تناول عدد من الصحف العربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، تكليف سعد الدين العثماني بتشكيل الحكومة المغربية خلفا لعبد الإله بنكيران، في الوقت الذي ركزت فيه الصحف السعودية على زيارة ولي ولي العهد محمد بن سلمان إلى واشنطن ولقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ونبدأ بالشأن المغربي، ومن صحيفة الحياة اللندنية كتب كميل الطويل يقول “رغم أن قرار القصر المغربي شكّل صفعة لبنكيران، فإنه ليست هناك مؤشرات إلى وجود نية لاستبعاد الإسلاميين كلياً عن السلطة، فالملك سارع إلى تعيين العثماني، ويعني ذلك أن التحفظ الأساسي من القصر يرتبط ببنكيران نفسه نتيجة فشله على مدى الشهور الخمسة الماضية في تشكيل حكومة جديدة”.
ويرى إدريس الكنبوري في صحيفة العرب اللندنية أن قرار إعفاء بنكيران هو “تعبير عن انزعاج القصر من طول المفاوضات وانحرافها إلى صراعات سياسية جانبية حولت المفاوضات إلى تصفية حسابات أكثر مما غلبت المصلحة العليا للدولة”.
في نفس الصحيفة، يأمل خيرالله خيرالله في أن يؤدي القرار الملكي بتغيير بنكيران إلى “صحوة داخل الأحزاب”، مضيفا “من متطلبات هذه الصحوة إدراك الأحزاب أن الإصلاحات ليست مسألة دستور حديث فقط. الإصلاحات تعني أيضا المتابعة وممارسة حياة ديمقراطية سليمة بعيدا عن المصالح الحزبية الضيقة والمكاسب الشخصية”.
في السياق ذاته، يأمل الحسين لعزيز في صحيفة هسبرس الإلكترونية المغربية في أن يُطلق العثماني “أسلوبا جديدا يقطع مع زمن بنكيران ويؤسس لعهد جديد من التواصل مع المواطنين بعيدا عن لغة الخشب”.
ويضيف الكاتب: “المغرب في حاجة إلى رجل التوافقات، رجل ينسى مؤقتا أنه ينتمي إلى العدالة والتنمية، ويتذكر أنه رئيس الوزراء المعين لجميع المغاربة”.
“نقطة انعطاف”
وإلى الشأن السعودي، يرى بعض الكُتّاب في الصحف السعودية أن زيارة ولي ولي العهد محمد بن سلمان لواشنطن تأتي في إطار إعادة “ضبط العلاقات السعودية الأمريكية التي أصيبت بأضرار أثناء فترة رئاسة باراك أوباما في السنوات الثماني الماضية”.
ويقول سلمان الدوسري في الشرق الأوسط اللندنية إن الزيارة “أعادت تشكيل التحالف الاستراتيجي بين الرياض وواشنطن، بل يمكن القول إن العنوان العريض للزيارة أنها نقطة انعطاف في تاريخ البلدين، وعودة قطار العلاقات السعودية الأمريكية لمساره الصحيح والطبيعي كما كان على مدى 80 عاماً، بعد أن خرج هذا القطار عن مساره خلال ثماني سنوات هي فترة إدارة الرئيس السابق باراك أوباما”.
في السياق ذاته، يقول هاني الظاهري في صحيفة عكاظ: “ثمانية أعوام مضت مرت فيها العلاقات السعودية الأمريكية بأسوأ مراحلها على الإطلاق في ظل قيادة الرئيس الأمريكي الضعيف باراك أوباما الذي ركض باتجاه إيران كعادة الديمقراطيين، فيما حلم الإيرانيون بالسيطرة على المنطقة اعتماداً على رجلهم في البيت الأبيض، لكن الحلم الفارسي تحول إلى كابوس بوقوف السعودية في وجهه قبل أن يستفيق الإيرانيون منه على وجه ترامب، الرجل الذي يعرف حلفاء بلاده جيدا”.
من جانبه، يقول فهد بن جليد في الجزيرة السعودية إن الزيارة تؤكد “المكانة الرفيعة التي تحظى بها المملكة وقادتها على خارطة السياسة الأمريكية التي تجاوزت مجرد المصالح الاقتصادية، لتكشف الدور السعودي الكبير والبارز في محاربة الإرهاب وضمان الاستقرار العالمي”.
في نفس الصحيفة يرى هاني سالم مسهور أن إيران “وما تشكله من خطر” يُشكّلان “مدخلا صحيحا” لعلاقة السعودية بالولايات المتحدة، “إضافة إلى البعد الاقتصادي بين الرياض وواشنطن التي تعول عليهما الأسواق العالمية”.