كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أن عددا من المنظمات الحقوقية وجهت دعوة إلى الأمم المتحدة لإدراج اسم “إسرائيل” في القائمة السوداء للدول والكيانات السياسية التي تنتهك بشكل منهجي حقوق الإنسان -ولا سيما الأطفال- خلال النزاعات المسلحة.
ووجهت المنظمات الحقوقية خطابا إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتريش، تطالب فيه بإضافة اسم جيش الاحتلال “الإسرائيلي” إلى القائمة السوداء للدول والتنظيمات المسلحة التي تتحمل مسؤولية انتهاك حقوق الأطفال خلال المواجهات المسلحة، وهو ما من شأنه المطالبة بفرض عقوبات على “إسرائيل”، وفق الجزيرة.
وأوضحت الصحيفة أن الدعوة الموجهة للأمم المتحدة جاءت من طرف شبكة حقوقية أنشئت عام 2001 باسم “Watchlist on Children and Armed Conflicts”، تهتم وترصد تأثير الحروب والعمليات المسلحة على حقوق الأطفال.
واتهمت الشبكة جيش الاحتلال “الإسرائيلي” بتعمد قتل وإصابة الأطفال الفلسطينيين، واستهداف مدارسهم والمستشفيات في قطاع غزة والضفة الغربية، وطالبت الأمم المتحدة بالقيام بجهد لجمع المعلومات اللازمة عن هذه الانتهاكات.
وأشارت الشبكة الحقوقية إلى ما قامت به قبل عامين الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة ليلى زروقي، لإدراج الجيش “الإسرائيلي” ضمن القائمة السوداء، لكن “إسرائيل” والولايات المتحدة ضغطتا آنذاك على المنظمة الدولية، لأن هذه الخطوة من شأنها أن تترك آثارا بعيدة المدى.
ذكرت الشبكة أن الفلسطينيين والمنظمات الحقوقية مارسوا ضغوطا موازية على الأمم المتحدة لتنفيذ مطلب زروقي، وقرر الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون عدم إدراج الجيش “الإسرائيلي” في القائمة مقابل إخراج اسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منها.
وعدت المنظمات الحقوقية صاحبة الدعوة المذكورة أن الأمين العام الجديد للأمم المتحدة لديه فرصة جيدة للقيام بهذه الخطوة، ليرسل من خلالها رسالة واضحة لجميع الدول الأعضاء في المنظمة الدولية بأن أي جسم أو كيان موجود في القائمة السوداء لسبب واحد وحيد، وهو ارتكابه انتهاكات خطيرة ضد حقوق الأطفال.
وفي سياق متصل، ذكرت يديعوت أحرونوت في تقرير آخر أن ممثلة وزارة خارجية الولايات المتحدة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة آرين بيركلي، طالبت بوقف الحالة العدائية لـ”إسرائيل” في المجلس.
وزعمت بيركلي أن روحا تحريضية ضد “إسرائيل” تسري في صفوف المجلس، مشيرة إلى أن واشنطن قد تدرس إمكانية الانسحاب من عضوية مجلس حقوق الإنسان بسبب انحيازه التام المثير للاشمئزاز -بحسب تعبيرها- ضد إسرائيل، مطالبة إياه بأن يتمتع بنوع من الثقة في الابتعاد عن المواقف غير المتوازنة.
وأضافت المسؤولة الأميركية أن بلادها قلقة من تركيز مجلس حقوق الإنسان على “إسرائيل”، لأن أي دولة أخرى لا تأخذ كل هذا الوقت والحيز من نقاشاته كما تأخذه “إسرائيل”، في حين يفجر نظام بشار الأسد المستشفيات في سوريا، ويتسبب في موجات كبيرة من اللاجئين إلى الدول المجاورة، وفيما تمنع كوريا الشمالية وإيران الملايين من حقوق التعبير عن الرأي.
يذكر أن من التنظيمات الواردة في القائمة السوداء لانتهاكات حقوق الأطفال: تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة، وحركة طالبان وجماعة بوكو حرام، ومن الدول توجد جمهورية الكونغو وجمهورية أفريقيا الوسطى وغيرهما، كما يوجد في اللائحة جيوش كجيش ليبيا ومالي وأفغانستان، بالإضافة إلى منظمات مسلحة في العراق وجنوب السودان وجنوب تايلند والهند.