أولت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية اهتماما بالاستفتاء الذي جرى في تركيا لتحويل النظام الحكومي من برلماني إلى رئاسي، وفاز فيه معسكر الرئيس رجب طيب أردوغان.
“استفتاء تاريخي”
وقد أشادت جريدة الراية القطرية في افتتاحيتها بهذا الاستفتاء الذي وصفته بأنه يشكل “مرحلة جديدة للديمقراطية من أجل تركيا، كما أن التصويت بنعم للاستفتاء هو بمثابة تجديد الثقة من قبل الشعب التركي في الرئيس رجب طيب أردوغان من أجل قيادة تركيا الجديدة”
وأضافت الصحيفة: “كما أنّ التصويت بنعم في هذا الاستفتاء التاريخي هو تصويت من أجل مستقبل تركيا والحفاظ على الديمقراطية والاستقرار في البلاد وتعزيز النمو الاقتصادي”.
وفي السياق ذاته، قالت صحيفة الشرق القطرية في افتتاحيتها إن نتيجة الاستفتاء أكدت “إرادة الشعب التركي، الذي أظهر وعياً كبيراً وصوّت بإرادته الحرة لصالح التعديلات الدستورية في الاستفتاء الشعبي، محققا نجاحاً كبيراً في الحفاظ على مساره السياسي ونهجه الذي ارتضاه لدولته وفق ما يريد”.
وأضافت: “لقد خرج الشعب التركي ليقول ‘لا’ للإملاءات الخارجية وللدول التي تدخلت في أمر لا يعني سوى الشعب التركي، وكان عليها احترام إرادة الشعب يوم أن قال ‘نعم’ لنهج الرئيس رجب طيب أردوغان المنتخب ديمقراطيا”.
ورأت صحيفة رأي اليوم الإلكترونية التي تصدر من لندن أن نتيجة الاستفتاء كانت متوقعة لأن أردوغان وحزبه “يملكان قاعدة شعبية عريضة في الوقت الراهن، وقدرة كبيرة على الحشد والتحشيد، ونسج التحالفات السياسية (الحلف القومي التركي)، وكيفية اختيار الاعداء وتوجيه الرأي العام التركي ضدهم (اوروبا)”.
ووصفت النتيجة بأنها “انتصار كبير عبر صناديق الاقتراع، وليس من خلال انقلاب عسكري”، لكنها حذرت من أن نتائجه قد تكون مكلفة في السنوات المقبلة لأردوغان وحزبه “لأنه قد يخلق الكثير من الأعداء، في ظل انكماش أعداد الأصدقاء، أو حتى انعدامهم، خاصة في دول الجوار”.
وقالت إن نتيجة الاستفتاء “كشفت عن حالة استقطاب طائفي وعرقي ومناطقي غير مسبوقة في تركيا، مثلما كشفت عن انقسام تركيا الى معسكرين كبيرين… الأمر الذي قد يتطور إلى مواجهات مستقبلية قد تأخذ طابعا غير سياسي ديمقراطي”.
وأشارت إلى أن “الاختبار الحقيقي للرئيس اردوغان سيبدأ اليوم، لان التحديات الحقيقية التي تواجهه، وخاصة إعادة توحيد تركيا، أكبر كثيرا مما يتوقعها، كما أن حجم الأعداء سيتضخم عددا وقوة”.
وأضافت: “الرئيس أردوغان انتصر… ولكنه انتصار ربما يكون باهظ التكاليف إذا لم يتم توظيفه في مصلحة تركيا كلها، وليس في مصلحة الحزب الفائز”.
“يشرعن الاستبداد”
أما جريدة البعث السورية فقد وصفت أردوغان بأنه “يشرعن الاستبداد”.
وقالت الجريدة: “رغم كل الإجراءات القمعية التي سبقت الاستفتاء وتهديد المعارضين، كسب أردوغان في الاستفتاء على دستور يحيي فيه أردوغان الإرث العثماني ويمهد لدفن إرث أتاتورك”.
وأشارت الصحيفة أن الفارق الضئيل بين المؤيدين والمعارضين للتعديلات الدستورية “يوضح التراجع في نسبة المؤيدين لأردوغان وحزبه قياساً بنتائج الانتخابات البرلمانية، ويبيّن ثانياً الانقسام الحاد في الشارع التركي تجاه قضاياه المصيرية، ويفتح الباب أمام سيناريوهات محتملة لاقتتال داخلي أو انقلاب عسكري”.
وأضافت: “الشيء الجديد الذي سيقدمه النظام الرئاسي الذي صاغه أردوغان على مقاسه، هو شرعنة استبداده وتفرّده بالسلطة”.
في السياق ذاته، قالت جريدة الدستور المصرية تحت عنوان “قتلى ومصابون في استفتاء تنصيب أردوغان دكتاتورًا” إن عملية الاستفتاء سيطرت عليها “حالة من العنف… فضلا عن التزوير”.