منذ العام 1976 وحتى اليوم تتعرض قرية النبي صالح إلى الغرب من مدينة رام الله، لهجمات استيطانية متتالية في محاولة للاستيلاء على أراضيها لصالح بناء وتسمين المستوطنات التي بدأت إسرائيل بنائها قبل 41 عاما، ولم يكن أخرها قبل ثلاثة أشهر حيث إغلاق مئات الدونمات لـ ” دواعي أمنية.
وبدأت موجة الاعتداءات الجديدة على الأراضي في القرية في تموز الفائت، حيث تذرع الاحتلال بالعملية التي نفذها الفدائي ” عمر العبد” في مستوطنة حلميش المقامة على أراضي البلدة وقاموا بإغلاق المنطقة المحيطة بالشارع الرئيسي، ونصب “كرفانات” جدية فيها، تحت ذريعة ” الذرائع الأمنية.
يقول رئيس مجلس البلدي في القرية “ناجي التميمي”:” قبل ثلاثة شهور بعد العملية التي وقعت في مستوطنة ” حلميش” قام المستوطنين بتجريف أراضي شارع الواصل ما بين القرية وقرى بيتلو ودير نظام، ومنعوا أهالي القرية من الاقتراب منها، وقاموا بوضع كرفانات هناك، مما أستدعى تحركنا قانونيا لمنع إقامة بؤرة استيطانية جديدة”.
خلال تقديم استئناف أهالي البلدة، كُشف عن أوامر مصادرة صادرة منذ العام 1983 ولم يكن أهالي القرية على علم بها، حيث لم تقم الإدارة المدنية بالإعلان عنها في ذلك الحين، وهذه الأوامر تطال حوالي 2000 دونما من قرية النبي صالح وقرى دير نظام وجيبيا وصفا القريبة. وهو ما أستدعى تحركا قانونيا بالتوازي.
يقول التميمي:” تبين لنا إن إغلاق الشارع لتنفيذ مخطط للتواصل ما بين المستوطنة والمناطق الواقعة شرق الشارع وهي المناطق المستهدفة بالمصادرة، وبالفعل تمكنا من استصدار قرار بفتح مقطعا من الشارع، بينما أصر الاحتلال على إغلاق المقطع الشرقي من الشارع ما بين دير نظام والنبي صالح باتجاه حلميش، وتراجع عن تنفيذ القرار وأصدر قرارا أخر بوضع اليد على مناطق محاذية للشارع الرئيسي المغلق لإجراءات أمنية”.
وبحسب التميمي فإن الهدف من مصادرة هذه الأراضي هو تفريغ المنطقة بهدف إنشاء حزام ناري حول المستوطنات، عودة لسيناريو عام 2005 قبل بناء الجدار لخلق تجمع استيطاني لعدم الانسحاب من المستوطنات
ضمن سيناريو جديد قديم لخلق تجمع استيطاني كبير يربط مستوطنات حلميش “عطاريت” “نحائيل” أولا مما يهدد بمصادرة 10 إلاف دونما ثم للامتداد باتجاه الجنوب من خلال ربط مستوطنات تلموند ودولت وحتى المناطق الواقعة إلى الغرب من رام الله في بيتونا وبيت عور.
ولتنفيذ المخطط الذي تحدث عنه التميمي، ستصادر 100 ألف دونما من أراضي، وفصل منطقة غرب رام الله عن المدينة نفسها، والتي تضم 50 قرية وأكثر من 100 ألف مواطن.
يقول التميمي:” تعتمد سلطات الاحتلال على المرحلية في تنفيذ مخططاتها، فإقامة كرفانات في المنطقة الشرقية من الشارع قبل ثلاثة أشهر لم تكن ردة فعل للعملية التي وقعت في حينه، تبدأ مساحات شائعة في منطقة غرب رام الله وفصلها عن مدينة رام الله”.
وعن خسارة القرية قال التميمي إن مساحة النبي صالح الأصلية هي (2850) دونم، إلى جانب آلاف الدونمات في أحواض مشتركة مع قرى المحيطة، وفي العام 1976 تعرضت المنطقة الشرقية لمصادرة أراضي لبناء مستوطنات ” نبي تسوفا” و “حلميش”.
وتابع التميمي:” أكثر من نصف أراضي القرية صودرت، ومؤخرا هناك مصادرة 700 دونما جديدة لتغير الطريق الواصل ما بين قرية النبي صالح ورام الله وتحويلة من الطريق الواصل من جنوب الأحراش إلى شمالها وهذا يعني إن جميع منطقة الأحراش، وهذا يعني إنه لن يبقى لأهالي القرية سوى المنطقة الواقعة وسط القرية”.