مصطفى صبري – في أوائل الثمانينات كانت المنطقة بين قلقيلية وجيوس، تنعم براحة البال ولم يكن هناك ما ينغص حياة من يقيم في المنطقة ، الا أن قادم جديد اسمه مستوطنة تسوفيم سكن المنطقة وغير معالمها وهجّر أهلها وظهر القرميد الأحمر في منطقة “الكرم” بدلا من أشجار الزيتون التي كانت تكسو المكان.
سماسرة
وقال المزارع المربي شوكت سمحه 75 عاما من جيوس وشغل رئيس المجلس المحلي عام 2005م لـ “القدس” :”ساعد هذا القادم سماسرة لشركات اسرائيلية مثل” هاما نوتا” التي تخصصت للاستيلاء على أراضي في الضفة الغربية، وإقامة مستوطنات عليها وتهجير أصحابها من تلك المنطقة المسماة الكرم من أراضي جيوس”.
واضاف سمحه :”عند اقامة البؤرة الاستيطانية التي أطلق عليها “تسوفيم” أصبحت أراضي عدة عائلات مبعثرة وتحولت الى قطع متناثرة فالطرق الأمنية والسياج تلو السياج وسائل جديدة استخدمها المستوطنون للاستيلاء على الأرض”.
متضرر
محمد نوفل أحد المتضررين من اقامة مستوطنة تسوفيم قال وهو يتحدث عن التبعات التي لحقت بعائلته من جراء اقامة المستوطنة “تسوفيم” على أراضيها: “قبل البدء باقامة هذه المستوطنة كان لعائلتي عزبة يطلق عليها عزبة نوفل وبعد عام 1967 تم تهجير قسم كبير من العائلة وبقي قسم آخر تم تهجيره بالقوة والترهيب، عن المنطقة تمهيدا لاقامة بؤرة استيطانية تشكل في المستقبل، حزاما يصل مستوطنة “سوريجال” من جهة الغرب وبالتالي يصبح هذا الحزام عازلا ديموغرافيا وكانتونا استيطانيا يمنع التواصل بين التجمعات الفلسطينية مثل جيوس وقلقيلية وقرية النبي الياس”.
وأضاف محمد: “تم اقتلاع مئات الأشجار المثمرة من الزيتون ومصادرة مئات الدونمات وذلك كبنية تحتية لهذه المستوطنة ففي البداية تم شق طريق رئيسي بعرض 35 مترا شطر أراضينا الى قسمين متباعدين”.
اضرار بيئية
عدا عن نهب الأراضي واقتلاع الأشجار ومضايقات المستوطنين للمواطنين الفلسطينيين كان لمستوطنة تسوفيم أضرارا بيئية يقول المربي شوكت سمحه: ويضيف “إقامة كسارة لعمل الحصى ومواد البناء الأخرى شكل كابوسا بيئيا لقرية جيوس والقرى المجاورة حيث أقيمت في الجهة الشمالية الشرقية من المستوطنة في منطقة تدعى “يوبك” وبالتالي يكون هناك ضررها على المستوطنة لا يذكر لأن اتجاه الرياح يأتي من الغرب والشمال باتجاه الشرق أي أن المستوطنة خلف الكسارة والقرى العربية أمامها.
ويختم سمحه “لقد وقعنا ضحية نهب الأرض ومحاولة تزوير المستندات والأضرار البيئية القاتلة الصادرة عن تلك الكسارة والان يأتي الجدار العنصري لينهب ما تبقى من ارضنا”.
تسوفيم تمتد
كل من يمر من المنطقة يشاهد امتداد مستوطنة تسوفيم افقيا باتجاه الشرق بشكل مرعب ومهول، ما يهدد في المستقبل القريب، كل التجمعات السكنية منها: قرية النبي الياس والتجمع البدوي الملاصق للبوابة من عرب الرماضين الشمالي.
يقول المواطن البدوي رافع من التجمع البدوي القريب: “حاصرتنا مستوطنة تسوفيم واصبحت منازل المستوطنين لا تبعد عنا سوى مسافة قصيرة ، والبوابة الامنية تخنقنا كمن يلتف الحبل على عنقه ، ودخولنا وخروجنا نخضع فيه للتفتيش المذل والمهين ، والمستوطن يمر بهدوء وسلام ونحن اصحاب الارض نكتوي باجراءات أمنية مشددة “.
ويضيف :” قبل اقامة المستوطنة كنا نعيش بحرية وعدم مضايقة ، وما ان وضعت اساسات المستوطنة اصبحنا نعيش في ضيق وخنق واكتملت فصول المعاناة بإقامة الجدار العنصري والبوابة الامنية “.