علاء صبيحات
كاديم، وجانيم، وسانور (ترسلة)، وحومش، هن مستوطنات تم إخلائهن من شمال الضفة الغربية بقرار من جانب واحد لحكومة الاحتلال الإسرائيلي بالإضافة لمستوطنات قطاع غزة، وذلك في عهد رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي الأسبق آرئيل شارون في العام 2005.
لكن المستوطنين ما انفكوا يعودوا لزيارة مناطق مستوطنات شمال الضفة بحماية من قوات الاحتلال، فإذا كن قد أخلين بقرار من جانب واحد وبتوصية من جيش الاحتلال، فما الذي يُحفّزهم على هذه الاقتحامات المتتالية؟.
أجاب أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية د.أيمن يوسف مراسل صحيفة “الحدث”على هذا التساؤل قائلا إن اقتحاماتهم هذه تعود أسبابها لشقين أولهما التربية التوراتية التي تلقاها المستوطنون في الضفة الغربية.
أي أنهم تربوا على أن هذه الأرض تعود لهم، فالتوراة بحسب ما أشار يوسف تقول بشكل واضح إن الإرتباط الوجداني بـ”يهودا والسامرة” هو أساس تدينهم وأن كل متر في الضفة الغربية أو في قطاع غزة أو في الداخل المحتل هي من حقهم.
الجانب الآخر بحسب يوسف هو رسالة بلغة فوقية واضحة للقيادة الفلسطينية يقولون فيها “إننا أقوياء ونستطيع أن نعود متى ما شئنا”.
لماذا أخلوها من البداية؟
أوضح د.أيمن يوسف لـ”الحدث” أن هذه المستوطنات الأربع كان يسكنها عدد قليل من السكان وكانت في غالبية المساحة قواعد ومعسكرات لجيش الاحتلال، كذلك فعملية الدفاع عنها كانت صعبة جدا نظرا للاكتظاظ السكاني بالقرب منها.
الجزء الأهم من كل ذلك أنها كانت جزء من صفقة كبرى كما أضاف يوسف، فإخلائهن كان مرتبطا بإخلاء قطاع غزة.
كيف نقف في وجه هذه الاقتحامات؟
الرد كما يرى يوسف ينقسم لشقين أولا الرد السياسي، بأن تكون هناك استراتيجية واضحة ومؤطرة يتم إدراجها في النقاشات الثنائية مع الدول التي تمتلك قدرة الضغط على الاحتلال.
كذلك يجب أن يتم إدراج قضية الاقتحامات للمستوطنات المخلاه كما قال يوسف في جدول الشكاوى الدولية.
أما الشق الثاني بحسب أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية، هو الرد الشعبي وهو ببحث إمكانية استغلال المستوطنات هناك لتحقيق التواجد الشعبي بداخلها من خلال بحث إمكانية تشجيرها أو البناء فيها أو استغلالها بأي شكل من الأشكال.
الاستقرار فيهن
استبعد د.أيمن يوسف أن يكون هناك نية مبيتة للعودة إلى المستوطنات وذلك أنها مناطق ساقطة أمنيا كما أسلف، بالإضافة لتوصية جيش الاحتلال بعدم السكن هناك، إلا أن الاقتحامات سوف تستمر على المدى القريب.
أما على المدى البعيد فإن مصير هذه المستوطنات المخلاه من مصير الضفة الغربية ولن تكون حالة استثنائية كما يرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الامريكية د.أيمن
عن الحدث