هدمت الجرافات معززة بقوات من الشرطة الإسرائيلية صباح اليوم الأربعاء، قرية العراقيب بالنقب للمرة الـ115، وذلك سعيا من المؤسسة الإسرائيلية لتشريد سكانها ومصادرة أراضي القرية مسلوبة الاعتراف.
وحسب المعلومات المتوفرة، فقد اقتحمت قوات كبيرة من الشرطة والوحدات الخاصة التابعة لوحدة ‘يوآب’ وممثلو ما يسمى ‘دائرة أراضي إسرائيل’، بساعات الصباح الباكر، قرية العراقيب، وهدمت منازلها المكونة من ألواح الصفيح،
وأفاد عزيز صياح الطوري، أن قوات الهدم اقتحمت قرية العراقيب وقدمت بيوتها، فيما منع أفراد الشرطة السكان والأهالي التصدي للجرافات لمنع وعرقلة الهدم، علما أن الجرافات الإسرائيلية سبق لها وأن هدمت القرية في منتصف شهر حزيران الماضي.
وقال أهالي العراقيب إن ‘الآليات والجرافات هدمت المعرشات والخيام التي تأوي العائلات وشردتهم، بحماية من الشرطة، ولم تراع الطقس الحار الذي تشهده المنطقة’.
ويأتي هدم العراقيب، وسط تهديدات المؤسسة الإسرائيلية بهدم المنازل المتنقلة في قرية أم الحيران التي تتعرض منذ مطلع الأسبوع الجاري إلى إرهاب الشرطة باقتحام القرية تمهيدا لهدمها مجددا، بحسب ما أكد الأهالي.
وقال رئيس اللجنة المحلية في أم الحيران، رائد أبو القيعان، إن “الشرطة تواصل استفزازاتها ونحن في القرية نناشد القيادات والمواطنين العرب في البلاد بالحضور إلى القرية والوقوف إلى جانبنا للتصدي لمخططات اقتلاعنا وتهجيرنا من بيوتنا”.
وناشدت اللجنة المواطنين العرب بالتوافد إلى أم الحيران، وقالت إن “قيادة شرطة النقب أقدمت في الأيام الأخيرة على إبلاغ القيادة العربية وقيادة القرية، بأنها تنوي اقتحام القرية وهدم المباني المتنقلة”.
ورفضا لسياسات الهدم وتصديا لمخططات التشريد، دعت لجنة التوجيه العليا لعرب النقب الأهالي للمشاركة في الاجتماع الموسع الذي سيعقد، يوم الأحد القادم بقرية حورة.
وأكدت اللجنة أنها ستناقش في الاجتماع وضع الترتيبات الأخيرة للاعتصام الشعبي الكبير في مدينة بئر السبع، احتجاجا على سياسة هدم البيوت العنصرية وتحديد موعد للمظاهرة الحاشدة قبالة مكاتب “سلطة توطين البدو” في بئر السبع.
كما ستتم مناقشة تداعيات قرار الوزيرة أييلت شاكيد تسجيل الأراضي العربية في النقب الغربي باسم “دائرة أراضي إسرائيل”، وإقرار خطوات عملية لمناهضة هذا القرار التعسفي والعنصري.
وتواصل السلطات الإسرائيلية منذ سنوات محاولات تحريش ما تبقى من أراضي العراقيب التي تقدر مساحتها بنحو 1300 دونم في محيط القرية شمال مدينة بئر السبع، رغم أن هذه الأراضي تخضع لإجراءات تسجيل الملكية ومسألة ملكيتها لم تُحسم بعد.
يذكر أن الحكومة الإسرائيلية لا تعترف بنحو 45 قرية عربية في النقب، وتستهدفها بشكل مستمر بالهدم وتشريد أهلها، بينما تشرع بشكل مستمر ببناء تجمعات استيطانية لصالح اليهود في النقب.