نقل محامو هيئة شؤون الأسرى والمحررين ظهر امس الأحد، روايات جديدة لأسرى وقاصرين يوضحون فيها تفاصيل الانتهاكات والممارسات الجسدية والمعنوية التي يتعرضون لها من قبل جنود الاحتلال، بدءاً بلحظات الاعتقال الصعبة، مروراً بالتعذيب والتحقيق وانتزاع الاعترافات منهم عنوة تحت الضغط النفسي والجسدي، وانتهاءاً بالأوضاع المعيشية القاسية التي يعيشها الأسرى في سجون الاحتلال.
وفي هذا السياق أفاد الأسير محمد أنيس الأشقر (17 عاماً) من مدينة نابلس، بأنه تم اعتقاله بتاريخ 21/5/2017 بالقرب من السوق المركزي للخضار (الحسبة)، بعد أن قام عدد من الجنود بالهجوم عليه وطرحه أرضاً ومن ثم انهالوا عليه بالضرب المبرح على جميع أنحاء جسده، واقتادوه فيما بعد إلى حاجز بيت فوريك، حيث أبقوه في الخارج حتى ساعات الصباح، نُقل بعدها إلى معسكر سالم للتحقيق معه وبعد انتهاء التحقيق تم نقله إلى قسم الأسرى الأشبال في “مجيدو”.
في حين روى الأسير علي سويدان (16 عاماً) من قرية عزون قضاء قلقيلية، تفاصيل اعتقاله لمحامي الهيئة موضحاً بأنه قد تم اعتقاله بتاريخ 9/8/2017، بعد أن داهمت قوات الاحتلال منزله الساعة الثانية فجراً، ثم قاموا بتقييد يديه وعصب عينيه واقتادوه إلى الجيب العسكري جراً من شعره، وقال الأسير بأنه خلال تواجده بالجيب العسكري، لم يتوقفوا الجنود عن شتمه و ضربه بقسوة على رأسه وظهره وهو مُلقى على أرضية الجيب، تم نقله فيما بعد إلى مركز توقيف كدوميم ليتم التحقيق معه، وأضاف بأنه خلال التحقيق كان المحقق يتعمد الصراخ في وجهه وشتمه وضربه على رأسه لكي يجبره على الاعتراف بالتهم الموجه ضده، نُقل بعدها إلى معسكر حوارة، حيث بقى الأسير طوال الليل خارجاً في البرد القارس، ثم تم نقله إلى قسم الأسرى الأشبال في سجن “مجيدو” بعدما قاموا بتفتيشه تفتيشاً عارياً.
كذلك أوضح الأسير مراد جراعي (27 عاماً) من بلدة عصيرة الشمالية في نابلس، ظروف اعتقاله لمحامي الهيئة مشيراً بأنه قد تم اعتقاله بتاريخ 30/7/2017 من مكان عمله، حيث يعمل في مزرعة بالقرب من مكان سكنه، وقال الأسير بأنه قد إيقافه بعد أن اقتحمت قوة عسكرية المزرعة وعاثت فيها فساداً وخراباً، ومن ثم قاموا بتقييد ييده وعصب عينيه واقتادوه إلى الجيب العسكري، وذكر الأسير بأن الجنود لم يتوقفوا عن ضربه والصراخ في وجهه وشتمه طوال فتره تواجده بالجيب العسكري، نُقل فيما بعد إلى مركز توقيف حوارة وبقي هناك 12 يوماً، تم نقله بعدها إلى زنازين سجن “مجيدو” بعد أن تم تفتيشه تفتيشاً عارياً، مكث بالزنازين الانفرادية لمدة أربعة أيام، عانى خلالها من ظروف حياتية صعبة، ثم نُقل بعدها إلى الغرف والأقسام العامة في سجن “مجيدو”.
يذكر أن الأسير يعاني حالياً من وضع صحي صعب نتيجة لظروف الاعتقال التعسفية التي عاشها خاصة في الزنازين الانفرادية، حيث يعاني حالياً من البواسير والقولون.
كما وتعرض كل من الفتية: محمد فارس الأطرش (17 عاماً) من محافظة الخليل، ورامي ربيع (17 عاماً) من بلدة بيت عنان قضاء القدس، ونضال رضوان (16 عاماً) من قرية عزون قضاء قلقيلية، ووسيم موسى (16 عاماً) من محافظة طولكرم، ويحيى أبو هنية (16 عاماً) من قرية عزون في قلقيلية، لظروف اعتقال همجية ولاإنسانية خلال توقيفهم واقتيادهم لمراكز التحقيق الإسرائيلية.