منى القواسمي – كشف مدير مديرية الوعظ والإرشاد في دائرة الأوقاف الشيخ رائد دعنا عن وجود تشققات في جدران المسجد العمري الصغير الكائن في حي السريان بالبلدة القديمة بالقدس، نتيجة الحفريات الإسرائيلية.
وقال الشيخ رائد دعنا: “فوجئنا في مديرية الوعظ والإرشاد بإبلاغنا من قبل القيم على المسجد العمري الصغير، أن هناك تشققات في أرضية المسجد وجدرانه وعند بوابته الخارجية، فقمنا بإرسال المهندسين في قسم الإنشاء والإعمار بدائرة الأوقاف وآخرين من المديرية للمسجد، وبالفعل شاهدوا التشققات في جدران المسجد والباب الرئيس وأرضيته، التي تسببت فيها الحفريات الإسرائيلية بالمبنى المقابل للمسجد”.
وأضاف: “نحن ضد الاعتداءات إن كانت تحت المساجد عامة والمسجد الأقصى خاصة أو تحت البيوت في البلدة القديمة”.
واستنكر دعنا الحفريات التي تطال العمران والبنيان والإنسان، والاعتداءات المتكررة والعمل على تهويد مدينة القدس.
وأكد أنه رغم الاعتداءات الإسرائيلية في القدس القديمة عامة والمسجد الأقصى خاصة، ستبقى الصبغة الاسلامية الدينية الروحية لهذا المكان موجودة للقدس والبلدة القديمة.
وحذر دعنا من تداعيات مواصلة اليهود الحفريات تحت المسجد، لافتا إلى أن هذه الحفريات ممكن أن تؤدي إلى إنهياره، بسبب قيام اليهود بتفريغ أسفله من الأتربة.
وقال: “إن الحفريات تحت المسجد العمري الصغير جزء من الحفريات الإسرائيلية المتواصلة تحت المسجد الأقصى المبارك، وهو أعظم مسجد في فلسطين وثالث أعظم مسجد في العالم تشد الرحال إليه”.
مراقب المساجد في القدس
من جانبه أوضح مراقب المساجد في القدس الشيخ مازن أهرام أن قيم المسجد العمري الصغير لاحظ في الفترة الأخيرة بعض التشققات في جدران المسجد والمدخل الرئيس وأرضيته، وبعد الكشف عن سبب التشققات، تبين أن الاسرائيليين يقومون بتفريغ الأتربة من البناء المقابل للمسجد والطريق العام الفاصل بينهما.
وبين أن الاسرائيليين إستولوا على المبنى المقابل للمسجد في العام 1967، وبدأوا بالحفريات في المبنى منذ ثلاثة شهور، حيث قاموا بتفريغ الأتربة من طابق التسوية والطريق العام، وتمكنوا من الوصول لأسفل أرضية المسجد وتفريغه من الأتربة، ما أدى إلى إنتشار التشققات في جدرانه وأرضيته ومدخله.
وأشار إلى أن دائرة الأوقاف الاسلامية أجرت إتصالاتها لوقف الإعتداء على المسجد العمري الصغير ، الكائن في حي السريان بالبلدة القديمة بالقدس.
وقال إن الحفريات الموجودة أسفل المسجد هي عبارة عن أنفاق تمتد إلى شبكة واسعة من الأنفاق والذي يحاول الاحتلال الاسرائيلي البحث عنها، وهي إما تكون ممرات مائية أو دهاليز أو أنفاق من العهد الروماني والبيزنطي.
وأضاف أهرام أن الاسرائيليين يحاولون إثبات وجود آثار ومبان في بيت المقدس لينسبوها إليهم، وهي عبارة عن آثارات متراكمة وحضارات متتابعة تشمل الحضارات الفينيقية والكنعانية والرومية والبيزنطية والرومانية، ولا يوجد للاحتلال أي وجود فيها، فالتزوير قائم ومحاولة الحصول على معلومة تفيد اسرائيل هي غير واردة بالأصل.
ولفت أهرام إلى أن هناك ممرات مائية تأتي من برك سليمان في منطقة الخضر عبارة عن ثلاثة روافد، تدخل إلى منطقة باب الخليل أو باب الجديد عبر القنوات المائية وتغذي الأسبلة التي أنشئت في عهد سليمان القانوني عام 580 هجري، فالقدس لا يوجد فيها ماء وكانت تأتي المياه إليها إما عبر الأنفاق المصطنعة، أو القنوات المائية التي تمتد من خارج المدينة إلى داخل البلدة القديمة.
وعن موقع المسجد قال أهرام:” هناك عدة أحياء متلاصقة مع بعضها البعض، تبدأ من باب الخليل في حوش العسلي وحارة الجواعنة والنمامرة والبشة والشرف نسبة إلى شرف الدين العلمي وعدة مواقع، وكل الحارات متصلة مع بعضها البعض، ما يدل على أن هذه المنطقة هي أقدم منطقة في القدس الشريف، وتبدأ من باب السلسلة صعودا عبر طريق سويقة علون وتنتهي إلى منطقة الباب الجديد، نستطيع القول أن هذه المنطقة تسمى حي السريان، لأنه يوجد فيها كنيسة وبطركية السريان الأرثوذكس، والأحياء التي تحيط فيها هي عبارة عن سكن للعائلات المقدسية”.
وصف للمسجد العمري الصغير
وتطرق أهرام إلى وصف المسجد مضيفا: “المسجد عبارة عن مصلى يحتوي غرفة مساحتها أربعة أمتار في أربعة أمتار ونصف، ويقع المحراب – له حنية مجوفة- في الجهة الجنوبية القبلية، ويعتبر المسجد مضافا ضمن بناء، فالبناء المجاور يتبع المسجد ولكن مع مرور الزمن تم ضم هذا المسجد لطائفة السريان في القدس، لا أعرف كيفية حصولهم على البناء المجاور، لأن الناظر لهذا البناء يجده أنه جزء من بناء قائم”.
وتابع: “يقع مدخل المسجد في الجهة الجنوبية، ويوجد هناك فناء خارجي مساحته تقريبا خمسة في أربعة أمتار، وفي الجهة الشمالية يقع متوضأ صغير يحتوي على ثلاثة صنابير مياه ومرافق صحية، أما المدخل الرئيس لهذا المسجد فيقع في الجهة الشرقية ويصعد إليه بدرجتين، ويتوافد إلى هذا المسجد بعض المصلين”.
ونوه بأن المسجد يقع في حي نصراني مقابل بطركية السريان الأرثوذكس.
لمحة تاريخية
وعن تاريخ المسجد العمري الصغير قال أهرام: “المسجد العمري الصغير سمي نسبة إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فجميع المساجد التي بنيت في العهد العمري تم تسميتها بأسم الصحابي الجليل عمر بن الخطاب، الخليفة الثاني للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أتى إلى مدينة القدس فاتحا وتسلم مفاتيح القدس من البطريرك صفرونيوس في 15 هجري ومنح النصارى، العهدة العمرية”.
وأضاف: “بني المسجد العمري الصغير في العهد العمري، وقد تصدع وهدم المسجد نتيجة زلزال ضرب مدينة القدس في ذلك الوقت، وبقي هذا المسجد مهملا لعدة سنوات، وفي العام 1963 تم إعادة بناء هذا المسجد من أهل الخير بمساعدة الأوقاف الاسلامية في مدينة القدس.
ويعتبر المسجد العمري الصغير ضمن 35 مسجدا في البلدة القديمة بالقدس، وهناك مسجد آخر يسمى المسجد العمري الكبير وهو الذي صلى فيه سيدنا عمر بن الخطاب عندما فتح القدس لانه رفض الصلاة في كنيسة القيامة، المجاورة لهذا المسجد.