ناقشت صحف عربية زيارة رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر إلى السعودية – بناءً على دعوة رسمية من الرياض – ولقاءه وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان.
ونقلت جريدة “القدس العربي” اللندنية عن مراقبين قولهم إن زيارة الصدر “إضافة إلى سياسيين آخرين تنوي السعودية دعوتهم لزيارتها قريباً، تكتسب أهمية في إفشال محاولات إثارة الفتنة الطائفية بين المسلمين في المنطقة التي جرت حروبا وأزمات عنيفة على شعوبها”.
وأشارت الصحيفة – نقلا عن مراقبين – إلى أن الزيارة “كسرت فكرة تبعية القادة الشيعة للنفوذ الإيراني في كل الأمور، مع عدم استبعاد أن تبرز أصوات مناوئة للتقارب بين البلدين”.
في السياق ذاته، قال مشاري الذايدي في “الشرق الأوسط” اللندنية إن هذه الزيارة “تكشف عن بحث عراقي من قبل قادة الشيعة، أصحاب الحيثيات الدينية-السياسية، عن بدائل أخرى للاحتكار الإيراني”.
وأضاف أن “الذي لا ريب فيه هو أنه لا غنى عن العراق، البلد العظيم في هذا الشرق المضطرب”.
وفي الصحيفة نفسها، قال رئيس التحرير السابق عبد الرحمن الراشد إنه في مقابل “الهيمنة الإيرانية” على كل مناحي الحياة في العراق “نرى زيارة شجاعة من السيد مقتدى الصدر… لتؤكد على ما يقال عن رفضه للهيمنة الإيرانية وإصراره على استقلالية القرار العراقي، وتحديه لسياسيين مثل نوري المالكي”.
ويرى الراشد أن “موقف الصدر، وعدد من القياديين العراقيين، لا يقوم على رفض العلاقة الجيدة مع الجارة طهران بل ضد هيمنتها. هم ضد استيلاء طهران على الموارد والسلطات، ضد تحويل المياه النهرية على الحدود، والحفر في المناطق البترولية المتجاورة، وضد استخدام الشركات والبنوك العراقية لتصبح سوقا سرية للتعاملات الإيرانية الممنوعة دولياً، وضد بناء وتشجيع نشاط ميليشيات عراقية خارج السلطة، وضد تدخل الحرس الثوري الإيراني في الحكومة والبرلمان”.
من الفائز؟
وتحت عنوان “من الفائز الصدر أم ولي العهد السعودي؟”، يعدد طارق حرب في جريدة “الزمان” العراقية المكاسب التي يمكن للعراق أن يجنيها من هذه الزيارة على الصعيد الاقتصادي والسياسي.
وأول هذه المكاسب على حد قوله “الخط الناقل للنفط العراقي إلى الميناء السعودي على البحر الأحمر، فإن العراق بحاجة إلى هذا الخط بشكل كبير خاصة أن هذا الخط يقلل من نفقات نقل النفط حيث يكون سعره في متناول الدول الأفريقية ومصر”.
ويضيف الكاتب أن “الانفتاح على المملكة العربية السعودية سيؤثر على الصعيد الطائفي حيث تقل حدة الحملات الإعلامية بين رجال الدين السعوديين ورجال الدين الشيعة على الصعيد العالمي وليس بين العراق والسعودية”.
ويشير إلى أن هذه الزيارة تكتسي أهمية خاصة خلافا للزيارات العراقية السابقة، باعتبار أن “الملك الحقيقي ولي العهد هو الذي يتولى كل صغيرة وكبيرة”.
وفي صحيفة “رأي اليوم” الإلكترونية، أوضح رائد عبد الحسين السوداني أن هناك الكثير من الملفات العالقة بين البلدين “أهمها الملف العقائدي المذهبي الذي أدخل المنطقة في أتون حروب هي في غنى عنها”.
ولذا يرى أن الصدر اصطحب معه طلبة الحوزة “كمرافقين له حسب اعتقادي، فالهدف الأساس للزيارة ينطلق من هذا المنطلق، والملف العقائدي يشمل السعودية أيضا فمنطقة الاحساء ملتهبة طائفيا وربما إذا خفف الشد الطائفي بعض الشيء عند صناع القرار في السعودية ستخفف الإجراءات القمعية ضد هذه المناطق وقد تشمل اليمن والبحرين والسعودية ولو على المدى البعيد. ومن المعروف أن ولي العهد السعودي هدد إيران بنقل المعركة إلى أراضيها وهذا يعني حربا طائفية كبرى لا تبقي ولا تذر”.
ويضيف “خلاصة القول أن السعودية جناح العراق وامتداه العربي… وإيران جناح العراق المذهبي بأغلبيته الشيعية… فليس من الحصافة أن يدخل في عداء معهما أبدا”.