ناقشت صحف عربية التهديد الأمريكي لسوريا بعدما أعلنت واشنطن أنها رصدت “استعدادات محتملة” لشن هجوم باستخدام أسلحة كيماوية.
يتساءل عبد الباري عطوان في “الرأي اليوم” اللندنية “لماذا تقرع أمريكا طبول الحرب الكيماوية في سوريا مجدداً؟ وهل الأسد وحلفاؤه الروس على هذه الدرجة من الغباء لاستخدام هذا النوع من الأسلحة وفي مثل هذا التوقيت؟”.
ويضيف عطوان “تشعر إدارة الرئيس دونالد ترامب انها على وشك خسارة الحرب في سوريا، وانتفاء أسباب وجود قواتها وتحالفها الذي شكلته من أكثر من ستين دولة، بسبب انكماش ‘الدولة الإسلامية’ وقرب خسارتها لعاصمتها العراقية (الموصل)، والسورية (الرقة)، ولهذا تريد الانتقال إلى افتعال معارك مع الحكومة السورية، وخلق ذرائع جديدة لاستمرار الحرب لأطول فترة ممكنة”.
وكذلك، يتساءل زهير ماجد في “الوطن” العمانية “ماذا أبدى السوري من مواقف تنم عن عودته إلى السلاح الكيماوي، كي تتهمه الولايات المتحدة؟”.
ويستطرد ماجد بالقول “السوريون تجاوزوا بل نسوا هذا النوع من السلاح بعدما سلموه للأمم المتحدة التي قامت بتدميره. فرغت مستودعاتهم منه تماما، ولم يبق غير كلام قديم لم يستند يومها سوى على افتراءات”.
ويتساءل “ما الذي يريده الأمريكي من خلال إعلانه المفاجئ ذاك وفي هذه الظروف بالذات سوى الدخول على مسرح الأحداث من باب الحرب المباشرة؟”.
وفي ذات السياق، تقول “القرطاس نيوز” العراقية إن “سوريا أمام صيف ملتهب وأمريكا تستعد لضرب القصر الجمهوري”.
“موسم الحصاد اقترب”
من جهته، يقول أحمد ذيبان في “الرأي” الأردنية “فوضى لا حدود لها تشهدها سوريا، ويبدو أن موسم الحصاد اقترب، وكل يبحث عن حصة من ‘الكعكة’، عندما تنتهي ‘أسطورة داعش’ والشاهد أن مناطق شرق وجنوب سوريا تشهد نشاطاً عسكرياً متسارعاً، تشارك فيه قوات تابعة لجهات متعددة تتضارب في أهدافها. فبالإضافة إلى الصواريخ الروسية والإيرانية، والنشاط الجوي الأمريكي ودعم واشنطن للمليشيات الكردية، أطلقت قوات الأسد والميليشيات المساندة له عمليات عسكرية شرق حماة وريف حلب”.
أما “الجمهورية” اللبنانية فترى أن “الإدارة (الأمريكية) لم تقصد بتحذيرها الحكومة السوريّة فقط، وإنّما روسيا وإيران ايضا”.
وفي “الثورة” السورية، يقول أسعد عبود “أمريكا تقصف مواقعاً للجيش السوري وتقصف بشكل شبه يومي، المناطق السكنية في سوريا، وتقتل المدنيين. وبوقاحة فريدة تمهد لمعاقبة سوريا على استخدام تفترضه للسلاح الكيماوي كما افترضت واقعة خان شيخون والتي ترفض التحدث عن التحقق من مجرياتها”.
ويقول علي قاسم في الصحيفة نفسها “الواضح أن الإدارة الأمريكية بدأت حرب ذرائع استباقية تحاول من خلالها مداراة الكثير من جوانب العجز والفشل في استراتيجيتها المحكومة بالأخطاء المتعمدة، والتي تشير إلى أن الكثير من رهاناتها قد وصلت إلى طريقها المحتوم، فيما تعويلها على الأدوات، سواء الإقليمية أم تلك التي استرزقت على وجود العدوان الأمريكي، تواجه المصير ذاته، إن لم يكن أسوأ، في وقت تواجه التنظيمات الإرهابية حالة من التشتت التنظيمي بعد الهزائم الكبيرة التي منيت بها، مضافاً إليها انفراط عقد الدول الوظيفية المشغلة أو الداعمة والممولة لهم، على خلفية مشهد التناحر المتدحرج”.