كشف تقرير صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررينlمساء امس الأربعاء، عن المعاناة التي يتعرض لها أطفال قاصرين يقبعون في سجن مجيدو الإسرائيلي، من ضرب وتنكيل وتهديد خلال عمليتي الاعتقال والتحقيق.
ونقل التقرير عن عدد من الأطفال طبيعة المعاناة التي يواجهونها، ويوضح الأسير عبد الفتاح أبو شعيرة (17 عاماً) من مخيم العزة قضاء بيت لحم، بأنه تم اعتقاله بتاريخ 10/10/2016، بعدما قام مجموعة من المستعربين بمهاجمته خلال المواجهات التي كانت مندلعة في محيط المخيم، وقاموا بعدها ببطحة على الأرض وتثبيت يديه للخلف مع وضع حبل حول رقبته وهددوه إذا تحرك سيقومون بشد الحبل حول رقبته، ثم أخذوا يضربوه بأقدامهم على جسده ويدعسوا على ظهره بأحذيتهم، ومن ثم قيدوا يديه الى الخلف بمرابط بلاستيكية وعصبوا عينيه، واقتادوه الى معسكر الجيش الموجود بجانب قبة راحيل، في المعسكر أجلسوه راكعاً على ركبتيه ورأسه موجه للحائط ويديه مقيده إلى الخلف، وبقي على هذا الحال ممنوع من الحركة من الساعة السادسة مساءً حتى منتصف الليل.
وأشار الأسير بأنه في كل مرة كان يحاول التحرك بها للتخلص من هذه الوضعية الأليمة، كان الجنود ينهالوا عليه بالشتائم والضرب والصفع على وجهه ورقبته، وأضاف أيضاً بأنه كان قد طلب الماء منهم، فقام أحد الجنود بإحضار زجاجة وبدلاً من أن يصب الماء داخل فمه كان يصبه على جسده ورأسه ويضحك بسخرية.
نُقل فيما بعد داخل شاحنة عسكرية إلى مركز شرطة في شارع صلاح الدين في القدس، وأوضح الأسير بأن الجنود لم يتوقفوا لحظةً عن ضربه وهو داخل الشاحنة، قاموا بعدها بإنزاله وأبقوه في الخارج حتى ساعات الفجر، أدخلوه الساعة السادسة صباحاً للتحقيق، حُقق معه خلال ساعتين ثم تم نقله إلى قسم الأشبال في سجن عوفر، مكث هناك 4 شهور وبعدها نُقل الى سجن مجيدو.
في حين روى الأسير خالد عبد الله (17 عاماً) من بلدة بيت عور التحتا قضاء رام الله، بأنه تم اعتقاله بتاريخ 25/2/2016، بعدما قامت قوات الاحتلال باقتحام منزله وتكسير باب المدخل الساعة الثالثة صباحاً، انتشر الجنود بدايةً في جميع أنحاء البيت ثم دخلوا بعدها إلى غرفة الأسير، صاح به الضابط ليستيقظ وهو يشده من فراشه، أفاق مذعوراً ووجد عدد كبير من الجنود فوق رأسه يصّوبون أسلحتهم باتجاهه، واقتادوه بعدها إلى الخارج بعد أن تم تقييد يديه وتعصيب عينيه، ثم أخذوه مشياً على الأقدام باتجاه شارع 443، وذكر الأسير بأنه طوال الطريق لم يتوقف الجنود عن ضربه بأيديهم وأرجلهم، حتى أن أحدهم قام بصفعه على وجهه بقوة مسبباً له نزيفاً قوياً في أُذنه، وصل بعدها إلى معسكر جيش و بقي في الخارج جالساً على الأرض لمدة ساعتين والجنود من حوله يضربونه ويشتمونه ويهزؤون به.
في ساعات الصباح نُقل إلى سجن المسكوبية، في البداية قاموا بتفتيشه تفتيشاً عارياً ثم أدخلوه لزنزانة بقي فيها ساعتين ثم أدخلوه للتحقيق، حقُق معه لساعات طويله وهو مقيد اليدين، بقي في سجن المسكوبيه 30 يوم ثم نُقل إلى قسم الأشبال في سجن عوفر وبعدها إلى سجن مجيدو.
وتحدث الأسير عامر عبد الغني (16 عاماً) من بلدة صيدا قضاء طولكرم، عن تفاصيل اعتقاله لمحامية الهيئة، حيث تم اعتقاله بتاريخ 3/11/2016 على حاجز قلنديا، بعدما قام عدد من الجنود بإيقاف الباص الذي كان متواجداً فيه واعتقاله مباشرة، ثم قاموا بإدخاله إلى غرفة على الحاجز وتفتيشه تفتيشاً عارياً، بعدها دخل عليه ضابط وانهال عليه بالضرب المبرح و بطحه على الأرض وهو مقيد ثم أخذ يدعس عليه ويضربه بقدميه على جميع أنحاء جسده، ثم دخل عليه فيما بعد مجموعة من الجنود واستمروا بضربه وشتمه والسخرية منه، بقي في هذه الغرفة حتى الساعة الرابعة صباحاً، وفي اليوم التالي نُقل إلى مركز تحقيق عوفر ومكث هناك قرابة الشهرين ثم نُقل الى سجن مجيدو.
كما أوضح الأسير جهاد عليان (17 عاماً) من مخيم الجلزون قضاء رام الله، والمعتقل منذ 30/10/2016، أنه تم اعتقاله بعدما قام عدد من جنود الاحتلال بمداهمة منزله الساعة الرابعة صباحاً وتفجير باب المدخل، ثم قاموا بتفتيش المنزل وقلبه رأساً على عقب، وكان الأسير وقتها يقف وهو يحمل عكازاته لأنه كان قد أُصيب في قدمه اليمنى برصاص حي قبل 22 يوماً من تاريخ اعتقاله، أخرجوه بعدها من البيت وهم يسبوه ويشتموه، أوقعوه عمداً على الأرض ثم أخذوا يضربونه بأرجلهم وأحذيتهم على الجبس مكان الإصابة، تكسر الجبس وفُتح الجرح ثانية وأخذ ينزف، ثم اقتادوه إلى مستوطنة بيت ايل بعد أن قاموا بتعصيب عينيه وتقييد يديه، وهناك زجوه داخل كرفان صغير، طلب بعدها من أحد الجنود أن يشرب، فقام باحضار زجاجة ولكن بدلاً من أن يصب الماء داخل فمه كان يصبه على رأسه ويضحك بسخرية.
بعدها بساعات دخل عليه شخص يلبس لباساً مدنياً، أمسكه من شعره وأخذ يضرب رأسه بماكينة الطباعة ثم أحضر سلك بلاستيكي وأخذ يضربه على وجهه موجهاً الضربات على عينيه عقاباً له لأنه حاول أن يرفع العصبة عن عينيه قليلاً، بقي حتى ساعات المساء داخل الكرفان دون طعام أو شراب حتى أنه لم يُسمح له بدخول الحمام، وفي اليوم التالي نُقل إلى قسم المخابرات في سجن عوفر وهناك حُقق معه خلال 9 ساعات، وبعد انتهاء التحقيق أرجعوه إلى قسم الأشبال في عوفر، مكث هناك قرابة الشهرين ثم تم نقله إلى معتقل مجيدو.