ناقشت صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، قرار بعض الدول العربية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر.
وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر والحكومة المعترف بها دولياً في اليمن وحكومة شرق ليبيا قد اتخذت قرارًا بقطع العلاقات مع الدوحة. وتتهم الدول تلك الدول قطر “بتشجيع الارهاب”.
ودافعت بعض الصحف الخليجية عن قرار قطع العلاقات واصفين إياه “بخطوات حاسمة وتأديبية”. وفي المقابل، نددت صحف قطرية بالقرارات واعتبرتها “مؤسفة وغريبة”.
“رسالة حازمة”
يقول خالد السليمان في عكاظ السعودية إن “الحكومة السعودية وجهت رسالة حازمة لشقيقتها الصغرى، مفادها أن وقت مجاملات الأعراف الأسرية وحب الخشوم والصبر على الأذى قد ولى، فإما احترام حقيقي لحقوق الجيرة وأصول العلاقات الدولية وكف للأذى، أو مواجهة العواقب الوخيمة، وهي في عهد الحزم عواقب لن تعود لمربع سحب السفراء، ولن تتوقف أيضا عند قطع العلاقات الدبلوماسية. فالسعودية التي صبرت أكثر من 20 عاما على الأذى احتراما لحقوق الجيرة وأعراف الروابط الأسرية التاريخية وحفاظا على جسور الترابط الخليجي لم تعد ملزمة بتحمل مراهقة يئست من نضجها”.
وقالت الرياض السعودية في افتتاحيتها إن قرار قطع العلاقات مع قطر “جاء بعد قراءة متأنية ودراسة مستفيضة للموقف”.
وترى الصحيفة أن “السياسات القطرية لم تكن متزنة أبداً، وهذا ليس بالأمر الجديد، فالأمر يعود إلى اثنين وعشرين عاماً وتحديداً في العام 1995 من المحاولات المستمرة للمملكة ودول التعاون من أجل عودة قطر إلى رشدها وتخليها عن سياساتها العدائية تجاه دول الخليج والمنظومة العربية وتدخلها في شؤونها بالسلب لإحداث القلاقل والفتن”.
تضيف الرياض أن “قرار قطع العلاقات مع قطر جاء في سياق ترابط الأحداث وتواصلها واستمرارها وثبوتها أن الدوحة حاولت شق الصف الداخلي السعودي، والتحريض للخروج على الدولة، والمساس بسيادتها، واحتضان جماعات إرهابية”.
Image caption
الدول التي قطعت العلاقات مع قطر منعت الخطوط الجوية القطرية من دخول مجالاتها الجوية.
أما الخليج الإماراتية فأوردت في افتتاحيتها أنه “عندما يبلغ السيل الزبى ويصل الصبر إلى منتهى الاحتمال لا بد من خطوات حاسمة وتأديبية قد تكون قاسية ولكن لا بد منها كي تقف القيادة القطرية عند حدها، فإما أن تتراجع وإما أن تركب رأسها وتمضي قدماً في غيها وتنطح صخرة مجلس التعاون التي تتحطم عليها كل رؤوس من يحاول التطاول عليه أو المساس به”.
وقالت الأهرام المصرية في افتتاحيتها إن “الصبر العربي قد نفد حقا حيال ممارسات قطر التي دأبت على استغلال قناة الجزيرة المشؤومة كمنصة إعلامية ضد الدول العربية، وثمة تصريحات صادرة عن بعض مراسليها ومذيعيها تؤكد صدق ما نقوله، بأن الدولة القطرية تستغل القناة لشن هجمات دبلوماسية ضد بقية الدول العربية ولبث الزعزعة في نفوس المواطنين وإثارة النعرات بين الشعوب أو تأليب الشعوب على حكامهم”.
” قرارات مؤسفة”
وقال صالح الكواري في الراية القطرية إن “كل الاتهامات التي صيغت لتبرير القرارات المؤسفة والغريبة التي تم اتخاذها بوتيرة تصاعدية عما حدث عام 2014، كانت ظالمة ومجحفة في حق دولة شقيقة، قرارات دافعها الكيد والحسد والغيرة وحمى التنافس، دون الأخذ في الاعتبار خصوصية العلاقات الخليجية، والإدراك بأن أكثر الدول والشعوب محبة لقطر وأهل قطر هي دول مجلس التعاون وشعوبها الشقيقة”.
ويضيف الكاتب أن “هذه القرارات موجهة في الأساس ضد الشعب القطري، فدولتنا الحبيبة بقيادتها الحكيمة، لم تفعل شيئاً أو تنتهج سياسات تضر بمصالح أشقائها في دول مجلس التعاون، لذلك يستغرب المواطن الخليجي ويتساءل عن أي أعمال عدائية أو مخططات تآمرية اتخذتها قطر للإضرار بمصالح أشقائها، بل العكس، فقطر هي المتضررة من تشويه صورتها ومن الافتراءات بحقها والفبركات التي تلصق كذباً برموزها”.
وقالت الوطن القطرية في افتتاحيتها إن “الحكمة القطرية تجلت كأوضح ما يكون في بيان مجلس الوزراء الموقر. قرار الأشقاء في السعودية والبحرين والإمارات بقطع العلاقات الدبلوماسية، مع دولة قطر، التي هي بشهادة التاريخ- جزء أصيل من اللحمة الخليجية، هو قرار مستغرب ذلك لأنه كما تقول كل الشواهد قرار استند إلى مزاعم وادعاءات وافتراءات وأكاذيب، وظلم هو الأشد قساوة، لأنه من ظلم ذوي القربى”.
وتضيف الصحيفة أنه “رغم كل ذلك تجلت الحكمة في إعلان قطر تمسكها بمجلس التعاون الخليجي: مبادئه وقيمه وأهدافه النبيلة، وشددت على تمسكها بتعزيز روابط الأخوة بين شعوبه، لما فيه خيرها وازدهارها”.