دعت صحف عربية إلى مواجهة حملات التصعيد الإسرائيلية ضد الفلسطينيين مثل الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى وعمليات التهويد في القدس والأنشطة الاستيطانية.
وطالب كُتّابٌ الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة وفلسطيني 1948 بالتوحد في مواجهة إسرائيل واتباع “وسائل نضالية” جديدة، بما فيها الانتفاضة.
“وسائل نضالية جديدة”
في صحيفة القدس الفلسطينية، يرى محمد خضر قرش أن إسرائيل قد “وأدت حل الدولتين”، داعياً إلى اتباع “وسائل نضالية جديدة … ووقف التفاوض” معها.
يقول الكاتب إن “كل المؤشرات تقول بأننا نتجه نحو دولة الأبارتهايد (التمييز العنصري) الواحدة، مما يستدعي بالضرورة اتباع وسائل نضالية جديدة شبيهة بتلك التي كانت تمارس في دولة جنوب أفريقيا ووقف التفاوض”.
ويشير إلى أن “من واجب اللجنة التنفيذية أن تعلن وتصارح شعبها بأن مشروع حل الدولتين فشل ولم يعد قائماً وقد أغلق نهائياً وتم وأده من قبل إسرائيل نفسها”.
ويضيف أنه يتوجب على اللجنة كذلك “أن تعلن بوضوح عن إغلاق وفشل الحلول السياسية مع الاحتلال ولم تعد ممكنة أو متاحة لا ميدانياً على الأرض ولا توجد رغبة أو استعداد إسرائيلي للتفاوض بشأنها”.
وفي صحيفة القدس العربي اللندنية، دعا عمرو حمزاوي إلى إطلاق انتفاضة فلسطينية جديدة في الضفة وغزة وداخل حدود 1948 بعد أن تعذرت سبل التفاوض في الوصول إلى حل سياسي.
يقول حمزاوي إن “إجراءات التهويد المستمرة في القدس، والاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى، والتصاعد الجنوني للنشاط الاستيطاني في القدس والضفة، واستمرار حصار الموت على قطاع غزة تثبت مجتمعة استحالة التسوية التفاوضية مع حكومة اليمين الإسرائيلية”.
ويضيف: “لذلك ومثلما ينبغي أن تضطلع قوى التحرر في فلسطين بتقييم موضوعي لخيار التفاوض السلمي أو للمتبقي منه، يتعين عليها أيضاً إعادة النظر بصورة جوهرية في شروط وكلفة ونتائج المقاومة المسلحة. هذه المفاضلة بين خياريي التفاوض السلمي والمقاومة المسلحة هي جوهر قضية فلسطين اليوم، وحسمها هو شرط ضروري لمواجهة الثلاثية غير المقدسة من جرائم إسرائيل والعجز العربي والتخاذل الدولي”.
“لعبة تقطيع وقت”
وفي سياق متصل، علق كُتّابٌ على جولة الوفد الأمريكي برئاسة جاريد كوشنر في المنطقة ولقائه لمسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين، من دون إحراز تقدم يذكر على مسار عملية السلام المتوقفة.
في الدستور الأردنية، يقول عريب الرنتاوي إن لقاء كوشنر بالمسؤولين الفلسطينيين “الذي حمل الرقم 20 بين الرئيس عباس وموفدي إدارة ترامب” لم يكن كافياً “لتكوين صورة واضحة عن مواقف الأطراف وأولوياتها”.
ويضيف: “ولكي لا يبدو أن ‘طريق السلام̔ مسدوداً وغير نافذ، فقد كان من الطبيعي أن يطلب إلى الفلسطينيين منح الإدارة مهلة عدة أشهر إضافية لتمكينها من إنجاز ملامح ‘صفقة القرن̔ التي وعد ترامب بها كل من التقاهم في واشنطن من المسؤولين في البلدان ذات الصلة”.
ويرى الرنتاوي أن الأمر لا يعدو كونه “لعبة ‘تقطيع وقت̔ تخوضها الإدارة الأمريكية هذه المرة، باسم إسرائيل ونيابة عن نتنياهو وحكومته”.
ويطالب الرنتاوي القيادة الفلسطينية بأن لا تقضى هذه الفترة “في وضعية الاسترخاء والانتظار، بل بالعمل على إنجاز الأجندة الوطنية الفلسطينية، إن لجهة إعادة بناء منظمة التحرير أو استكمال ملف المصالحة، أو التوجه للمنظمات الدولية، أو السعي في مطاردة إسرائيل إعلامياً ودبلوماسياً وحقوقياً”.
وفي جريدة الغد الأردنية، يرى أحمد جميل عزم أن الفلسطينيين “سيؤجلون أي تحرك دولي، ويجددون مرحلة الانتظار، مقابل وعود عربية ضمنية أو صريحة، بأنّ شيئا سيتغير، وأنّهم سيتابعون الاتصال مع الأمريكيين”.
ويضيف: “أجّل الفلسطينيون ‘إعادة تدويل الصراع̔ بناء على وعود فرنسية لمدة عامين، والآن يبدو أنّ هناك تأجيلاً لأول عامين على الأقل من عهد دونالد ترامب، مع عدم المضي في خيارات أخرى سوى التفاوض”.