سلطت صحف عربية الضوء على الاحتجاجات التي اندلعت مؤخرًا في العاصمة العراقية، بغداد، للمطالبة بتغيير قانون الانتخابات وتشكيل مفوضية جديدة للإشراف على العملية الانتخابية.
وأبدى كُتاب فيها تعاطفهم مع حركة الاحتحاج والمظاهرات في العراق، كما اعترض البعض الآخر على أداء الشرطة في مواجهة هذه الاحتجاجات.
وكانت الاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة أسفرت عن مقتل أربعة متظاهرين ورجل شرطة على الأقل.
كما ناقش بعض الصحف مؤتمر جنيف 4 حول الأزمة السورية المقرر انعقاده الأسبوع المقبل.
“مواطنون لهم مطالب”
ويشدد الكاتب على حسين في صحيفة المدى العراقية إن “فض المظاهرات بإطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع ومطاردة المتظاهرين في الشوارع أسلوب يفتقر إلى أدنى أساس أخلاقي أو سياسي”.
اسفرت الاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة عن مقتل أربعة متظاهرين ورجل شرطة على الأقل
ويوضح الكاتب أن “التظاهر والاحتجاج حق تكفله القوانين ومواثيق حقوق الإنسان، ومن ثم يجب عدم النظر إلى المتظاهرين على أنهم أعداء للدولة والمجتمع، بل مواطنون لديهم مطالب”.
على المنوال نفسه، يأسف عادل عبد المهدي في صحيفة العالم العراقية لسقوط قتلى في هذه المظاهرات مشددا على أن “هذه التداعيات تتطلب تحقيقًا لمنع تكرارها. فسقوط هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى هو أمر مؤلم وضار ومدان في كل الأحوال”.
ويحذر الكاتب من أنه “أمام البلاد طريقان، فإما أن تنجح محاولات الإصلاح لتجدد البلاد قواها، وقدراتها للانطلاق والقضاء على الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار والإعمار، أو الغرق أكثر في الفوضى والفراغ والمجهول الذي هو هدف الأعداء”.
وفي صحيفة الرأي الأردنية، يتبنى طائل الضامن رؤية تبدو مؤيدة للمظاهرات، قائلاً إن “آلاف المتظاهرين الغاضبين في العاصمة بغداد من أنصار التيار الصدري يخرجون للتعبير سلميًا عن ضرورة تغيير النظام الانتخابي في العراق، وقانونه، الذي دفع الناخبين للعزوف عن الإدلاء بأصواتهم، وكرس الطائفية”.
ويؤكد الكاتب أن “العراق، يحتاج إلى التحرر من براثن الطائفية والولاءات الخارجية، والسيطرة الأمريكية القوية والنفوذ الإيراني الكبير”.
من ناحية أخرى، تنقل الديار اللبنانية عن عضو مجلس محافظة بغداد، علي العلاق، قوله إن “العراق في مرحلة خطرة من تاريخه وعلى القوى أن تتكاتف في الداخل والخارج، ويتم ذلك بتكافل الأحزاب السياسية والعمل على تمرير القوانين من خلال مجلس النواب العراقي وتشريعاته”.
ويضيف العلاق أن “النزول إلى الشارع بهذا الشكل مع وجود المندسين الذين يريدون الإساءة للعملية السياسية وضربها تنفيذًا لأجندات خارجية، هو أمر مرفوض من قبل الجميع بمن فيهم المتظاهرين أنفسهم”.
ويشدد على أن المتظاهرين “يطالبون بحقوق مشروعة، لكن الأجهزة الأمنية يجب أن تتصدى لكل من يحاول الإساءة للوضع الأمني”.
مؤتمر جنيف 4
في صحيفة الثورة السورية، يرى علي نصر الله أن بحث الحلول السياسية في المؤتمر يتطلب وقف “تدفق المال والسلاح والعناصر الإرهابية عبر الحدود” و “توقُّف التسليح والدعم الإقليمي والدولي لهم”، مؤكدًا أنه بغير ذلك، “فإن شيئًا لن يتحقق”.
ستافان دي ميستورا، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا
ويرى صهيب عنجريني في صحيفة الأخبار اللبنانية أنه “رغم صعوبة الجزم بعقدها في موعدها، تبدو جولة جنيف المنتظرة مناسبة صالحة لصرف أي تقدم ميداني يحققه طرف من أطراف الحرب السورية”.
وفي الرياض السعودية، يشير أحمد الجميعة إلى وجود “حلين على طاولة جنيف”، فإما “بقاء بشار الأسد رئيسًا لفترة انتقالية يعاد معها صياغة الدستور في وجوده، وهو ما ترفضه المعارضة”، أو “رحيل بشار، وحل البرلمان، وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي من المعارضة والنظام معترف بها دوليًا”.
ويتوقع الكاتب أن “كل المؤشرات تشير إلى أن بشار سيرحل عاجلاً أم آجلاً، ويبقى نظامه شريكًا مع المعارضة في السلطة، وهو ما يعني أن الحل الثاني أقرب إلى التطبيق وفق خطة زمنية معلنة”.