كتبت صحيفة “هآرتس” العبرية، اليوم الاربعاء، ان ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو نشر مؤخرا أنه من المتوقع أن يصادق المجلس الأعلى للتخطيط في الضفة الغربية، الأسبوع المقبل، على عدد كبير من خطط البناء في مستوطنات الضفة الغربية، والتي تشمل حوالي 3800 وحدة استيطانية. إلا أن جدول أعمال المجلس، الذي نشر أمس، يظهر بأن رواية الحكومة مضخمة وأعيد تكرارها، وأنه من الناحية العملية من المتوقع الموافقة على بناء 600 وحدة استيطانية فقط.
وسيتم خلال جلسة اللجنة، المتوقع عقدها بعد انتهاء عيد العرش، المصادقة على بناء 300 وحدة في مستوطنة بيت ايل، والتي وعدت بها الحكومة الاسرائيلية بعد هدم بيوت حي “هأولفناه” قبل اكثر من خمس سنوات. وقد تم منح كل التراخيص المطلوبة لهذه المباني وتم عرضها في مناقصة للمقاولين. كما صودق على بناء 86 وحدة في مستوطنة كوخاب يعقوب للمستوطنين الذين اخرجتهم الحكومة من بؤرة ميغرون. والمقصود في هذه الحالة، ايضا، تنفيذ التزام حكومي للمستوطنين منذ 2012. كما صودق على توسيع مستوطنة نوكاديم، التي يقيم فيها وزير الأمن الاسرائيلي افيغدور ليبرمان، وسيتم فيها بناء 146 وحدة. وصودق، ايضا، على بناء 9 وحدات في مستوطنة بساغوت، و30 وحدة اخرى سيتم بناؤها في الحي اليهودي في الخليل.
اما بقية الوحدات التي تطرق اليها ديوان رئيس الوزراء، والتي تصل الى اكثر من 3000 وحدة، فسيتم دفعها الى مرحلة اخرى في الاجراءات البيروقراطية المتواصلة في مجلس التخطيط الاعلى في الادارة المدنية الاسرائيلية، لكنه لن يتم الشروع ببنائها الان. ويمكن تجميد الخطة في كل مرحلة بقرار من رئيس الحكومة او وزير الأمن.
وعلى سبيل المثال، من المتوقع ان يصادق مجلس التخطيط الأعلى في الأسبوع المقبل، على عدة مخططات للبناء في مستوطنات “بلدية” – 460 وحدة اسكان في مستوطنة معاليه ادوميم، و174 وحدة في جبعات زئيف. وعلى الرغم من ان المقصود المرحلة النهائية من عملية المصادقة، الا ان البناء الفعلي سيتم فقط في حال صادقت القيادة السياسية على فتح مناقصة للمقاولين. كما سيتم المصادقة على خطة لبناء 102 وحدة اسكان في المستوطنة الجديدة “عميحاي”، التي تقام لمستوطني “عمونة” سابقا. ومع ذلك، وفي ضوء حقيقة عدم صدور قرار بشأن الاعتراضات التي تم تقديمها، فانه ليس من المتوقع الشروع بالبناء بشكل فوري.
وفي بعض الحالات، أشار ديوان نتنياهو إلى أنه يعتزم المصادقة على خطط بناء جديدة في مستوطنات معزولة من أجل التشديد على عدم التمييز بينها وبين الكتل الكبيرة. لكن المقصود هنا ليس انشاء مباني جديدة، وانما “تبييض” مباني اقيمت بدون تراخيص. وهكذا، سيتم في الاسبوع القادم، “تبييض” 96 وحدة سكنية في سانسانا و97 وحدة في رحاليم و 75 وحدة في نغوهوت.
كما صادق رئيس الوزراء ووزير الأمن للمجلس الاعلى للتخطيط الاسرائيلي، على ايداع خرائط للبناء في المستوطنات. والمقصود مرحلة اولى في دفع مخططات بناء جديدة، وفي غالبية الحالات تمر اكثر من خمس سنوات منذ ايداع الخارطة وحتى الشروع بالبناء. والخرائط التي صودق على ايداعها هي في غالبيتها، في مستوطنات معزولة في أعماق الضفة: 27 وحدة في نغوهوت، 130 في ابني حيفتس، 63 في تسوفيم، 56 في بركان، 55 في تومر في غور الاردن، 68 في العزار، 8 في بيت ارييه، و38 في كفار عتصيون.
وتستند رواية ديوان رئيس الوزراء، أيضا، إلى احصاء الخرائط التي تمت الموافقة عليها بالفعل، والتي أضيفت إليها الان وحدات سكنية جديدة. فعلى سبيل المثال، تمت الموافقة في الماضي، على بناء 120 وحدة في كفار عتصيون، كجزء من خطة بناء قائمة، وأضيفت إليها الآن، 38 وحدة سكنية. وتعرض الحكومة جميع الوحدات السكنية البالغ عددها 158 وحدة معا كـ “مصادقة” جديدة. وتم تنفيذ خدعة مماثلة في هار أدار، حيث أضيفت 10 وحدات سكنية جديدة إلى 60 وحدة سكنية قائمة، فأصبح قوام خطة البناء 70 وحدة سكنية. وفي مستوطنة الكانا صودق سابقا على 45 وحدة سكنية – ويريد المجلس الآن تحويلها الى مركز لرعاية المسنين يستوعب 250 مسنا. وبما أن هذه المساكن محمية، فإن الحكومة تعتبر خطة البناء تشمل اقامة 250 وحدة سكنية جديدة.
بالإضافة إلى ذلك، اجتازت أكثر من 1000 وحدة سكنية من بين الوحدات السكنية البالغ عددها 3800 وحدة، التي قدمها ديوان رئيس الوزراء ومكتب وزير الأمن، مرحلة “النشر من أجل الإيداع”. وهذه مرحلة أولية جدا تتضمن النشر عن نية طرح خطة لمناقشتها في الصحافة. في الماضي، لم يتم الإعلان عن هذه التصاريح، ولكن الآن تمت الموافقة على إيداع حوالي 1000 وحدة سكنية في قائمة لم يسبق نشرها.
وقامت عدة شخصيات رئيسية في لوبي المستوطنات، من بينهم رئيس المجلس الاقليمي شومرون، يوسي دغان، والنائب بتسلئيل سموطريتش من البيت اليهودي، بمهاجمة رئيس الحكومة نتنياهو بشدة، وادعوا ان تصريحاته هي مجرد اسفين اعلامي. اما في مجلس المستوطنات، فعقبوا بلهجة مؤدبة اكثر، وجاء في بيان للمجلس: “نرحب بالإنجازات لصالح الاستيطان، لكننا نشعر بالخيبة ازاء كمية وحدات الاسكان الفعلية. المقصود للأسف 700 وحدة فقط للبناء الفوري، وحوالي 200 وحدة كإضافة للمباني التي وصلت الى مراحل تخطيط مختلفة، ولا تلبي الظمأ الكبير في المستوطنات”.
وبالإضافة الى رد الصهيونية الدينية هذا، فقد اعربوا في مدينتي المتدينين المتشددين، بيتار عيليت وموديعين عيليت، عن غضبهم ازاء القائمة التي تم نشرها. وعاد نتنياهو ووعد بإنشاء منطقة صناعية في بيتار عيليت. وعلى الرغم من ذلك فان المنطقة غير مشمولة في الخطة.
ورفض مسؤولون كبار في ديوان نتنياهو هذه الانتقادات، وقالوا ان “من يعتقد انه لا يجب اخذ المعايير السياسية في الاعتبار فانه يرتكب خطأ كبيرا. لم يعمل احد من اجل الاستيطان أكثر من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو”. وقال مسؤول حكومي انه خلال اجتماع المجلس الاعلى للتخطيط في الأسبوع المقبل، ستناقش مخططات للبناء في كل انحاء الضفة الغربية، في اماكن لم يصادق فيها من قبل على البناء؟ وحسب هذا المسؤول “سيتم في 2017 المصادقة على حوالي 12 الف وحدة اسكان في مراحل مختلفة من التخطيط والبناء”.