أشادت صحف عربية بما وصفته بأنه “انتصار” الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة، وذلك بعد تراجع إسرائيل عن إجراءات أمنية فرضتها على خلفية مقتل جنديين إسرائيليين بالقرب من باحة المسجد الأقصى.
ففي مقال بعنوان “تحية لصمود القدس الشرقية”، قال مكرم محمد أحمد في “الأهرام” المصرية إن “إسرائيل رفعت مجبرة جميع أدواتها وأجهزتها الأمنية من حول المسجد الاقصى بما في ذلك بوابات التفتيش الإلكترونية والكاميرات المعلقة على أبواب المسجد ليتحقق للفلسطينيين انتصار تاريخي مهم”.
واعتبر الكاتب أن هذا “أكد قدرة الشعب الفلسطيني على كسر إرادة اليمين الإسرائيلي الحاكم بعد 50 عاما من احتلال مدينة القدس، وأثبت للعالم أجمع أن القضية الفلسطينية لن تموت، وأن الحق الفلسطيني لن يضيع مادام بقى الفلسطينيون صامدين فوق أرضهم، يكابدون عذابات الاحتلال الإسرائيلي الفظة ويقاومون ويبتكرون ألوانا جيدة من المقاومة المسلحة”.
ومضى قائلا إن “انصياع اسرائيل لمطالب أهل القدس وسحبهم كل تجهيزاتهم الأمنية حول الأقصى أوقع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو في شر أعماله، وزاد من حملة الانتقادات التي تطاله من داخل تحالفه الحاكم، تتهمه بالعنف والرضوخ لمطالب الأمريكيين والأردنيين والسعوديين والمصريين والمغاربة الذين توحدت مواقفهم دفاعا عن الأقصى وعن حق الفلسطينيين”.
في السياق ذاته، يقول محمد السعيدي في “الوطن” السعودية إن “وقائع الجهاد التي يقوم بها الفلسطينيون بين الحين والآخر، وإن كانت تؤتي ثمارا يظهر فيها طابع المرارة، إلا أنها لا تخلو من مصالح كبيرة، ومنها التذكير بالقضية العظمى وإيقاظ الضمير المسلم وفضح الكيان الصهيوني عالميا”.
ويرى السعيدي أن “الجهاد في فلسطين بكل معانيه المتقدمة يحتاج إلى وضع خطة عملية تشتمل على رؤية مستقبلية مدروسة، وتساهم في وضعها الدول والهيئات الإسلامية الداعمة لهذه القضية المقدسة”.
“معركة الأقصى”
من جهته، كتب حلمي الأسمر في “الدستور” الأردنية يقول إن “بعض الأقلام استكثرت على المقدسيين والعرب أن يحتفلوا بـ(النصر) وقالوا إن ما حدث ليس نصرا، ولا يستحق الاحتفال، باعتبار أن القدس لم تزل محتلة، والأقصى تحت حراب الاحتلال، حسنا أيها الناعقون بالخراب، اقرأوا ما كتبه الكتاب العبريون في صحافتهم، وستعلمون أن هزيمتهم في معركة الأقصى كانت من المرارة بحيث قلبت كثيرا من المفاهيم، وغيرت كثيرا من المعادلات، والأهم أنها شوشت بشكل جدي على كثير مما كان يعد في الغرف المغلقة من تطبيع رسمي عربي مع العدو، ومن عقد صفقات وحياكة مؤامرات”.
وفي “الأخبار” اللبنانية، قال زياد منى إن “القضية الفلسطينية لا تزال تشكل ضمير الأمة ووجدانها. وتؤكد أن مواجهة العدو، سواء على أبواب الأقصى أو في داخله أو في أي بقعة من الوطن الفلسطيني هي التي توحد أبناء الأمة بكافة قطاعاتها ومكوناتها المجتمعية والدينية والمذهبية والطبقية، وليس سياسات الأعراب التكفيريين الساعية إلى تقسيم أمتنا وشعوبنا وتحريض بعضهم على بعض”.
أما في “الدستور” الأردنية، يقول عريب الرنتاوي إنه “على ملعب المقاومة الشعبية السلمية، يبدو الفلسطينيون في موقع القوة والسيطرة، ولهم الغلبة. في ساحات الرصاص والقنابل والمتفجرات، تنقلب المعادلة في غير صالحهم. والحكمة تقتضي أن نخوض الصراع مع الاحتلال على ملعبنا وليس على ملعبه”.
ويضيف الرنتاوي موضحا “الحكمة تقتضي اقتراح أشكال للنضال متناسبة مع خصائص المرحلة وشروطها، وتجديد الحرص دائماً وفي كل الظروف، على ما يمكّن الشعب الفلسطيني من البقاء في وطنه والصمود فوق ترابه، فالنكبة الفلسطينية لم تكن في احتلال الأرض بل في تهجير سكانها الأصليين، وهذا درس ثالث، نشتقه من تجربة مائة عام من النضال في سبيل الحرية والاستقلال”.