قال تسير خالد رئيس دائرة شئون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية إن ما يسمى “مؤتمر فلسطينيي الخارج” المنوي عقده في إسطنبول في الخامس والسادس والعشرين من فبراير الجاري، ينعقد بدعوة من قيادات في حركة حماس وبرعايتها، وأن القائمين على هذا المؤتمر لم يوجهوا الدعوة لمنظمة التحرير الفلسطينية ولا لمؤسساتها المعنية ولا لقيادات الجاليات الفلسطينية وهيئاتها الإدارية في أوروبا ولا في غيرها من دول العالم، وهو مؤتمر فئوي لا يضم الكل الفلسطيني ولا يمثل فلسطينيي الخارج.
وأضاف خالد في حديث مع وسائل الاعلام أن مؤتمر إسطنبول ينعقد تحت شعارات براقة ولكنه في الواقع ينطلق من الزعم بالمسك بالثوابت والحرص عليها ليصل الى الاستثمار الفئوي لهذه الثوابت للتشهير بمنظمة التحرير الفلسطينية والمس من مكانتها، وما يقال غير ذلك في وسائل الاعلام من قبل منظميه مخالف تماماً لحقيقته، بل إن بعض الناطقين بلسان المنظمين لا يخفون ذلك بصرف النظر عن الادعاء بأنهم حريصون على دور للشتات الفلسطيني لتحصين وتطوير الأوضاع في منظمة التحرير الفلسطينية، واستنهاض الحالة الوطنية، وإلا لماذا تتم دعوة منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها وقادة الجاليات الفلسطينية في الشتات وبلدان الهجرة.
وأوضح أنه تلقي تأكيدات من عديد قادة الجاليات الفلسطينية في قارات العالم الخمس ومن اتحادات الجاليات الفلسطينية في أوروبا بأن أحدا لم يتصل أو يتشاور معها بشأن توقيت أو برنامج عمل هذا المؤتمر، وهي اتحادات فاعلة مثل الاتحاد، الذي يقوده راضي شعيبي، والاتحاد الذي يقوده مازن الرمحي، والاتحاد الذي يقوده يقوده جورج رشماوي، وتساءل لماذا انفردوا بهذا العمل وصادروا في الوقت نفسه حق تمثيل الخارج والشتات.
وأضاف القيادي الفلسطيني خالد : “نحن لسنا ضد عقد المؤتمرات والاجتماعات الداعية الى استنهاض الحالة الفلسطينية على أسس وطنية وشراكة حقيقية لا تستثني أية جهة، للخروج من هذه المؤتمرات بمواقف وسياسات تعكس مستوى عالٍ من المسئولية الجماعية تجاه قضيتنا المركزية، وحذر من استخدام هذه المؤتمرات والاجتماعات واللقاءات لنقل حالة الانقسام من الداخل الى الخارج والشتات الفلسطيني.
وقال رئيس دائرة شئون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية : “لقد استغربنا الدعوة الى عقد مثل هذا المؤتمر في الوقت الذي كانت فيه اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني تعقد اجتماعاتها في بيروت قبل أسابيع قليلة وكان ممثلو القوى يستكملون الحوار في موسكو سعياً لإنجاح الحوار الوطني من اجل طي صفحة الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية واستعادة وحدة النظام السياسي الفلسطيني، فلماذا تدعو حماس الي مؤتمر فئوي من شأنه ان ينقل الانقسام الداخلي الي الشتات الفلسطيني والي الجاليات في الخارج، هذا لا يمكن أن يخدم استنهاض الحالة الوطنية، ولا يمكن أن يسهم في رسم توجهات لتصحيح الأوضاع في منظمة التحرير الفلسطينية واستنهاض دورها.
وأوضح أن من يدعي ان هناك حالة من الفراغ يعيشها الخارج الفلسطيني و أن منظمة التحرير الفلسطينية قد ابتعدت عن المخيمات بعد اتفاقية أوسلو، ليبني على ذلك الدعوة لعقد مثل هذا المؤتمر، يتجاهل أننا تجاوزنا الخلل الذي ساد لسنوات بعد أوسلو . نعم كان هناك فجوة فعلية بين المنظمة ومخيمات اللجوء والشتات وبين المنظمة والجاليات الفلسطينية في المهجر ، فقد أدارت منظمة التحرير ظهرها بعد أوسلو للخارج وللمخيمات، التي قدمت الكثير واعطت ما أعطت وحققت مكاسب وطنية وأههما انتزاع الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، غير أننا تجاوزنا ذلك وصوبنا الأوضاع ونبذل الجهود من أجل بناء جسور علاقة نامية ومتطورة وراسخة مع أبناء شعبنا في الخارج. قد تكون النجاحات حتى الآن متواضعة ولكن الأهم أن من أدار ظهره للخارج بني سياسته على الوهم ، ومثل هذا الوهم نعمل بكل جهد ممكن على تبديده.
وتابع خالد أن الأفضل من عقد مؤتمرات لنقل حالة الانقسام من الداخل الى الخارج، مع أن آثار حالة الانقسام هذه ملموسة في الخارج ، هو الاهتمام بموضوع حشد التأييد الدولي لكفاح الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية المشروعة. يكفينا ما نعانيه نتيجة حالة الانقسام التي نعيشها في الداخل ونحذر من مد هذا الانقسام الى الخارج على نحو مؤسساتي ، فهذا خطير للغاية وينبغي ألا نسمح به.
ونحن في دائرة شئون المغتربين نركز جهودنا في العلاقات مع جالياتنا الفلسطينية على كل ما يوحد جهودها من أجل تعزيز ارتباطها بالبلاد وبالمجتمعات التي هاجرت منها الى بلدان الاغتراب وما يعزز جهودها في الدفاع عن قضاياها الوطنية في مواجهة السياسة العدوانية التوسعية لدولة إسرائيل ونركز في ذلك على محاور عمل رئيسية كالقدس والأسرى وجرائم الاستيطان وانتهاكات حقوق الانسان وجرائم الحرب ورفع الحصار عن قطاع غزة والمساهمة الفعالة في حركة المقاطعة (BDS).
وقد تابعنا على هذا الصعيد مع جالياتنا عددا من المؤتمرات، أهمها مؤتمر نصرة القدس في البرلمان السويدي، وعقدنا ثلاثة مؤتمرات اخرها في بروكسل لنصرة الاسري في معسكرات الاعتقالات الجماعية، حيث عقدت ثلاثة مؤتمرات لتدويل قضية الاسري ونصرتهم وتشكل من خلال تلك المؤتمرات الائتلاف الأوروبي لنصرة اسرى فلسطين، وتشارك فيه برلمانات أوروبية هذا الي جانب حملة مقاطعة منتوجات المستوطنات وصناعاتها وحملة المقاطعة في دول اوربية وحتي أمريكا وولاياتها وهذا ملف نتابعه بعناية، وهذه الأيام نتابع عقد مؤتمر كبير في بروكسل لتحقيق نجاح كبير في مقر البرلمان الأوروبي ضد الاستيطان مستفيدين من المناخ الدولي المعارض للاستيطان وكذلك قرار مجلس الامن 2334.
ويؤكد خالد أن الادعاءات بخصوص منظمة التحرير الفلسطينية وانعدام دورها في الشتات والعالم غير مبرر وتدحض الفعاليات والنجاحات التي تحققها جالياتنا. ويدحض هذه الادعاءات أيضاً خروج مظاهرات مناهضة للاحتلال الإسرائيلي والاستيطان في جميع انحاء العالم تقودها الجاليات الفلسطينية، ومنها المظاهرات التي خرجت مؤخرا في أربعة عشر مدينة أمريكية ضد زيارة نتنياهو الأخيرة الى واشنطن.
ولم يغفل خالد قلة الإمكانيات في منظمة التحرير الفلسطينية، ولكن نشاطها في الشتات لم يتوقف بالمطلق كما يدعي البعض، وإن كانت الطموحات بزيادة مستويات التفاعل مع العالم وتطوير النشاطات المناهضة للاحتلال وتحقيق نجاحات أوسع في سبيل نصرة قضيتنا الوطنية، ولكن هذا محكوم بالإمكانيات وليس له علاقة بالاستعدادات، أي استعدادات الجاليات الفلسطينية للنهوض بمهامها والدفاع عن قضاياها، وهمم الجاليات الفلسطينية حقيقة عالية جدا رغم محدودية الإمكانيات.
وختم القيادي الفلسطيني بقوله :” كنا نأمل من القائمين على مؤتمر إسطنبول أن يراجعوا مواقفهم ويتوقفوا عن مصادرة دور فلسطيني الخارج لمصالح فئوية ضيقة وأن يتوقفوا كذلك عن استخدام التمسك بالثوابت الوطنية كمنصة انطلاق للتشهير والتشكيك بمنظمة التحرير الفلسطينية وأن يكون المؤتمر جهدا وطنياً لنصرة القضية الفلسطينية، وأن لا يكون مؤتمرا فئويا، بل مؤتمر جامع للكل الفلسطيني”.