اهتمت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية بانتخابات الرئاسة الفرنسية حيث أشارت صحف عدة إلى تأثير محتمل لهجوم باريس الأخير علي مسار الانتخابات.
ورأت بعض الصحف أن مرشحة اليمين مارين لوبان استفادت من الهجوم الذي وقع في الشانزليزيه، لترفع من حظوظها في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.
“بساط نحو الإليزيه”
تصف صحيفة هسبرس الإلكترونية المغربية لوبان بأنها “داهية حولت عداءها للمسلمين بِساطا نحو الإليزيه”.
تقول الصحيفة إن لوبان “تُعرف بعدائها للمسلمين المتشددين وأيضا كافة المهاجرين المقيمين ببلادها، وتعتز بأصولها الفرنسية، وتناهض كل من لا يشاركها المنشأ نفسه، وتعتزم طرد جل المهاجرين من بلادها حتى أولئك القادمين بطريقة شرعية”.
كذلك يقول حازم محفوظ في الأهرام المصرية إن لوبان “تستمد جانباً كبيراً من شعبيتها من المخاوف بشأن الإرهاب والمهاجرين لما يمثله من استراتيجية لفرض أولوية الأمن القومي”.
يضيف الكاتب: “الواقع، رغم أن الوضع لا يزال غير مستقر؛ فإن إمكانية أن تكون المنافسة في الجولة الثانية بين سياسيتين شعبويتين من أقصى اليمين وأقصى اليسار تظل مطروحة، وإن كان السيناريو الأكثر ترجيحاً أن تكون في جولة الإعادة بين المرشح الوسطى إيمانويل ماكرون ومرشحة أقصى اليمين مارين لوبان، وهو الوضع الذى يرقى إلى حد الصدام بين رؤيتين متعارضتين تماماً فيما يتعلق بالأمن الدولي”.
في السياق ذاته، تربط الخليج الإماراتية في افتتاحيتها بين هجوم الشانزليزيه والانتخابات الرئاسية.
تقول الصحيفة: “لا شك أن هناك علاقة مباشرة بين العملية الإرهابية هذه وبين الانتخابات الرئاسية الفرنسية، فهي تستطيع أولاً أن تخلق في مثل هذه المناسبة الصدى ورد الفعل المطلوب، وحالة من الصدمة والرعب والخوف، وهو ما ركز عليه اليمين المتطرف بقيادة مارين لوبان زعيمة الجبهة الوطنية، خلال الحملة الانتخابية لجذب الناخب الفرنسي إلى صفوفها، وإقناعه بالتصويت لصالحها”.
“دفعة للاتجاه العنصري”
من جانبها، تقول القدس العربي اللندنية إن وقوع هجوم الشانزليزيه قبل أيام قليلة من بدء السباق الرئاسي “سيعطي دفعة بالتأكيد للاتجاه العنصريّ الذي تمثّله لوبان”.
تقول الصحيفة: “سارع المرشّحون الأساسيون لاستغلال الحادث وتوظيفه في تأجيج المشاعر لعلّها تنقلب أصواتا في صناديق الانتخاب”.
ويرى خطار أبو دياب في العرب اللندنية أن “تفاقم التحدي الإرهابي سيزيد من حدة التنافس وربما يدفع بالمترددين والممتنعين من الناخبين إلى المشاركة، وهكذا لن تنبع الخيارات من القناعات الأيديولوجية والفئوية فحسب، بل سيكون هناك تنازع بين إغراء الخطاب الأمني المتشدد، وبين الطرح الواقعي المتماسك الذي يحاكي مشاكل البلاد وأهمية وحدة نسيجها الاجتماعي في مواجهة الإرهاب وكل رفض للاعتراف بالآخر.”
من جانبها، تنتقد الرياض السعودية زعماء اليمين المتطرف في فرنسا بسبب ما تصفه بتبريرهم للإرهاب.
تقول الصحيفة في افتتاحيتها: “على الصعيد الداخلي لم يخلو الأمر كذلك من الغرابة، فظهرت مواقف اليمين حاملة كل عبارات التشفي بالحكومة الحالية، مستغلة حالة الحزن في المجتمع الفرنسي فوظفت لوبان من جانبها الحادثة لتكرار دعواتها لطرد الأجانب من البلاد، في حين تحدث فيون عن وعوده توظيف 10 آلاف ضابط شرطة جديد في حال انتخابه!”
يقول عبد الجليل المسعودي في الشروق التونسية: “من يعرف الشعب الفرنسي يدرك دون شك سمته المميّزة وفي نفس الوقت إحدى أغرب مفارقات شخصيته الثقافية، وهي أنه بمقدار ما هو ثوري يحبّ التغيير فهو محافظ يفضل الإبقاء على الوضع الذي هو فيه”.
ويضيف المسعودي: “تتموقع المتطرّفة اليمينية مارين لوبان على الرقعة الانتخابية كأحد أفضل المرشحين الأربعة للوصول إلى الجولة الثانية وإعادة إنجاز والدها جون ماري في انتخاب 2002”.
شريف قنديل في المدينة السعودية يقارن بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومرشحة الرئاسة الفرنسية ماري لوبان.
يقول عن لوبان إن “الوالد كان كارهاً ليس للعرب وللمسلمين فقط، وإنما للعروبة والإسلام!”
ويضيف الكاتب: “ماري الابنة تتيه فخراً بأيدولوجيتها المتمثلة في الطرد، وفي التنحية، وفي الابتعاد عن الدول الإسلامية، والاقتراب من إيران وروسيا!”.
أما عن الرئيس الأمريكي، فيقول: “ترامب باختصار نموذج للبراغماتية الأمريكية التي تزيد عند هذا وتقل عند ذاك، ومن ثم فلم يكن غريباً أن يُطالب بالدفع قبل الحديث في أو عن أي شيء!”.