهم عندما توجهوا الى البنوك لتلقي الرواتب، مضيفا: “راتبي هو 6000 شيكل، ومع تخفيض الثلث بقي 4000، ولدي التزامات شهرية بقيمة 2000 شيكل شهريا، فكيف يمكن العيش مع ما تبقى وانا اعيل ثمانية اولاد؟ من سيعيلهم؟ ما فعلوه لنا هو جريمة”.

وقال موظف اداري سابق في السلطة، لصحيفة “هآرتس” ان قسما من اصحاب المناصب العالية اكتشفوا بأنه تم تقليص 50% من رواتبهم. وحسب اقواله فان الادعاء بأن الموظفين والمسؤولين، خاصة رجال الأمن، لا يعملون منذ سيطرة حماس على القطاع، هو ليس سببا لمعاقبتهم. وقال: “تلقينا اوامر مباشرة من السلطة في رام الله بعدم العمل تحت سلطة حماس، ومن واصل العمل تم تجميد راتبه. نحن بين المطرقة والسدان، لا نعرف كيف سنتدبر”.

وحسب افادات وردت من غزة فان الكثير من الموظفين شعروا بحالة صحية سيئة حين اكتشفوا التقليص في رواتبهم وتم نقلهم للعلاج. ونشرت مواقع فلسطينية بأن ضابط الامن السابق، شريف قنديل (53 عاما) من مخيم النصيرات، اصيب بنوبة قلبية عندما خرج من البنك بعد اكتشافه بأنه لم يتبق له أي شيء من راتبه نتيجة التقليص والتزاماته المالية التي يدفعها شهريا. وتم نقله الى المستشفى وتوفي بعد عدة ساعات.

وقالوا في الحكومة الفلسطينية في رام الله ان التقليص لا يرجع الى قرار سياسي بالانفصال عن القطاع او فرض عقوبات، وانما بسبب الانخفاض الكبير، بنسبة 70% من المساعدات الخارجية التي تحصل عليها السلطة، وبسبب قيود اقتصادية يتم فرضها عليها. وقال الناطق بلسان الحكومة، يوسف المحمود، ان التقليص لم يمس الراتب الأساسي، وانما العلاوات والمدفوعات المرافقة للراتب، وان الخطوة مؤقتة فقط.

·        إخلاء عمارة فلسطينية في سلوان جراء تصدعها بفعل الحفريات الاسرائيلية

تكتب “هآرتس” انه تم يوم الاربعاء اخلاء 25 مواطنا فلسطينيا من العمارة التي يقيمون فيها في حي سلوان في القدس الشرقية، جراء تصدع جدرانها نتيجة لأعمال الحفريات الاثرية التي تقوم بها اسرائيل تحت المبنى. وقد اعلنت البلدية عن المبنى كمبنى خطير ونقلت سكانه الى احد فنادق المدينة. لكنه تم تبليغهم صباح الجمعة بأنه لا يمكنهم البقاء في الفندق. وقال سليمان عوايدة الذي يقيم في البناية ان “البيت تدمر ولا يمكن مواصلة العيش فيه. وليس لنا مكان نأوي اليه”.

وتقوم العمارة المؤلفة من ثلاثة طوابق، في المنطقة التي تنفذ فيها سلطة الآثار وجمعية “إلعاد” الاستيطانية حفريات اثرية، في الشارع الهيرودي المدرج. وقال ابناء العائلة التي تضم عددا كبيرا من الاطفال، انهم لاحظوا بداية التصدع في المنزل منذ ثلاث سنوات. وزار مهندسون المنزل عدة مرات، لكن العائلة واصلت العيش فيه. وفي الايام الأخيرة اتسعت الشقوق في عدة غرف واشتكى سكان العمارة من ارتعاد مصاطب وجدران بيوتهم. وقال عوايدة: “طوال الوقت نسمع ضجيجا تحت المنزل في النهار والليل، ولكن امس (الثلاثاء) بدا وكأن البيت يتحرك”.

وقام السكان باستدعاء الشرطة، التي استدعت بدورها قسم المباني الخطيرة في البلدية، ولدى وصول مهندس البلدية اصدر امرا يحدد بأن البيت خطير وامر بإخلاء سكانه فورا، وقام قسم الرفاه بمساعدة العائلة على الانتقال الى فندق، لكنه ابلغهم في اليوم التالي بأنهم لا يستطيعون البقاء في الفندق.

يشار الى ان الفلسطينيين ادعوا في السابق بأن الحفريات تحت بيوتهم تسبب لها اضرار، الا ان المحكمة العليا رفضت التماسا طالب بوقف الحفريات، بعد عدم تمكن السكان من اثبات العلاقة بين الحفريات ومشاكل بيوتهم.

وادعت سلطة الآثار عدم وجود صلة بين الحفريات وتصدع المنزل، وقالت انه يبعد حوالي مئة متر عن مكان الحفريات. اما البلدية فاكتفت ببيان مقتضب سرد تفاصيل ما حدث من ارسال المهندس وحتى نقل السكان. وقالت انه يجري فحص سبب التصدع.

·        اصابة اسرائيلية برصاصة طائشة من الحرب السورية

تكتب “هآرتس” انه اصيبت فتاة اسرائيلية من مستوطنة “الوني هبشان” في هضبة الجولان، بجراح طفيفة، يوم الخميس، جراء تسلل عيار ناري طائش من الجانب السوري، تم اطلاقه كما يبدو خلال المعارك هناك.

وكانت قوات الشرطة والجيش قد اعلنت بعد تلقي التقرير عن اصابة الفتاة، بأن الاصابة نجمت عن انفجار حجر جراء سخونة اسطوانة غاز، حسب ما يدعيه السكان. وبعد اجراء فحص اولي للفتاة في المشفى تم تسريحها الى بيتها، لكنها شعرت بألم فتم نقلها الى المستشفى ثانية، وعندها تبين بأن رصاصة اخترقت ظهرها.

وقامت قوات الامن صباح الجمعة بتمشيط المنطقة التي اصيبت فيها الفتاة، وتبين بأن الاصابة نجمت كما يبدو عن تسلل رصاصة طائشة من الحرب الاهلية في سورية.

وقال د. نيسيم فاتوري، من “الون هبشان” لصحيفة “هآرتس” انه حدث ضجيج كبير في المنطقة في اعقاب ثلاثة حوادث وقعت بشكل متوازي – اصابة الفتاة، واصابة عيار ناري لاحد المباني في البلدة، وحدوث انفجار على الحدود. وتبين لنا انه وقع حادث شديد الخطورة بالقرب من الحدود ولم يبلغونا عنه”. وحسب قوله “لم تتطاير العيارات بدون سبب باتجاه البلدة. هناك جبل بيننا وبين سورية”.

واضاف بأن سكان المستوطنة يثقون بالجيش وقوات الامن، لكن حقيقة اصابة ولد يتجول في البلدة يثير المخاوف. هذه مسألة جنونية. الفتاة اجتازت الفحص في المشفى وتم اعادتها الى بيتها مع عيار في ظهرها”.

·        الشرطة حققت مع ملياردير بريطاني في ملف نتنياهو

ذكرت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي ان وحدة لاهف 433 في الشرطة، حققت في الأيام الأخيرة مع الملياردير اليهودي البريطاني فابيو زبلدوفيتش، في اطار التحقيق في ملف الرشاوى التي يشتبه تقديمها لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وزوجته سارة، خلال شغله لمنصبي وزير المالية ورئيس الحكومة.

وحسب “هآرتس”، يقيم زبلدوفيتش في لندن، وهو شريك في ملكية شركة الطيران الاسرائيلية “ال – عال” ومصالح تجارية اخرى في اسرائيل، ويعتبر صديقا لنتنياهو. وقال في تعقيب للقناة الثانية انه طلب منه تقديم افادته، فقدمها طوعا وهو ليس مشبوها بشيء، وان الشرطة شكرته بحرارة على تقديم افادته.

ويحافظ نتنياهو وزبلدوفيتش على علاقات صداقة قوية منذ التعارف بينهما في منتصف الثمانينيات، ويتبين ان رجل الاعمال استضاف نتنياهو وعائلته للاستجمام في الفيلا التي يملكها في قيسارية، خلال الدورة الاولى لنتنياهو كرئيس للحكومة. وفي لقاء منحه للملحق الاقتصادي لصحيفة “هآرتس” TheMarker في 2010، اثنى زبلدوفيتش على نتنياهو، وقال ان “اسرائيل هي احدى الدول التي نجحت استثماراتنا فيها خلال العام الأخير، بفضل الاقتصاد المستقر هنا. لقد بدأ ذلك بحكومة بيبي حين كان وزيرا للمالية. اسرائيل هي دولة رأسمالية وتكنولوجية. بيبي اجرى تغييرات كبيرة ويجب ان يواصل ذلك الان كرئيس للحكومة. المفهوم الرأسمالي جيد وملائم للدولة”.

·        خلاف في المجتمع العربي في اسرائيل حول احداث سورية

تكتب “هآرتس” ان الخلافات داخل المجتمع العربي في اسرائيل حول الحرب في سورية ليست مسألة جديدة، ولكن في كل مرة توفر فيها هذه الحرب عناوين وصور فظيعة، يشتد النقاش الى حد تبادل التهجم اللفظي بين نشطاء وانصار نظام الاسد وبين مؤيدي المعارضة على مختلف اطيافها. هذه الخلافات منعت، مرة تلو اخرى، القائمة المشتركة ولجنة المتابعة العليا لقضايا الجمهور العربي من اصدار بيان موحد حول الاحداث في سورية.

وبرز هذا الخلاف في الاسبوع الماضي، ايضا، على خلفية الهجوم الكيميائي على محافظة ادلب والذي نسب الى النظام السوري واوقع عشرات القتلى وما تبعه من هجوم امريكي على قاعدة سورية. وعلمت “هآرتس” انه بعد الهجوم في ادلب، حاولت القائمة المشتركة نشر بيان شجب، لكن المعارضة من قبل الجبهة منعت ذلك. كما لم يتم نشر بيان في موضوع الهجوم الأمريكي. ونشر نشطاء من الاحزاب المركبة للقائمة المشتركة والحركات السياسية، مواقفهم بشكل مستقل وحذر بعضهم من اعلان موقف قاطع.

في نهاية الأسبوع عقد مؤتمر الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة في مدينة شفاعمرو، وخلال الخطابات شجب رئيس لجنة المتابعة العليا محمد بركة، الهجوم الامريكي. لكن بركة واجه صعوبة في اصدار بيان باسم اللجنة. وفي تصريح نشره على صفحته في الفيسبوك تطرق الى الهجوم في ادلب وكتب: “لا يمكن الوقوف على الحياد امام الضحايا من الاولاد والاطفال. انا اؤيد الحياة وحقهم بالحياة. الحل في سورية يجب ان يكون حلا سياسيا، اخراج ارهاب داعش ومن يدعمه والحفاظ على وحدة سورية كدولة وكشعب بكل مركباته”.

وكان السكرتير العام للحزب الشيوعي عادل عامر اشد اصرارا في توجهه، وقال: “نحن في الحزب الشيوعي والجبهة نشجب قتل الاطفال والنساء والرجال في الحرب السورية، خاصة حين يجري الحديث عن سلاح غير تقليدي. لكننا نسأل من الرابح من هذا الوضع. الان اصبح اكثر وضوحا من الماضي، بأن تنظيمات الارهاب تتراجع ولذلك فإنها ترتكب جرائم كهذه بوحشية غير مسبوقة، والهجوم الامريكي هو محاولة لإخراج هذه التنظيمات المدعومة من تركيا والسعودية واسرائيل من ازمتها”.

في الجناح الجنوبي للحركة الاسلامية عرضوا موقفا معكوسا بشأن الهجوم على ادلب، لكنهم شجبوا أيضا الهجوم الامريكي: “هذه ليست المرة الاولى التي يستخدم فيها النظام السلاح الكيميائي دون ان يحاكمه المجتمع الدولي. يجب قطع رأس النظام وتقديمه للمحكمة الدولية كمجرم حرب”. وتطرق رئيس الجناح الجنوبي في الحركة الإسلامية د. منصور عباس الى الهجوم الأمريكي، وقال ان “الولايات المتحدة لن تخدعنا. نحن نشجب هذا التدخل كما نشجب التدخل الروسي ونطالب بحل سياسي يعيد سورية للشعب السوري ويحاكم مجرمي الحرب وعلى رأسهم النظام”.

وقال رئيس الحركة العربية للتغيير النائب احمد الطيبي، ان الحزب نشر بيان شجب شديد اللهجة للمذبحة في ادلب، وجاء في بيان صدر عن الحركة: “هذه وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الذي يغذي استمرار سفك الدماء في سورية وارتكاب جرائم ضد الانسانية. يجب التحقيق في احداث ادلب ومعاقبة المسؤول عنها”. ولم يشر البيان بشكل مباشر الى النظام السوري كمتهم. وفي المقابل شجب الطيبي في حديث مع “هآرتس” الهجوم الأمريكي وقال ان “الولايات المتحدة لا يمكنها ان تتصرف كشرطي العالم، ونحن ضد العدوان والتدخل الخارجي مهما كان”.

كما نشر رئيس التجمع جمال زحالقة شجبا للهجوم في ادلب وطالب بمحاكمة المسؤولين من دون الاشارة الى المسؤول عن المذبحة. وقاد هذا البيان الى انتقادات داخل الحزب، الذي لا يسوده الاجماع حول ما يحدث في سورية.

ترامب يشكر نتنياهو على دعم الهجوم على سورية

تكتب “يسرائيل هيوم” انه في اعقاب ترحيب نتنياهو بالهجوم الأمريكي على سورية، واعلان دعم اسرائيل الكامل لقرار الرئيس ترامب، تلقى نتنياهو محادثة هاتفية من نائب الرئيس الأمريكي، مايك بينس، شكره خلالها باسم الرئيس ترامب على الدعم الاسرائيلي الراسخ للعملية الأمريكية. واطلع بينس رئيس الحكومة نتنياهو على تفاصيل الهجوم ونتائجه. وحسب ديوان نتنياهو، “فقد اكد رئيس الحكومة ونائب الرئيس ترامب قوة التحالف بين اسرائيل والولايات المتحدة”.

وقال رئيس الدولة رؤوبين ريفلين ردا على العملية ان “الخطوات الواضحة والمصرة للإدارة والجيش الامريكيين بقيادة الرئيس ترامب، تشكل ردا حاسما وملائما امام الوحشية غير المستوعبة”.

وقال وزير الامن افيغدور ليبرمان ان “الهجوم الامريكي في سورية هو رسالة هامة، حتمية واخلاقية من قبل العالم الحر، بقيادة الولايات المتحدة، مفادها انه لن يتحمل جرائم حرب النظام المرוب برئاسة بشار الاسد”. واكد ليبرمان ان “اطلاع الجيش الاسرائيلي والجهاز الامني قبل شن الهجوم، هو دليل اخر على عمق العلاقة بين اسرائيل وحليفتها الكبرى الولايات المتحدة”.

واعتبر رئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ الهجوم بأنه “رسالة هامة ضد الجزار في دمشق، في الوقت المناسب والتوقيت المناسب والمكان المناسب”. وكان نتنياهو قد اجتمع مع هرتسوغ واطلعه على تفاصيل الهجوم.

في السياق نفسه من المنتظر ان تناقش الحكومة ومن ثم المجلس الوزاري اليوم، التطورات الاخيرة في سورية، وسيناقش المجلس امكانية استيعاب اولاد ولاجئين سوريين.

·        سفيرة ترامب في مجلس الامن ستمنع ما تسميه “الهوس ضد اسرائيل”

تكتب “يسرائيل هيوم” ان الرياح الجديدة التي تحملها معها السفيرة الامريكية الجديدة في الامم المتحدة، نيكي هايلي، ستعطي ثمارها بشكل خاص هذا الشهر. ففي نيسان ستتسلم الولايات المتحدة الرئاسة الدورية لمجلس الامن الدولي، وهايلي التي ستدير النقاشات حددت شروط جديدة للنقاش في موضوع الشرق الاوسط، يشمل مبدأ معالجة كل القضايا المركزية التي تحدث في الشرق الاوسط ولا تركز على اسرائيل.

ومن المقرر ان يعقد مجلس الامن هذا الشهر، نقاشا حول ما يحدث في الشرق الاوسط، كجزء من نقاش فصلي يعقده المجلس كما حددت الامم المتحدة. وتمت المصادقة على عقد هذا النقاش بضغط من الفلسطينيين، وتم تكريسه دائما للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني. ومنذ ذلك الوقت برز بشكل دائم الانشغال بإسرائيل وانتقاد سياستها.

وبصفتها ستكون الرئيس الدوري لمجلس الامن، ستتمتع السفيرة هايلي بعدة صلاحيات، من بينها: تحديد جدول النقاش والسيطرة على الاجندة الرسمية. وقد ابلغت سفير اسرائيل داني دانون بأن التغييرات المخططة ستشمل وقف تركيز التقارير بشكل مهووس على اسرائيل، واجراء نقاش في موضوع الشرق الاوسط كوحدة شاملة من دون التركيز على الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، وتمرير اجندة توجه سكرتارية الامم المتحدة والدول الاعضاء نحو الانشغال في قضايا عينية وليس بإسرائيل.

وقال السفير الاسرائيلي داني دانون: “نحن نغير اساليب النقاش ومجلس الامن سيبدأ بمعالجة المشاكل الحقيقية للشرق الاوسط. هذا التغيير هو خطوة هامة على طريق وقف هوس الامم المتحدة ازاء اسرائيل والنقاشات المنحازة التي لا تهدف الا لمناطحة الديموقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط”.

·        ليبرمان يدعي انه سمع عن اغتيال فقها من الاخبار!

تنشر صحيفة “يديعوت احرونوت” على تطبيقها الالكتروني، مقطعا آخر من اللقاء الموسع الذي اجرته مع وزير الأمن افيغدور ليبرمان، والذي سيتم نشره كاملا يوم غد الاثنين في العدد الخاص بعيد الفصح العبري. ويكتب معدا اللقاء يوسي يهوشواع ويوفال كرني، انه بعد عشرة اشهر من تسلم ليبرمان لمنصبه، ينظر الى قطاع غزة بعيون اكثر واقعية. الشخص الذي وعد سوية مع نتنياهو، منذ انتخابات 2009، بتدمير سلطة حماس، ووعد بعد انتخابات 2015 بتصفية اسماعيل هنية خلال 48 ساعة، يعرف انه من الطابق الرابع عشر في وزارة الامن في تل ابيب، يبدو المشهد اكثر تعقيدا، او بكلمات اخرى: ما يرونه من على كرسي الضيف في برامج “سبت الثقافة” في بئر السبع، لا يرونه من على كرسي مكتب وزير الأمن.

وقد اثار القسم الاول من اللقاء الذي تم نشره قبل عدة ايام ردود فعل شديدة، وجر احتجاجا كبيرا من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على قول ليبرمان: “انا احدد بنسبة 100% من التأكد بأن الهجوم البربري في منطقة حماة بالسلاح الكيميائي، تم تنفيذه من قبل نظام الاسد وبأمر مباشر ومخطط منه، بواسطة طائرات سورية”. وقال ليبرمان تعقيبا على الرد الأمريكي على المذبحة في ادلب ان “الهجوم الأمريكي يشكل رسالة هامة، حتمية واخلاقية للعالم الحر الذي لن يتحمل جرائم الحرب التي ينفذها نظام الرعب برئاسة الاسد ضد المواطنين الأبرياء. اطلاع الجيش والجهاز الامني من قبل الامريكيين على الهجوم قبل تنفيذه، هو دليل اخر على قوة العلاقات وعمق العلاقة بين اسرائيل وحليفتنا الولايات المتحدة”.

·        هل يجب على اسرائيل التدخل؟

“لماذا يجب علينا  القيام بعمل الآخرين؟ هذه مسؤولية المجتمع الدولي”.

خلال الاشهر التي مضت منذ تسلمه لمنصب وزير الامن، استبدل ليبرمان التصريحات الاعلامية الحربية بالرسمية الظاهرة. يوم الاحد الماضي، زار سديروت وحمل المسؤولية عن اغتيال المسؤول في حماس مازن فقها لحركة حماس نفسها. من هدد في المعارضة بتصفية الارهابيين في غزة بواسطة ساعة مؤقتة – يرجع الاعتماد عن اغتيال المخربين لحماس.

وفي هذا اللقاء، ايضا، يصر رئيس “يسرائيل بيتينو” بأنه سمع عن الاغتيال لأول مرة في نشرة اخبار يوم الجمعة. ويقول: “من معرفتي للجهاز هناك، وللشخص الذي انتخب لرئاسة الحركة، يبدو لي بأن الأمر هو مسالة داخلية. هذا طابع التنظيمات الارهابية. من المؤكد انكم تتذكرون الاغتيال في شباط 2016 عندما قتل سنوار محمد شتيوي الذي كان احد الضباط في القطاع. لقد فعل ذلك بقرار شخصي. خالد مشعل غضب عليه تماما. فعل ذلك من دون معرفة القيادة، لم يسأل احد. الان يدخل الزعيم الجديد وهو يريد ترسيخ مكانته والاظهار بأنه صاحب البيت، وهو لا يسأل احد”.

·        هل يمكنك القول لنا بأن اسرائيل لم تكن ضالعة في الاغتيال؟

“يمكننا القول بالتأكيد ان المقصود عملية تصفية داخلية. لن افاجأ اذا تم في يوم الانتخابات في ايران في 19 أيار، تصفية الرئيس الايراني حسن روحاني”.

مقالات

انقلاب امريكي خلال 48 ساعة: من التأتأة الى الرد الحاسم

يكتب عاموس هرئيل، في “هآرتس”، ان الأمر استغرق 48 ساعة لكي يحقق رد ادارة ترامب على الهجوم الكيميائي الذي شنه نظام الأسد على المدنيين في سورية، انقلابا كاملا في الموقف الامريكي: من التأتأة والتملص واتهام الادارة السابقة، الى الاعلان بأن الأسد يجب ان يدفع ثمن المذبحة، وصولا الى العمل – شن هجوم مكثف قبل فجر يوم الجمعة، بواسطة حوالي 50 صاروخ كروز، على قاعدة سلاح الجو السوري في حمص، التي خرجت منها طائرات النظام يوم الثلاثاء الماضي لقصف محافظة ادلب.

كما حدث تغيير في الاهداف العلنية للولايات المتحدة في سورية. ففي الأيام التي سبقت الهجوم اعلن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون والسفيرة لدى الامم المتحدة، نيكي هايلي، بأن واشنطن لم تعد تركز على الاطاحة بالرئيس بشار الأسد. وبعد الهجوم قال تيلرسون ان الولايات المتحدة ستعمل على اسقاط الرئيس “بوسائل دبلوماسية” (يعني ليست عسكرية).

في قصفه لقاعدة حمص فعل ترامب اكثر من كل ما فعله سابقه براك اوباما على مدار ست سنوات من الشجب والتوبيخ للنظام السوري. ومع ذلك فقد اختارت واشنطن طريقة عمل آمنة نسبيا، اطلاق صواريخ من مسافة بعيدة، مقارنة بهجمات الطائرات وارسال قوات برية الى سورية.

السؤال الذي لا يزال مفتوحا هو هل ستكون الولايات المتحدة مستعدة للالتزام بعملية متواصلة من اجل اسقاط النظام في دمشق. حسب التقارير الواردة من واشنطن، فان رسالة البنتاغون بعد القصف هي ان هذا الهجوم كان لمرة واحدة، وبمثابة عملية عقاب نسبية، بعد اجتياز النظام للخط الأحمر وقتل مدنيين بواسطة سلاح كيميائي. يبدو ان الضرر الذي اصاب سلاح الجو السوري كان محدودا: ففي اليوم التالي للقصف انطلقت طائرات النظام الحربية لشن هجمات اخرى من القاعدة التي تم قصفها.

ولكن حتى بهذا الشكل، فان ترامب الذي واجه الانتقادات الكبيرة من قبل وسائل الاعلام الامريكية ومن الغرب كله منذ انتخابه، تصرف هذه المرة بالشكل الصحيح والمطلوب. هذا لا يحوله الى فارس العالم الحر، كما ارتسم في احد التعقيبات المتحمسة للهجوم. يبدو انه من المفضل التريث قليلا بهذا الثناء المبالغ فيه (فإلى جانب ذلك هناك سؤال اخلاقي آخر، طرح ايضا خلال الهجوم الكيميائي الكبير الذي شنه الاسد في 2013: لماذا اظهر العالم استعداده لتجاوز الأمر بصمت، حين وقعت اعمال قتل ذات عدد اكبر من الضحايا، بوسائل حرب تقليدية؟)

الفخ الذي يعمل الرئيس الأمريكي في اطاره لم يتغير. طوال معركة الانتخابات، وايضا خلال اول شهرين ونصف الشهر من ولايته، لم يعرض ترامب سياسة خارجية مبلورة، واطلق الكثير من التصريحات المتضاربة. ومع ذلك، فقد كانت له في الموضوع السوري ثلاث تصريحات أساسية. لقد تحفظ ترامب من عمل عسكري امريكي ضد النظام، خشية التورط وسقوط ضحايا؛ لقد اكد الحاجة للامتناع عن المواجهة مع الروس؛ وحرص على وصف داعش، وليس نظام الأسد، بأنه العدو المركزي للغرب وانتصاره هو أسوأ سيناريو ممكن.

المذبحة الكيميائية في محافظة ادلب اجبرت ترامب على العمل، ولكن اذا واصل خطواته ضد نظام الأسد، من شأنه ان يجد نفسه على مسار صدام مع الروس، عشية زيارة وزير الخارجية تيلرسون الى موسكو. خلال الايام التي سبقت الهجوم العقابي الامريكي، وقفت روسيا وايران وراء الأسد ورفضتا ادعاءات الغرب بأن النظام هو الذي استخدم السلاح الكيميائي ضد المدنيين. وبعد القصف الأمريكي سارعت موسكو وطهران الى شجبه، بل اعلن الروس عن تعليق التنسيق الامني مع الامريكيين في سورية، والذي يتمحور في الأساس على الحرب المشتركة بهذا الشكل او ذاك، ضد داعش والقاعدة.

في المقابل يجب مواصلة الاخذ بالاعتبار بأن ترامب متقلب وغير متوقع. من شأن كثرة الاطراء عليه من قبل الليبراليين والمتحفظين معا، في اعقاب القصف، ان يدفعه الى مواصلة التدخل العسكري.

يبدو ان الأسد أخطأ في قراءة الرد الأمريكي المحتمل، ومضى نحو خطوة بعيدة جدا حين قرر تفعيل السلاح الكيميائي (الذي تم الادعاء سابقا بأنه تم تدميره كاملا وفقا للاتفاق بين اوباما وبوتين في صيف 2013). هذا لا يعني بالضرورة انه فقد بذلك الدعم الروسي والايراني. يمكن الافتراض الان بأن إيران وروسيا تملكان مصالح كثيرة في سورية لن تجعلهما يتخليان عن دعم النظام، الذي ساعد الاسد في العام الاخير على تحقيق انقلاب في الحرب وتحقيق الاستقرار لسلطته.

استمرار التطورات في سورية يتعلق في الأساس بما سيحدث بين ترامب وبوتين. لكن منظومة العلاقات بينهما تشبه الجليد الذي يطل طرفه فقط فوق سطح الماء. لا نعرف ما جرى الحديث عنه بين ترامب والروس قبل انتصاره في الانتخابات وما اذا يملك الروس معلومات من شأنها ممارسة الضغط عليه. سيكون على بوتين اتخاذ قرار بتجاوز الهجوم الأمريكي على الاسد ومواصلة السياسة الحالية كالمعتاد، او السعي الى ميزان ردع جديد من التصريحات والتهديدات مقابل واشنطن.

بالنسبة للأمريكيين، حتى اذا لم يقصدوا مواصلة العمل العسكري، فانهم يملكون الكثير من الامكانيات. لقد تخلت الولايات المتحدة تماما، منذ اواخر فترة اوباما، عن الاتصالات السياسية لوقف اطلاق النار في سورية، وابقت الحلبة خالية تماما للروس. يمكن لترامب محاولة استغلال الهجوم الان، للوصول الى عملية سياسية من موقع القوة الجديدة في سورية.

اسرائيل، مثل شريكات اخرى للولايات المتحدة، عرفت عن الهجوم الأمريكي قبل فترة وجيزة من وقوعه. من وجهة نظر اسرائيل، يبدو ان التطورات الاخيرة تبرر استمرار السياسة الحالية: البقاء خارج المواجهة والامتناع عن التدخل المباشر.

باستثناء الشجب العلني لأعمال الأسد، كان هذا هو ما فعله رئيس الحكومة نتنياهو، وبحق، طوال سنوات الحرب. حسب تقرير لشبكة التلفزيون الروسي، فقد قادت تصريحات وزير الامن ليبرمان لصحيفة “يديعوت أحرونوت” والتي اتهم فيها الاسد بشن الهجوم الكيميائي، الى محادثة التوبيخ التي اجراها بوتين مع نتنياهو.

سورية هي ليست المشكلة الوحيدة التي تحتم العلاج العاجل من قبل الادارة الأمريكية على الحلبة الدولية. واشنطن تشعر بالقلق بشكل خاص من استمرار التوجه الحربي والمستفز في كوريا الشمالية، التي تسبب الضغط لكل صديقات الولايات المتحدة في شرق اسيا. في نهاية الاسبوع، التقى ترامب في عزبته في فلوريدا مع الرئيس الصيني شي جين فينغ. لقد احتل التهديد القادم من جهة كوريا الشمالية مكانة رئيسية في محادثات القمة. لكن ترامب وصل اليها، على الاقل، بعد ان عمل في سورية. هناك امر واحد يبدو ان ترامب يجيد بثه الى العالم، مقارنة بأوباما: الرسالة بأنه من المفضل عدم استفزاز الولايات المتحدة، لأن مثل هذا العمل سيقابل بثمن باهظ.

لكمة والى البيت: الولايات المتحدة لم تعد لتكون اللاعب القوي في سورية.

يكتب تسفي برئيل، في “هآرتس” انه كانت هناك حاجة الى ضربة عسكرية، وكان احتمال وقوعها منخفضا، ولكن ترامب فاجأ كعادته. وغضب بوتين، وصرخ الاسد، ولكن عندما سقطت 59 قذيفة توماهوك، اطلقتها المدمرتين الامريكيتين روس وفورتر من البحر المتوسط، على قاعدة سلاح الجو بالقرب من حمص، لم يكن الأمر مجرد منافسة في شد الحبل او استعراض العضلات. بدون المحكمة العليا، وبدون “بتسيلم”، أي بدون قرار من مجلس الامن، وبدون ثرثرة دبلوماسية منهكة، وجهت الولايات المتحدة صفعة مدوية للأسد وبوتين، تنطوي على رسالة موجهة الى دول اخرى. لقد سبق الرد العسكري انقلاب سياسي، حين اعلن ترامب بأن الاسد لا يمكن أن يكون جزء من الحل. وهذا فقط بعد عدة ايام من تصريح سفيرته في الامم المتحدة بأن اسقاط الأسد ليس اولوية امريكية.

هل تم تغيير جدول اولويات الولايات المتحدة في اعقاب الهجوم الكيميائي على خان شيخون، وهل ستسعى الادارة الى اسقاط الأسد؟ ليس بعد. هل سيجدد ترامب المساعدات الامريكية لميليشيات المتمردين لكي تتمكن من مواجهة النظام؟ هذا بعيد جدا. حتى الاسئلة التكتيكية لا يجيب عليها الهجوم الأمريكي.

الصواريخ لم تصب المستودعات التي قد يحتفظ فيها الأسد بالسلاح الكيماوي، وانما قاعدة سلاح الجو التي انطلقت منها الطائرات التي اسقطت المواد الكيميائية. ليس من المستبعد ان يكون السلاح الكيميائي لا يزال قائما. المنطق الكامن في مهاجمة قاعدة سلاح الجو السوري مفهوم، ولكن هل يلمح الى ان ترامب لن يتردد في مهاجمة من اصدر الأمر؟ الجواب على هذه التساؤلات، في هذه الأثناء، واضح – لكمة وعودة الى البيت. لقد فعل ترامب بصورة كبيرة ما تفعله اسرائيل بصورة صغيرة حين تهاجم قوافل الاسلحة المتوجهة من سورية الى حزب الله.

الولايات المتحدة لن ترجع لتكون لاعبا قويا في الحرب السورية، الا اذا قرر ترامب المفاجأة مرة اخرى. انها لن تسرق من روسيا العرض والتأثير، والاجراءات السياسية، كلما تطورت، ستتم من دون تدخل امريكي فاعل. ولذلك، فان الانجاز الفوري والهام من ناحية ترامب هو سياسي امريكي: لقد غطى اوباما بالزفت والريش واثبت للجمهور الأمريكي بأن الولايات المتحدة ليست ارنبا خائفا. ترامب الذي طالب اوباما بالحصول على تصريح من الكونغرس قبل الهجوم على سورية في 2013، ادخل الكونغرس الى الفخ ايضا. فهل سيتجرأ احد على انتقاد الهجوم حتى ان تم “ليس حسب النظام السليم” وعلى الرغم من عدم مواجهة الولايات المتحدة لخطر فوري؟

·        حرب انتقام

السؤال هو هل ستنتقل روسيا وسورية بعد الهجوم الأمريكي الى حرب الانتقام لكي تثبتان بأنه لن يتم تغيير شيء في استراتيجية الحرب ضد المتمردين والجمهور المدني. بالنسبة لهم، لا حاجة الى السلاح الكيميائي من اجل مواصلة القصف وبشكل ناجع لمدينة ادلب ومحيطها. ليس من الضروري ان يتوقف العالم على الحواجز الاخلاقية اذا كان يمكن تحقيق نتائج افضل بواسطة العنف المشروع، كما حدث طوال السنوات الست الماضية منذ بداية الحرب الأهلية. القرار بهذا الشأن يعود لبوتين الذي التزم بالوقوف الى جانب الاسد في مواجهة الهجوم الامريكي. ليس المقصود هنا دفاعا عن صديق، وانما الحفاظ على كرامة روسيا. في يوم الخميس فقط صرح الناطق بلسان بوتين، ديمتري باسكوف، بأن روسيا لا تقف الى جانب الاسد في كل ظرف، وانه “ليس من الصحيح القول بأن روسيا تستطيع اقناع الاسد بعمل كل ما تريد”. لكن الامور سمعناها في كل مرة تم تحميل روسيا المسؤولية عن سلوك الاسد  القاتل.

مع ذلك، من المناسب قراءة الرد الروسي على الهجوم بحرص. الناطق بلسان بوتين وصف الهجوم بأنه “هجوم على دولة سيادية على اساس حجة مخترعة”. انه لم يحتضن الاسد ولم يصف الهجوم بأنه يمس بحليفته. كما لم يهاجم ترامب مباشرة مثلما لم يحمل ترامب المسؤولية لبوتين.

يبدو انه على الرغم من التصريحات اللفظية التي شملت تحذيرا روسيا بشأن مستقبل العلاقات بين القوتين العظميين، لن ترغب كلاهما بمنح الاسد امكانية هز التوازن بين القوى العظمى. الخطوة العملية التي قامت بها روسيا حتى الان، تعليق التنسيق الجوي بين الدولتين في سورية، يمكن ان يتضح بأنه سيف ذو حدين اذا بدأت طائرات التحالف بمصادفة طائرات روسية في الجو.

ليس من الواضح بعد ما اذا كان تعليق التنسيق هذا سيشمل تعليق التنسيق مع اسرائيل، رغم انه ليس جزء من التفاهمات مع الولايات المتحدة. ولكن من المحتمل ان بوتين الذي يغضب على تصريحات نتنياهو ضد الاسد، سيرغب بالإثبات لترامب بأنه ستكون للمس بحليفة روسيا ابعاد على حليفات الولايات المتحدة ولذلك قد يجمد او يلغي التفاهمات مع اسرائيل. اذا كانت هذه هي النتيجة، فان هذا يعني بأن الحرب في سورية ستضع اسرائيل على خط النار السياسي وليس العسكري فقط، حين تجد نفسها في تناقض للمصالح بين سياسة ترامب وبين حاجتها لمواصلة التنسيق مع روسيا.

العالم العربي: ترامب في الداخل، بوتين في الخارج

يكتب البروفيسور ايال زيسر في “يسرائيل هيوم” انه انه في اعقاب الهجوم الأمريكي على سورية، ترتفع اسهم دونالد ترامب في العالم العربي. يبدو انه لم يحظ أي رئيس امريكي منذ سنوات طويلة بسماع كلمات الشكر، بل والثناء والتشجيع من العرب، بشكل يشبه ما حظي به ترامب في الأيام الأخيرة. بيانات الدعم تصل من الدول العربية، بل حتى من قبل رواد الشبكات الاجتماعية الذين يحثون ترامب على مواصلة هذا الطريق وعدم التوقف حتى يستكمل اعادة النظام والتوازن، بل حتى الاستقرار الى الحلبة السورية والمنطقة كلها.

صحيح ان الهجوم الأمريكي كان محدودا في حجمه واهدافه. ولهذا فقد سجل نجاحا وحقق هدفه المركزي – معاقبة الطاغية السوري بسبب استخدام السلاح الكيميائي ضد ابناء شعبه. ولكن اذا بقي هذا الهجوم معزولا وموضعيا، فانه لن يحقق التغيير في مسار الحرب السورية. يمكن لبشار بسهولة استيعاب الهجوم الأمريكي. فقد خسر خلال سنوات الحرب الكثير من المطارات لصالح المتمردين، وفي كل يوم يقتل العشرات من جنوده في ساحات القتال. ولذلك، فان الهجوم الأمريكي بالنسبة له، هو ضربة اخرى في الجناح، ويمكنه التعايش معها والبقاء. اذا تصرف بحكمة وامتنع عن أي رد، تماما كما تصرف في كل مرة تعرض فيها للهجوم من قبل اسرائيل، يمكنه المواصلة قدما، وبمساعدة اصدقائه الروس والايرانيين سيواصل قتل شعبه، ولكن هذه المرة بواسطة السلاح التقليدي.

لكن الأمر المهم هو انه بعد الهجوم الأمريكي من الواضح للجميع ولبشار أيضا، ان مصيره ومصير سورية لم يعد ملك ايديه، والامر الاكثر اهمية، انها لم تعد ملك أيدي بوتين. فترامب هو الذي يمسك بالمفاتيح. واذا شاء يمكنه مواصلة مهاجمة سورية، وربما احداث تحول في مسار الحرب في الدولة، واذا شاء يمكنه ترك بشار على كرسيه.

احد المتضررين الأساسيين من هجوم ترامب على سورية هو الحائز على جائزة نوبل للسلام براك اوباما الذي شرح في حينه، بأنه لكي يعمل في سورية سيحتاج الى مئات الاف الجنود الامريكيين وتريليونات الدولارات. ترامب قام بعمل كبير سيؤدي الى وقف استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي بواسطة 59 صاروخ توماهوك فقط. والمتضرر الاخر هو فلاديمير بوتين، الذي كشفه ترامب كنمر من ورق. ففي نهاية المطاف، روسيا هي دولة كبيرة وقوية، ولكن بالتأكيد ليست مساوية بقوتها وقدراتها لقوة عظمى كالولايات المتحدة.

هذا الأمر يفهمه اليوم، كل عربي في الشرق الاوسط. صحيح انه عندما بدا بأن اوباما يتخلى عن المنطقة ومن المشكوك فيه انه سيساعد حلفائه، سعى الجميع للتقرب من بوتين، الذي اجاد تعبئة الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة بقيادة اوباما. لكن، الان، تمكن ترامب من اعادة مكانة الولايات المتحدة كقوة رائدة في المنطقة. ترامب ينتظر الحرب ضد داعش ايضا، ولكن اذا اظهر الاصرار نفسه الذي اظهره خلال الهجوم في الاسبوع الماضي، فانه سيتمكن من تحقيق انجازات ملموسة ايضا على هذه الجبهة من دون مساعدة من الروس الذين لم يحاربوا داعش في كل الاحوال.

في البلدة يوجد شريف جديد، وعلى الاقل لا يخفي قادة العرب واجزاء مهمة من الرأي العام العربي، رضاهم واملهم بأن يعاقب الشريف الجديد بشار الاسد على اعماله القاتلة ويردع ايران.

·        “حماس تريد أن تصدقوها”

يكتب د. روبين باركو، في “يسرائيل هيوم” انه في نهاية آذار الماضي، خلال التئام مؤتمر “الزيتونة” في بيروت، افاد رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، بان المنظمة تعد ورقة عمل تطرح الرؤيا السياسية – الاستراتيجية للمنظمة. وفي ضوء دروس العام 2016، ستشكل علامة طريق لسياسة حماس في 2017 وستتناول “مشروع المقاومة”. في هذه الاثناء، يعنى مسؤولو حماس بتسريب تفاصيل عن مضمونها، وأبرزها الاعلان بشأن استعداد المنظمة لإقامة دولة فلسطينية في حدود 1967. وكان هذا، بمثابة أمر مشوق آخر اسموه “الانعطاف الدراماتيكي” في سياسة حماس في كل ما يتعلق بالدول العربية المحيطة وتجاه الغرب واسرائيل.

مع ذلك، فان فتات المعلومات عن الوثيقة لم توضح اذا كان هذا تغييرا لميثاق حماس في 1988 أم وثيقة استراتيجية ملتوية، مرافقة للميثاق وليست مكانه – الامر الذي يقلل من شدة “الانعطاف الدراماتيكي”. ان الخطوط الاساس التي تتميز بها التسريبات ترسم تغييرا براغماتيا في تقويم المنظمة للوضع، قدراتها وأمانيها، وذلك على خلفية أزمتها العسكرية، الاقتصادية والسياسية. وهي تعكس بهذا، رغبتها بنيل الشرعية الدولية، والخروج من مأزقها والافلات من الطوق الذي تعيش فيه المنظمة.

وتبدي حماس حرصا ، كما يتضح من البنود التي تسربها للإعلام، على أن تبدو كما لو انها تخلصت من تأثير الاخوان المسلمين عليها، مع العلم بأنها جزء منهم. وتقول انها لن تتدخل في شؤون الدول الاخرى وانها ستشطب التعابير اللاسامية من ميثاقها وأبرزها ذلك البند الذي يتحدث عن القتال ضد اليهود، لتستبدلها بتعبير “القتال ضد الاحتلال الصهيوني”. كما تسرب بان حماس ستسوق نفسها من الان فصاعدا كـ “منظمة فلسطينية للتحرير الوطني”.

هناك من يرون في بالونات الاختبار هذه من حماس بشرى دراماتيكية. مثلا، الاعلان بشأن الاستعداد لدولة فلسطينية في حدود 1967 تم تفسيره كاعتراف بإسرائيل  بحكم “الأمر الواقع” و كخطوة ايجابية نحو المصالحة مستقبلا مع السلطة الفلسطينية، ومقدمة لإقامة دولة فلسطينية موحدة في الضفة الغربية وفي غزة – الى جانب اسرائيل. وهناك من يستمدون التشجيع ايضا من تغيير الصيغة اللاسامية في الميثاق، كما ذكرنا آنفا، وذلك رغم حقيقة أن حماس تلتزم في الوثيقة الجديدة ايضا بمواصلة الكفاح المسلح ضد الصهاينة حتى تحرير “فلسطين” بكاملها. كما أنها ستواصل رفض الاعتراف بإسرائيل وباتفاقاتها مع م. ت. ف او التنازل عن قسم من “فلسطين” – وبالتالي فما الذي يشجع في ذلك؟

بالفعل، واضح أن تصريحات مسؤولي حماس منشأها اضطراريات اللحظة التي تعيشها منظمتهم ورغبتها في كسر الحصار والضغط الداخلي المتصاعد. في هذا الاطار فقد كانت التسريبات موجهة للأذان الغربية التي تقاتل ضد منظمات الارهاب الاسلامي العالمي، التي ولدت من رحم حركة الاخوان المسلمين، كي “ترفع الضغط” عن حماس نفسها. تلتزم المنظمة الان بصيغة ملتوية – مثل السلطة الفلسطينية – بدولة في حدود 1967، بقطع صلتها بالإخوان المسلمين ومنظمات الارهاب الاخرى وتعلن بانها “كمنظمة تحرر وطني” مستعدة لان تقتل “فقط” صهاينة وتدع اليهود جانبا.

لا شك أن حماس هي منظمة براغماتية تتعلم الدروس. في إطار خطواتها هذه يفترض بمصر، وكذا الدول العربية الاخرى المحيطة بغزة، ان تهدأ بمجرد اعلان القطيعة عن الاخوان المسلمين ووقف المساعدة لتنظيم داعش في “لواء سيناء”، وهكذا تحظى حماس بشريعة تضخ الى غزة تمويلا من مصادر دولية ومن الخليج، في ظل تجاهل اشتراطات السلطة الفلسطينية. وستفتح الحدود مع مصر على مصراعيها، كما يأملون، وستشق الطريق الى مجال المناورة والتعاظم العسكري، الاقتصادي والسياسي المتجدد.

صفعة وتلميح

يكتب اليكس فيشمان، في “يديعوت احرونوت” انه يجلس في القصر الرئاسي في دمشق اليوم، حيوان جريح ومهان – هكذا يقولون في الجهاز الأمني الاسرائيلي. بالنسبة للأسد فان العمليات العسكرية الأمريكية والاسرائيلية في سورية، هدفها اختطاف الفريسة من فمه- اعادة السيطرة على سورية- بعد ان نجح بغرس اسنانه فيها.

رائحة الانتصار التي تم انتزاعها منه يمكن ان تدفعه الى خطوة متسرعة اخرى. ولذلك فان كل عمل ستقوم به اسرائيل خلال الفترة القريبة على الحدود الشمالية سيأخذ في الاعتبار ان الرئيس الأسد سيحاول انقاذ كرامته. يبدو ان هذا هو سبب منع النشاط الجوي والمدني والرياضي في منطقة الجولان وغور الاردن خلال عيد الفصح – عدم توفير فرصة للرئيس السوري لإطلاق النار على طائرات اسرائيلية. ففي كل الاحوال يدعي كبار المسؤولين السوريين بأن اسرائيل هي التي تقف وراء النشاط العسكري الأمريكي.

قبل ساعة من القصف لم يعرف أي شخص في اسرائيل عن اتخاذ قرار في الولايات المتحدة بمهاجمة مطار الشعيرات العسكري قرب حمص. الرئيس الأمريكي نجح بمفاجأة العالم كله. حتى انا.

حسب الاعلام الروسي، تلقت روسيا بلاغا حول العملية قبل ساعتين من تنفيذها. وتم تحويل البلاغات الى اسرائيل وروسيا عبر قنوات تنفيذية بين الجهات العسكرية – وليس السياسية. يمكن الافتراض بأن المحادثة مع الجنرالات الروس جرت بلهجة صارمة. لقد تبقى للروس ساعتان لإخراج رجالهم من منطقة الهجوم، ومن المؤكد ان هذا الأمر جعل السوريين يفهمون بأنهم سيتعرضون للهجوم. العمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة تتم من خلال تعاون غير مسبوق مع الجيش الاسرائيلي، ما يجعلنا نعتقد بأن الاسرائيليين تمنوا للأمريكيين النجاح. بعد القصف اتصل رئيس القوات الامريكية المشتركة مع نظيره الروسي، وانتهت المحادثة بقطع “الخط الاحمر” بينهما، أي تعليق البروتوكول الذي هدف الى منع الصدام بين الجيشين في القطاع السوري.

يمكن الافتراض بأنه يوجد في القيادة السورية اليوم، من يجري حسابا مع النفس عن الهجوم الكيميائي. صناع القرارات هناك لم يقدروا، كما يبدو، حجم القتلى والأصداء التي سيسببها الهجوم في انحاء العالم. يمكن الافتراض بأن الروس اوضحوا للأسد ايضا ان استخدام السلاح الكيميائي، الذي لم يكن هدفه حماية بقاء السلطة، تسبب بضرر للمصالح المشتركة لروسيا وسورية. ربما لم يحب الروس اسلوب ترامب، لكن الهجوم الأمريكي زاد من تعلق الاسد بروسيا، وهذا يعني ان موسكو لا تشعر بالأسف العميق على الصفعة التي تلقاها.

في الجهاز الامني الاسرائيلي وصفوا، امس، الاحداث الاخيرة في سورية، بأنها “ازمة تم تجميدها”. حاليا لا توجد أي دلائل على حدوث تغيير في السلوك السوري او الروسي على الأرض. من ناحية اسرائيل، طالما لا توجد احداث تخلق التفوق لحزب الله او للايرانيين في سورية، فان هذا لا يحتم عليها أي استعداد عسكري. كما ادعت روسيا الرسمية خلال اليوم الاخير بأنه لم يتم مهاجمة قوات روسية، ولذلك لا يوجد سبب للقيام بعمل عسكري ضد الولايات المتحدة. ولن يتم الغاء زيارة وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون الى موسكو في مطلع الاسبوع القادم.

عندما تبخر الدخان الذي خلفه 25 طن من المواد الناسفة التي حملتها صواريخ كروز التي تم اطلاقها من المدمرتين “فورتر” و”روس”، عاد المطار السوري للعمل الجزئي. بالنسبة للبنتاغون كان هجوم الصواريخ بمثابة جهد هامشي. مثل هذه العمليات جاهزة منذ ايام اوباما، على خلفية استخدام السلاح الكيميائي في سورية في 2013. وما فعلوه هذه المرة هو سحب الملفات من الدرج ومهاجمة المطار الذي خرجت منه الطائرات السورية لشن الهجوم الكيميائي، في الاسبوع الماضي.  القاعدة التي تعرضت للهجوم تخضع لقيادة الجناح 50 في سلاح الجو السوري، الذي يدير سربين من الطائرات الحربية التي يرجع عمرها الى سنوات السبعينيات والثمانينيات: ميغ 23 وسوخوي 22. القصف لم يشل عمل المسارات، ولكنه لم يهدف الى ذلك ايضا. لقد اختار البنتاغون تنفيذ جزء واحد من فصل البداية للهجوم المخطط منذ 2013 ضد عشرات الاهداف وعلى مدار عدة ايام. الهجوم بوساطة صواريخ كروز هو المستوى الاكثر انخفاضا في التلميح العسكري الأمريكي.

هذا التلميح لا يبدو مثل استراتيجية جديدة، وانما استلال من الخاصرة. يسود الانطباع بأن الأمريكيين يبنون سياسة في سورية من خلال التحرك، وهذا يجب ان يقلق ليس فقط اعداء الولايات المتحدة وانما الأصدقاء ايضا. حتى الان، هذه سياسة نزوات. السؤال الكبير هو هل سيكون هناك استمرار لهذا الاصرار الامريكي في سورية، وكيف سيرد ترامب اذا واصل الأسد تحديه.

عن nbprs

شاهد أيضاً

أبرز عناوين الصحف الإسرائيلية 22/10/2019

متابعة: تصدر فشل نتنياهو يفشل في مهمته تشكيل حكومة اسرائيلية جديدة واعادة كتاب التكليف الى …