تجاوز الاستيطان الإسرائيلي العام الجاري أربعة أضعاف نظيره في العام الماضي، وذلك بدعم حكومي إسرائيلي وتشجيع أمريكي، وفق تقرير صادر عن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان.
وأشار التقرير، إلى ما نشره ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي مؤخرًا أنه من المتوقع أن يصادق المجلس الأعلى للتخطيط في “الإدارة المدنية” في الضفة الغربية على عدد كبير من خطط البناء في مستوطنات الضفة والتي تشمل حوالي 3800 وحدة سكنية.
وفي السياق ذاته صادق رئيس الوزراء ووزير الأمن للمجلس الأعلى للتخطيط الإسرائيلي، على إيداع خرائط للبناء في المستوطنات.
والخرائط التي صودق على إيداعها هي في غالبيتها، في مستوطنات معزولة في أعماق الضفة: “27 وحدة في نغوهوت، 130 في ابني حيفتس، 63 في تسوفيم، 56 في بركان، 55 في تومر في غور الأردن، 68 في العزار، 8 في بيت ارييه، و38 في كفار عتصيون”.
وعقّب قادة المستوطنين بحذر على قرار نتنياهو، فرئيس مجلس جبل الخليل “يوحاي دماري” قال: “احيي رئيس الوزراء على النية بإقرار مخططات بناء في جبل الخليل ويسرنا أن نحيي في أقرب وقت ممكن تنفيذ المخططات أيضاً”.
ويعتبر المستوطنون هذه الوحدات غير كافية لهم، بل يطالبون بفتح شوارع التفافية ومناطق صناعية، وهو ما طلبه رئيس المجلس الإقليمي الاستيطاني “هشومرون”، يوسي داغان، ما يعني سلب ومصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية لصالح المستوطنين.
مصادقات جديدة
وتعتزم حكومة نتنياهو وفق مصادر رسمية إسرائيلية مطلعة بناء ما يزيد عن 12 ألف وحدة استيطانية جديدة حتى نهاية العام الجاري، في زيادة تصل إلى أربعة أضعاف مقارنة مع العام المنصرم، وهو ما أكدته أيضاً معطيات نشرتها حركة السلام الآن الإسرائيلية، قالت فيها إن “68% من البناء الاستيطاني الجديد خصص لتوسيع وتعميق المستوطنات العشوائية، هذا إضافة إلى المخططات التهويدية المعدة مسبقا لإحكام الطوق على البلدة القديمة في الخليل وعزلها وتهويدها”.
وفي سياق المشاريع الاستيطانية الجديدة، بات واضحا أن المخطط الهيكلي الجديد لمستوطنة “جيلو”، يتضمن بناء 3 آلاف وحدة سكنية في أطراف المستوطنة، على السفوح الجنوبية-الشرقية منها ، على مساحة 265 دونمًا، وتعود ملكية بعض هذه الأراضي لمواطنين فلسطينيين .
مسار القطار الخفيف
وفي سياق متصل بالاستيطان وتطوير بنيته التحتيّة، صادقت اللجان “المحلية واللوائية للتنظيم والبناء” التابعة للاحتلال على مخطط لإطالة مسار القطار الخفيف لنصف كيلومتر في مستوطنة “النبي يعقوب”، بالإضافة لبناءٍ من طبقتين لمقطورات القطار، وموقف للحافلات، الأمر الذي سيرفع طول سكة القطار الخفيف في المستوطنة لـ 3.5 كيلومتر تتضمن خمس محطات وقوف، وتقدم خدماتها لـ 40 ألف مستوطن.
حرب الأغوار
وفي إطار الحرب المفتوحة على أراضي المواطنين الفلسطينيين في الأغوار الشمالية وإصرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي على مواصلة الاستيطان مستندة الى تخاذل المجتمع الدولي واستمرار الدعم الأمريكي،أصدر قائد جيش الاحتلال الإسرائيلي، قراراً بوضع اليد على 36 دونما من أراضي المواطنين الزراعية عند آخر نقطة يستطيع أن يصل إليها الفلسطينيون في مناطق يسمح لهم التواجد فيها قبل معبر بيسان، الفاصل بين الأغوار وأراضي العام 48 ، بمنطقة بردله في الأغوار الشمالية ، على الرغم من امتلاك أصحابها وثائق أوراق “الطابو” لدواعٍ أمنية”حيث يسعى الاحتلال إلى تهويدها بشتى الطرق ومحاربة الفلسطينيين في مصدر رزقهم حيث تعتبر منطقة الأغوار الفلسطينية (سلة فلسطين الغذائية) وتشكل ما مساحته ربع مساحة الضفة الغربية.
وانتقد الوزير الإسرائيلي زئيف إلكين، ما وصفه بتأخر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تطبيق وعوده الانتخابية بنقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس وحذر الوزير المنتمي لحزب “الليكود” الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من أن إسرائيل قد تتخذ قرار بناء مستوطنات جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك على خلفية إعلان الإدارة الأمريكية قبل أيام أنه من غير المرجح نقل السفارة إلى القدس في المستقبل القريب.
فيما دعا وزير الأمن العام الإسرائيلي جلعاد أردان، الولايات المتحدة إلى وقف تمويل الأمم المتحدة، إذا نشرت “قائمة سوداء” للشركات العاملة في المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة.جاء ذلك في تغريدة على حساب الوزير بموقع “تويتر”.وقال الوزير إن “الوقت قد حان لإبلاغ الأمم المتحدة رسميا أنها إذا نشرت القائمة السوداء للشركات ذات الأنشطة الاقتصادية أيضا في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، فإن تمويل الأمم المتحدة من الولايات المتحدة وإسرائيل سيتوقف تماما”وتدفع واشنطن 22% من ميزانية الأمم المتحدة الأساسية البالغة 5.4 مليار دولار سنويا، حسب إعلام أمريكي.