كشفت صحيفة هارتس الاسرائيلية عن طلب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من الرئيس الامريكي دونالد ترامب ابقاء بعض المستوطنات المعزولة الى جانب المستوطنات الكبرى كجيوب معزولة خارج حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية حال التوصل الى اتفاق سلام مستقبلي وضرب النموذج الهولندي البلجيكي كمثال مطبق على ارض الواقع.
وبحسب التفاصيل التي كشفتها هارتس فقد طالب نتنياهو الرئيس الامريكي الموافقة على ابقاء بعض الجيوب الاستيطانية تحت السيطرة الاسرائيلية الكاملة وان تكون خارج حدود الدولة الفلسطينية.
وقالت الصحيفة ان هذا الموقف يمثل تغييرا في مواقف نتنياهو التي عبر عنها خلال محاولات ادارة الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما تحقيق السلام حيث من خلال “وثيقة إطارية” عام 2014 للسلام الإسرائيلي – الفلسطيني.
وكانت صحيفة “هآرتس” ذكرت ان نتنياهو اعتبر ان المستوطنين الراغبين في البقاء في ديارهم ” مستوطناتهم” سيعملون ويكونون تحت الولاية الفلسطينية”.
لكن الصحيفة اشارت الى ان نتنياهو اعلن عن مواقف مغايرة لما تحدث به مع الرئيس الامريكي خلال زيارته قبل اسابيع الى اسرائيل حيث قال نتنياهو في خطاب الكنيست بمناسبة مرور خمسين عاما على احتلال القدس ان اسرائيل لن تخلي اي مستوطنة لكنه في حقيقة الامر ناقش اخلاء جزء كبير منها مع ادارة ترامب في الاونة الاخيرة في اطار المناقشات حول امكانية التوصل الى اتفاق سلام اقليمي.
وقالت الصحيفة لقد أثار نتنياهو مسألة مصير المستوطنات المعزولة خلال المحادثات مع عدد من المسؤولين في إدارة ترامب في الأشهر الأخيرة. وكان آخر ما استمع اليه في هذا الشأن هو السفير الاميركي لدى الامم المتحدة نيكي هالي الذي زار اسرائيل الاسبوع الماضي.
وقال نتنياهو لهالي إنه يريد التوصل إلى اتفاق دون إخلاء أي مستوطنين، وأنه يسعى إلى ترك المستوطنات المعزولة كجيوب إسرائيلية داخل أراضي الدولة الفلسطينية.
وقال نائب وزير الخارجية الاسرائيلي تسيبي هوتوفيلي الذي حضر الاجتماع مع هالي في حديث لصحيفة “هآرتس” ان نتنياهو تحدث عن تبني نموذج مثل النموذج الموجود على طول الحدود بين هولندا وبلجيكا حيث يوجد في كل بلد جيوب صغيرة في الاراضي الاخرى.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يثير فيها نتنياهو هذه الفكرة – ففي عام 2014 طلب من مستشاريه أن يدرسوها، لكنهم توصلوا في نهاية المطاف إلى الاستنتاج بأنه ليس حلا واقعيا لإسرائيل والفلسطينيين.
وخلال محادثاته مع الولايات المتحدة بشأن وثيقة الإطار لعام 2014، قدم نتنياهو لغة أكثر مرونة، مما أوضح أن المستوطنين الذين سيختارون البقاء في بيوتهم بالمستوطنات سيعيشون تحت “الولاية القضائية الفلسطينية”.
الصحيفة اشارت الى ان الفلسطينيون عارضوا فكرة الجيوب الإسرائيلية في أراضيهم خلال محادثات عام 2014. فالشرط الفلسطيني لترك المستوطنات هو أن المستوطنين الذين سيبقون خلفهم سيصبحون مواطنين فلسطينيين، وستصبح المستوطنات مجتمعات “غير حصرية” يمكن لأي شخص فيها شراء منزل بغض النظر عن دينه أو عرقه.
الا ان الجانب الفلسطيني اعاد الاسبوع الماضي تشديد موقفه مقارنة بعام 2014 وقال المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان الدولة الفلسطينية ستكون خالية من “اي مستوطنين او مستوطنات”.
واشارت الصحيفة الى ان المسؤولين الامريكيين في ادارة اوباما كانوا قد وافقوا على المطلب الاسرائيلي الا ان نتنياهو تراجع عن موقفه في حينه بسبب ضغوط اليمين الاسرائيلي وعلى راسهم نفتالي بانيت رئيس حزب البيت اليهودي وطالب الامريكيين بسحب الاقتراح في حينه.