أعرب عدد من الكُتّاب في صحف عربية عن اعتقادهم بأن الجولة الأحدث من محادثات السلام بشأن الأزمة السورية في أستانة، عاصمة كازاخستان، قد باءت بالفشل.
وسعى الكُتّاب إلى تحليل أسباب “فشل” المحادثات التي ترعاها روسيا وتركيا وإيران، وقاطعت المعارضة أحدث جولاتها قبل أيام.
وفي شأن آخر، علقت بعض الصحف على أزمة تشكيل الحكومة في المغرب مع تكليف سعد الدين العثماني بتشكيل حكومة جديدة خلفا لرئيس الوزراء السابق عبد الإله بنكيران، وذلك في محاولة لكسر الجمود الذي شهده تشكيل الحكومة.
“أسباب الفشل”
يعدد هاني عوكل في صحيفة الأيام الفلسطينية أسباب “فشل اجتماع أستانا 3″، مشيراً إلى رفض المعارضة السورية المشاركة والاختلافات بين القوى الدولية الراعية للمحادثات بشأن الملف السوري، ووقوع تفجيرين في دمشق بالتزامن مع الاجتماع.
يقول عوكل “يخشى أن يكون الوجود العسكري الروسي والأمريكي والتركي والإيراني الداعم للأطراف المحلية مقدمة تمهد لصب الزيت على النار بين فرقاء النزاع السوري باتجاه تكريس التجزئة والانفصال وإعلان دويلات مدعومة من الغرب”.
ويستغرب فؤاد الوادي في صحيفة الثورة السورية غياب ممثلي المعارضة وتركيا عن أحدث جولات مباحثات أستانة.
ويقول الوادي “غياب تركيا عن آستانا يؤكد مجدداً عدم رغبتها وجاهزيتها بعد للولوج في حل سياسي كطرف يمكن تصنيفه في خانة الحيادية والنزاهة أو حتى الضامن لوقف إطلاق النار، وأن كل ما تفعله وتقوم به ليس إلا عبث وفوضى ولعب على هوامش الفراغات والتناقضات ورمادية المواقف وتخبطها وعجزها عن بلورة رؤية حقيقية وواضحة لمعالجة قضايا وأزمات المنطقة”.
ويؤكد الكاتب علي مضي دمشق في “طريق الحل السياسي برغم كل تلك الهستيريا التي تجتاح أطراف الإرهاب وأدواته”.
من جهته، يُرجع حسن سلامة في الديار اللبنانية فشل المفاوضات إلى أن “نظام (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان لا يزال يمسك العصا من الوسط، بما يتعلق بالتسوية في سوريا، أي أنه في معظم الأحيان لا يلتزم بما تعهد به”.
ويضيف الكاتب “التركي يسعى من موقفه الأخير إلى ممارسة الضغوط على الجانبين الروسي والإيراني لمنع تمدده في شمال سوريا”.
ويرى رياض نعسان أغا في الاتحاد الإماراتية أنه ورغم عدم تفاؤله بأن “تحقق الجولة الخامسة تقدماً في المفاوضات”، إلا أنه يجد “الإصرار على متابعة العمل السياسي ضرورة لإبقاء القضية السورية محط أنظار العالم واهتمامه”.
يقول أغا “من الواضح أن النظام ليس مضطراً للتنازل عن أي شيء عبر التفاوض، ما دامت دول كبرى في العالم تناصره، وأخرى تسكت عن مجازره، وأخرى تكتفي باستنكار إعلامي لما يفعل، وما دامت روسيا والصين تملكان حق الفيتو الذي يمنع عنه العقوبات وحتى الإدانة في مجلس الأمن”.
أما سميرة المسالمة، فترى في الحياة اللندنية أن المفاوضات لم تعد بين المعارضة السياسية والنظام “بل هي مفاوضات بين دول باتت تبسط سيطرتها في الميدان وعلى مسارات الصراع مع دول تتنازع معها على هذا النفوذ”.
“انسداد حكومي”
يشير إحسان الحافظي في جريدة هسبرس الإلكترونية المغربية إلى أن “بنكيران أضاع رسائل الملك”.
يقول الحافظي “فضل الملك مخرجا دستوريا، وليس سياسيا، لأزمة الانسداد الحكومي التي راوحت مكانها زهاء خمسة أشهر. ونزل بلاغ الديوان الملكي حاسما: انتهى الكلام، وإن أبقى الكرة في ملعب حزب العدالة والتنمية بتقديم شخصية ثانية لتولي تشكيل الحكومة”.
ويشير الحافظي إلى سعي الإسلام السياسي، ممثلا في تجربة العدالة والتنمية، من داخل الحكومة، إلى “تبديد سوء الفهم الكبير مع الملك من خلال تخلي رئيس الحكومة عن سلطاته الدستورية بهدف بناء الثقة وليس بناء توازن السلطة”.
لكنه يرى أنه “اتضح لاحقا مع أزمة الانسداد الحكومي أن التنازل عن الصلاحيات لم يكن سبيلا لبناء علاقة ثقة مع المؤسسة الملكية”.
من جهته، يحتفي الطاهر الطويل في القدس العربي اللندنية برئيس الوزراء السابق عبد الإله بن كيران، قائلا إنه “شخصية استثنائية، بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع كلامه ومواقفه”.
يقول الطاهر إن بن كيران “حاول زعزعة الماء الراكد في السياسة المغربية، من خلال مواجهته الذكية وغير المباشرة مع المُقرَّبين من دوائر القرار السياسي والاقتصادي، وعدم انصياعه لهم ومجاراتهم في محاولة رسم الخريطة السياسية المغربية كما يحلو لهم”.