الرئيسية / ملف الاستيطان والجدار / “معاليه أدوميم”: أخطر المشاريع الاستيطانية في الضفة الغربية

“معاليه أدوميم”: أخطر المشاريع الاستيطانية في الضفة الغربية

زكي ابوالحلاوة ـ تقع على التلال التي تمتد شرقي القدس إحدى أهم المناطق وأشدها حيوية للتطور والنمو الطبيعي الفلسطيني ولقابلية الحياة للدولة الفلسطينية.

تشكّل هذه المنطقة موقعاً استراتيجياً مهماً باعتبارها المركز الجغرافي للضفة الغربية ولإطلالها على المدينة المقدسة وعلى منطقة الأغوار.

ويقول فؤاد حلاق مستشار سياسات شؤون القدس في دائرة شؤون المفاوضات ان إسرائيل تقوم حاليا بالتحضير لضم هذه المنطقة إلى إسرائيل وتشمل مستوطنة معاليه أدوميم، بما في ذلك المستوطنات الفرعية المتعددة التابعة لها، بالاضافة إلى منطقة التوسع المعروفة بخطة E-1، وفي حالة الضم ستشكل هذه الخطوة الإسرائيلية أخطر المشاريع الاستيطانية الاسرائيلية على اراضي القدس الشرقية في الضفة الغربية وعلى الجهود الدولية لتحقيق السلام.

ويضيف ان إسرائيل أنشأت مجموعة من المستوطنات غير القانونية في جميع أرجاء هذه المنطقة من ضمنها معاليه أدوميم، علمون، كفار أدوميم، ألون، كيدار والمستوطنة الصناعية ميشور أدوميم، وبلغ اجمالي عدد المستوطنين في هذه المستوطنات 44000 مستوطن. وتبلغ مساحة منطقة نفوذ مستوطنة معاليه 50 كم مربع، وهو ما يعادل مساحة منطقة نفوذ مدينة تل أبيب علماً ان عدد المستوطنين في معاليه أدوميم لا يتجاوز 10% من عدد سكان تل ابيب. ومع ذلك، لا تزال هذه المستوطنة تشهد توسعاً ونمواً مطّردين.

وبين حلاق ان إسرائيل عملت منذ عام 1975، الذي أقيمت فيه نواة معاليه أدوميم بمجموعة من الكرفانات وُضعت في المكان، على توسيع المستوطنات المقامة في المنطقة بهدف تعزيز سيطرتها على القدس الشرقية ومنطقة الأغوار وخلق تواصل جغرافي استعماري بين هاتين المنطقتين الاستراتيجيتين. موضحا ان إسرائيل أقامت في ذلك الوقت شبكة واسعة من الطرق التي تربط معاليه أدوميم بالمستوطنات التابعة لها وبالقدس الغربية، كما أنشأت طريقاً سريعاً رئيسا (الطريق رقم 1) عبر مستوطنات أدوميم من ناحية الشرق باتجاه منطقة الأغوار.

يذكر أن جدار الضم والتوسع العنصري حول مستوطنات معاليه أدوميم سيؤدي إلى تقوية هذه المستوطنات وتسهيل امكانية ضمها الى إسرائيل وتوسيعها في المستقبل. وسيخترق الأراضي الفلسطينية بعمق 14 كم شرقي حدود 1967.

ويرى حلاق أن ضم مستوطنات معاليه ادوميم لإسرائيل، يعني مصادرة 58 كم مربّع من الأرض الفلسطينية، واستكمال محاصرة القدس الشرقية وشطر الضفة الغربية إلى نصفين.

وفي وقت طورت فيه إسرائيل الخطة التوسعية المعروفة بإسم E-1 بهدف تدعيم التواصل الجغرافي بين مستوطنات أدوميم والقدس الغربية. سيتم بموجب هذه الخطة بناء وحدات سكنية استيطانية على مساحة 12 كم مربع من الأراضي الفلسطينية التابعة لقرى عناتا، الطور، العيسوية، أبوديس والعيزرية، وعلى الرغم من المساحات الواسعة للاراضي المصادرة بموجب الخطة المذكورة فلن يتجاوز عدد الوحدات السكنية التي ستشيد بموجبها 3500 وحدة لحوالي 15000 مستوطن بينما سيتم تخصيص معظم الأرض المصادرة لإقامة المشاريع الصناعية والتجارية الكبيرة، بما في ذلك مراكز ترويحية ورياضية، وعشرة فنادق ومقبرة كبيرة.

ويواجه نحو 3000 مواطن فلسطيني من قبائل “عرب الجهالين”، الذين يقطنون منذ سنوات الخمسينات من القرن الماضي في المنطقة الواقعة بين القدس الشرقية والأغوار، خطر التهجير والترحيل من منطقة سكناهم. واكد حلاق ان عرب الجهالين يواجهون خطر الترحيل للمرة الثالثة، بعد ان كانوا قد طردوا من منطقة النقب عام 1948، ورحّلوا من منطقة معاليه أدوميم عام 1998، وهم معرّضون الآن للترحيل في أي وقت جراء توسيع مستوطنة معاليه أدوميم وأعمال البناء المتواصلة في منطقة E-1 والجدار المحيط بمجمع مستوطنات أدوميم.

ويحذر حلاق من انه لا يمكن الاستخفاف بحجم الآثار السلبية الناجمة عن ضم مستوطنات معاليه أدميم إلى إسرائيل وانعكاساتها على امكانية إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، متواصلة جغرافياً ومستقلة عاصمتها القدس الشرقية. ويقول إذا نفّذت إسرائيل ضم مستوطنات معاليه أدميم، سيؤدي الأمر الى حرمان القدس الشرقية من آخر المناطق المتبقية التي تكفل لها النمو والتطور الاقتصادي في المستقبل. أضف إلى ذلك ان موقع المنطقة وحجمها الهائل سوف يضمنان سيطرة اسرائيل على ملتقى الطرق الرئيس الواصل بين شمال الضفة وجنوبها، وعزل القدس الشرقية بصورة دائمة عن بقية مناطق الضفة الغربية.

ويؤكد حلاق أن كافة النشاطات الاستيطانية الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة هي غير قانونية لأنها تُخالف المادة (49) من اتفاقية جنيف الرابعة التي تنص على حظر الاستيلاء على الأرض بالقوة، وحق الفلسطينيين في تقرير المصير، وتنتهك كذلك قراري مجلس الأمن الدولي 242 و-338 وتتفق الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية والغالبية الساحقة لدول العالم على هذا الرأي.

وبناء على كل ما ذكر، تقع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية منع إسرائيل من تنفيذ أية نشاطات استيطانية اضافية في أيٍ من أنحاء الأراضي الفلسطينية التي احتلتها عام 1967، بما فيها ضم مستوطنات معاليه أدوميم إلى إسرائيل.

القدس دوت كوم

عن nbprs

شاهد أيضاً

مستوطنون يحرقون منزلاً في دوما

أحرق مستوطنون من جماعة “تدفيع الثمن” فجراً، منزلاً غير مأهول في قرية دوما جنوبي نابلس، …