اهتمت عدد من الصحف العربية بنسختيها الورقية والالكترونية بالزيارة التي قام بها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى السعودية ولقاءه مع الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
ويعتبر العبادي هو أول رئيس حكومة للعراق يزور السعودية منذ عام 2003.
يقول عبدالاله بن سعود السعدون في الجزيرة السعودية “وتأتي الزيارة الأولى للرئيس الدكتور حيدر العبادي، لتشكّل حدثاً مميزاً عربياً ودولياً مع ترقب كبير للنتائج المباركة التي ستحققها في المجال الثنائي بين البلدين والمحيط العربي والإقليمي. تزامن هذه الزيارة التاريخية والأمة العربية تعيش حالة صعبة من الفوضى الأمنية في العديد من أجزائها وسيطرة المليشيات المنفلتة الإرهابية تحرق الأخضر واليابس في وطننا العربي الممزق والذي يعيش أبناؤه حالة من الخوف والقلق وذل الهجرة القسري في وطنه ومحيطه الإقليمي”.
ويضيف السعدون “تفتح هذه الزيارة المباركة عهداً جديداً في علاقات أخوية متينة مبنية على الثقة والاحترام والتعاون المشترك لما فيه خير البلدين الشقيقين العراقي والعربي السعودي، وإعادة اللحمة للوطن العربي الذي يحتاج في يومه هذا لكل جهد عربي مشترك من أجل استتباب الأمن والسلام والتنمية لربوعه القلقة”.
وفي مقال بعنوان “الرياض وبغداد.. هل انكسر الحاجز”، يقول ماجد السامرائي في العرب اللندنية “يكتسب العراق خصوصيته وهو دائما كذلك لموقعه في قلب صراع المصالح الإقليمية والدولية بعدما وضعته إيران في مركز مجالها الاستراتيجي الحيوي وقوة نفوذها التي تكونت ونمت بسرعة داخل العراق بسبب الولاء الأيديولوجي للحكومات العراقية بعد عام 2003، والتي ابتعدت في سياساتها عن الهوية الوطنية والعمق العربي”.
ويضيف السامرائي “وفق المقاييس العراقية النزيهة والحريصة على أمن البلد والطموح ببنائه بعد هذا الخراب الذي أصابه، خطوة العبادي المتبادلة مع الرغبة السعودية الجادة بتطوير العلاقات بين بغداد والرياض ستكون في صالح شعب العراق أولا وأخيرا”.
أما العرب اللندنية فتؤكد أن الزيارة تأتي في محاولة من العبادي “لتثبيت نفسه إقليميا في مرحلة ما بعد داعش”، مشددةً أن القادة في السعودية”يستقبلون العبادي وهم مدركون لمحدودية هامش المناورة لديه بسبب السطوة الكبرى التي تمارسها طهران على الحكم في العراق، لا سيما من خلال الأحزاب الشيعية”.
وتضيف الصحيفة: “ويدرك العبادي من جهته أن مرحلة ما بعد داعش تتطلب الكثير من المساعي الحقيقية لبناء ما دمرته الصراعات والنزاعات التي عاشها العراق منذ الغزو الأمريكي وهو ما لا تقوى عليه حكومته في ظل استمرار ماكنة الفساد في العمل وهو ما سيدفعه إلى الاستعانة بالاستثمارات السعودية منطلقا من العلاقات الاقتصادية لسد الثغرات السياسية. ولن تمانع القيادة السعودية في تلبية مطالب العبادي من أجل ضخ شيء من القوة في مسعاه من أجل الانفتاح عربيا في مواجهة التشدد الذي تمثله الميليشيات الموالية لإيران وهي تستعد للقفز إلى السلطة”.
دهس مسلمين في لندن
ومن ناحية أخرى، ناقش بعض المعلقين عملية الدهس الذي جرت في لندن الذي أدى إلى مقتل شخص واصابة عشرة آخرين بعدما قاد رجل شاحنة صغيرة ودهس مصلين بالقرب من مسجد شمال لندن.
تقول الرياض السعودية في افتتاحيتها “الهجوم الإرهابي على المصلين في العاصمة البريطانية فجر أمس يؤكد فكرة عدم انتماء الإرهاب لأي دين أو لون أو عرق إنما ينتمي إلى فكر مريض غير سوي، هدفه نشر الخوف والذعر والفوضى وبث الضغينة والحقد وإذكاء الروح العنصرية البغيضة التي لا يقرها دين أو عرف أو تقليد”.
وتضيف الصحيفة: “الإرهاب رغم اتخاذه أشكالاً وصيغاً متعددة يظل إرهاباً لا يهم إن كان من قام به مسلمون أو مسيحيون أو يهود أو حتى إرهابيين اعتنقوا مبدأً سياسياً”.
كما تقول القدس العربي اللندنية في افتتاحيتها “حادث الدهس الذي تعرّض له مصلّو جامع فنزبري بارك صباح أمس جاء ليكشف تصاعد موجة رهاب الإسلام الإسلاموفوبيا في بريطانيا وانتقالها من أعمال العنف اللفظي والجسدي إلى العمل الإرهابي”.
وتضيف الصحيفة “وإذا كان حادث الهجوم على مسجد فنزبري بارك قد أظهر، وبشكل واضح، أن لا فرق بين الإرهابيين (إلا بلون البشرة ربما)، وأن من يقتل المدنيين عشوائياً باسم الإسلام لا يختلف عمن يقتل المدنيين باسم الكاثوليكية أو اليهودية أو أيديولوجيات التفوق العرقيّ الفاشية، فإنه قدّم مقارنة مهمّة، بين القاتل الذي كان يصيح إنه يريد قتل كل المسلمين، والمصلّين المفجوعين بمقتل أحدهم وجرح عدد آخر، والذين، حالما تمكنوا من القبض عليه سلّموه، من دون أن يتعرّض لأذى، لإمام الجامع الذي سلّمه، بدوره، لقوّات الأمن البريطانية”.
أما ماهر ابو طير في الدستور الاردنية فيقول “مثلما لدينا مجانين يبيحون قتل الابرياء، فإن لديهم ايضا مجانين يتبنون مبدأ الثأر من المسلمين، وبشكل اعمى، فلم تعد القصة، قصة من هو الفاعل، في كل حادثة، ووجوب معاقبته حصرا، وتحولت الى رسائل كراهية متبادلة بين مكونات المجتمع البريطاني، في انفجار واضح للكراهية”.
ويختتم ابو طير مقاله بالقول ” القتل مدان، ولا يجوز تصنيفه على درجات، فيكون مقبولا في حالة ومرفوضا في حالة، وهذا الكلام يتوجب قوله لكل اولئك الذي يظنون ان ما نراه اليوم، امر مقبول، وفقا لنوعية الضحايا، او جنسيتهم او دينهم”.