يواصل الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي الإضراب المفتوح عن الطعام أمس السبت، لليوم الثالث عشر على التوالي.
ويبلغ عدد الاسرى المضربين عن الطعام أكثر من (1600) أسير، من بينهم عدد من قيادات الحركة الأسيرة.
واستمرت أمس وأمس الأول فعاليات إسناد الأسرى المضربين في جميع محافظات الوطن، وفي بعض المناطق في الداخل الفلسطيني.
يشار الى ان سياسات الاحتلال القمعية الممارسة بحق المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال دفعت نحو (1600) أسير من أصل 7 آلاف إلى الإضراب المفتوح عن الطعام منذ السابع عشر من نيسان الجاري.
ويعاني الأسرى أوضاعا صحية ومعيشية صعبة في سجون الاحتلال، في ظل وجود (1200) أسير مريض، من بينهم (21) مصابا بمرض السرطان، و(17) يعانون من مشاكل في القلب.
ويبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي(7000) اسير، من بينهم (330 أسيرا من قطاع غزة)، و(680) اسيرا من القدس وأراضي عام (1948)، و(6000 أسيرا من الضفة الغربية المحتلة)، و(34 اسيرا من جنسيات عربية).
محامي الاسرى: اجراءات قمعية ولاإنسانية بحقهم
افاد محامي هيئة الاسرى لؤي عكة الذي زار عدد من الاسرى المضربين في سجن عوفر ان إجراءات قمعية غير مسبوقة لازالت تمارس بحق المضربين من قبل مصلحة السجون وقوات قمعية تابعة لها بهدف كسر الاضراب وإنهاك المضربين مما تسبب في تدهور متسارع على صحتهم.
ونقل عكة الذي زار الاسرى المضربين فادي ابو عيطة ولؤي المنسي وشرار منصور واحمد الشرباتي شهادات الاسرى الذين افادوا ان 120 اسير في سجن عوفر لازالوا يخوضون اضرابا مفتوحا عن الطعام منذ تاريخ 17/4/2017 .
وقال الاسرى ان تفتيشات دائمة ومتعمدة تقوم بها وحدات قمعية تسمى (اليماز) لقسم الاسرى المضربين وتكون في ساعات الفجر وانهم يفتشون على الملح لمصادرته اضافة الى تفتيش الاسرى عراة حيث يرفض الاسرى ذلك، اضافة الى رفضهم الوقوف على العدد.
10 اسرة تدهورت حالتهم الصحية
وقال الاسرى في شهادتهم ان ما يقارب عشرة اسرى من المضربين اصابهم الضعف والوهن وان اثنان من الاسرى نقلا الى المستشفيات بعد ان شعروا بالدوخة وسقطوا على الارض وان احدهم اصيب بجرح في رأسه بسبب وقوعه على الارض مما استدعي تدخل طبي وتم تقطيب رأسه بعد نقله الى المستشفى.
وأفاد الاسرى الاربعة ان شرطة مصلحة السجون خلال نقل الاسرى الى المستشفيات يحاولون تقديم المأكولات والساندويشات الى الاسرى المضربين للضغط النفسي عليهم الا ان الاسرى يرفضون ذلك بشدة ، وان عدد من المستوطنين اقاموا حفلة شواء خارج اسوار عوفر في محاولات يائسة للتأثير على قرار المضربين الذين سخروا من هذه الاساليب غيراللأخلاقية.
وأشار الاسرى الاربعة ان مصلحة السجون صادرت ملابسهم الشخصية فليس لديهم سوى الملابس التي يرتدونها (اللباس البني) ويسمح لهم فقط بغسلها كل اسبوع رغم الحرارة والتعرق والافتقار للمرواح والغطاء الشتوي، وانه لا يوجد وسائل للنوم مما يضطر الاسرى الى طي البطانية واستخدامها وسادة وهي حارة على الوجه وتزيد من التعرق، اضافة الى عدم وجود مياه باردة، وان المياه ساخنة.
واعتبر المحامي عكة ان ما تقوم به مصلحة السجون ينتهك حقوق اي اسير مضرب، وان اساليب الضغط والعقوبات واحتجاز الاسرى في ظروف لا إنسانية تزيد من تدهور الوضع الصحي للمضربين.
انضمام أسرى جدد للإضراب
طالب رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، بتدخل دولي سريع والضغط على دولة الاحتلال للاستجابة الى مطالب الأسرى المضربين عن الطعام.
وقال في حديثه لإذاعة موطني، أمس السبت،” إن حياة بعض الأسرى باتت في موضع الخطر”، معربا عن أمله بأن ترمي جمهورية مصر بثقلها في هذه القضية.
وأكد تمسك الأسرى بالاضراب حتى تتحقق مطالبهم، وقال” رغم اجراءات سلطات الاحتلال التعسفية، فإن دفعة جديدة من الأسرى سينضمون للاضراب.
وحول اجراءات سلطات الاحتلال التعسفية بحق الأسرى، قال قراقع” لقد وصلت الاعتداءات على الأسرى المضربين في معتقل عسقلان الى مصادرة ممتلكاتهم الخاصة والتفتيش العاري، في محاولة لانهاكهم وكسر اضرابهم”.
وقال عبد الفتاح دولة رئيس اللجنة الإعلامية لإضراب الكرامة إن 100 أسير من سجن مجدو انضموا أمس لإضراب الكرامة الذي يخوضه قرابة 1600 أسير في كافة سجون الاحتلال.
ولفت إلى أن عددًا من الأسرى في عزل أيالون أوقفوا شرب الماء منذ أربعة أيام، الأمر الذي يزيد حالة الخوف عليهم، داعيا إلى مزيد من الحراك والدعم للأسرى في معركتهم كي لا تطول مدة الإضراب ويتحقق نصرهم في القريب العاجل.
قرار بالتوقف الكامل عن المثول أمام محاكم الاحتلال
أكدت اللجنة الإعلامية لإضراب الحرية والكرامة أنه سيتم التوقف تماما عن المثول أمام محاكم التمديد، وبالتالي إغلاق المحاكم العسكرية للاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل، ابتداء من اليوم الأحد.
وأوضحت اللجنة الإعلامية المنبثقة عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، أن هذا القرار التزام بقرار اللجنة الوطنية لمساندة الإضراب، واستكمال للقرار السابق الذي اتخذته مؤسسات الأسرى في بداية الإضراب، المتمثل بعدم تمثيل الأسرى في المحاكم العسكرية (اللوائح، الملفات، القضايا)، باستثناء التمديد.
وأشارت اللجنة إلى أن هذا القرار جاء بالتوافق مع كافة المؤسسات العاملة أمام المحاكم الإسرائيلية من خلال طواقم محاميها، مبينة أن على كافة المحامين المتعاقدين وغير المتعاقدين معها التوقف تماما عن تمثيل أي أسير ولأي سبب كان وتحت طائلة المسؤولية.
مسيرة نسوية في جنين تضامنا مع الأسرى
شاركت عشرات النسوة والأطفال، أمس السبت، بمسيرة تضامنية مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، في مخيم جنين.
وجابت المسيرة شوارع المخيم والمدينة، وصولا إلى خيمة الاعتصام المقامة بالقرب من مدرسة فاطمة خاتون مقابل المسجد الكبير في مدينة جنين.
ورفع الأطفال والنسوة، خلال المسيرة، علم فلسطين وصور عدد من الأسرى والشعارات التي تحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى المضربين.
وفي السياق ذاته، انضم الى الإضراب عن الطعام داخل خيمة الاعتصام مزيد من أهالي الأسرى المحررين، وجرحى، وأمهات الأسرى المضربين عن الطعام.
إضراب عن الطعام دون سجون
داخل خيمة الاعتصام في مركز مدينة طوباس، يجلس متضامنون مع الأسرى، لا تجد على رؤوس ألسنتهم سيرة يتحدثون بها غير إضراب الأسرى.
وارتأت مجموعة من شباب مدينة طوباس أمس السبت، بأن تخوض إضرابا عن الطعام ليوم واحد تضامنا مع إضراب الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وقفة جماهيرية في عمان تضامنا مع الأسرى
أقام مجلس المكاتب الهندسية بمشاركة القوى الوطنية في العاصمة الأردنية عمان، أمس السبت، وقفة جماهيرية تضامنا مع أسرى الحرية في سجون الاحتلال الإسرائيلي، واعتزازا بصمودهم أمام غطرسة المحتلين، أمام مجمع النقابات المهنية.
وقال رائد عامر، ممثلا عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، “نحن اليوم هنا للمشاركة في المسيرة الداعمة والمساندة لأسرانا الأبطال البواسل في إضرابهم المشروع ضد إدارة القمع في السجون الاسرائيلية، بناء على الدعوة التي وجهت لنا من نقابة المهندسين الأردنيين”.
اعتصام أمام سفارة الاحتلال بلندن اليوم تضامنًا مع الأسرى
نظمت المنظمات العاملة لفلسطين في بريطانيا، أمس السبت، اعتصامًا أمام السفارة الإسرائيلية في لندن، تضامنًا مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال لليوم الثالث عشر على التوالي.
وجاء الاعتصام بعد ظهر أمس أمام سفارة الاحتلال بدعم من حملة التضامن مع فلسطين والرابطة الإسلامية في بريطانيا.
إسماعيل: الأسرى قناديل الحرية وإضرابهم تعبير ثوري عن إرادة شعبنا
وصف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، محمود إسماعيل، إضراب الأسرى بأنه “التعبير الثوري الحقيقي عن الشعب الفلسطيني وإرادته”، مؤكدا أن قضية الأسرى تحتل الأولوية في اهتمامات القيادة الفلسطينية.
وشدد إسماعيل، في حديث لإذاعة موطني أمس السبت، على أن إضراب الأسرى يعبر عن إرادة كافة الشعب الفلسطيني بمختلف شرائحه. ووصف الأسرى بـ”قناديل الحرية الذين يضيئون طريق العودة والتحرير وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف”.
وأوضح أن “إضراب الأسرى أصبح الآن أمام المجتمع الدولي، الذي من واجبه القانوني والإنساني أن يمارس الضغط على حكومة الاحتلال، التي تتصرف بأنها الدولة الوحيدة فوق القانون”.
وناشد المجتمع الدولي ممارسة ضغوطه على دولة الاحتلال لتنفيذ مطالب الأسرى العادلة.
الاحتلال يعتدي على الصحافيين خلال مسيرة داعما للأسرى في القدس
اعتدت شرطة الاحتلال، أمس السبت، على العديد من الصحافيين وطواقم التلفزة والإعلام خلال عملهم في تغطية الفعاليات المساندة لإضراب الأسرى التي شهدتها القدس المحتلة، كما واعتقلت قوات الاحتلال 3 شبان من أمام باب العامود.
ووقع عدوان الشرطة على الصحافيين بالقرب من شارع نابلس في القدس خلال توثيقهم للوقفة التضامنية مع الأسرى.
وقامت الشرطة بتحطيم معدات التصوير والكاميرا الخاصة بالصحفي أحمد غرابلة الذي تعرض للضرب المبرح، وطال الاعتداء المصور الصحفي محمود عليان، والمصور سنان أبو ميزر، والإعلامية نوال حجازي، والصحافية ديالا جويحان، والمصور علي ياسين، والمصور مصطفي الخاروف، وطاقم الصحافيين والمصورين فايز أبو إرميله، ورامي الخطيب، ورجائي الخطيب.