أجمع محللون أن الاستعداد لعقد مؤتمر مقاومة التطبيع في الخليج، يأتي تأكيداً على أن الشعوب العربية ما زالت ترفض التطبيع مع الاحتلال “الإسرائيلي”، وإحياءً للقضية الفلسطينية، وأنه إنذار لبقية الشعوب العربية للوقوف في وجه هرولة الأنظمة العربية نحو التطبيع.
يذكر، أن حركة مقاطعة “إسرائيل” في الخليج (BDS Gulf)، تعكف على تنظيم مؤتمر مقاومة التطبيع في الخليج العربي، تحت رعاية رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، وباستضافة الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية، في تاريخ 17 نوفمبر 2017 في الكويت.
المحلل السياسي عبد الستار قاسم، أكد أن هذا المؤتمر دليل على أن الصراع، صراع عربي صهيوني، وليس صراعاً فلسطينياً صهيونياً، مؤكداً انتماء دول الخليج للأمة العربية ودفاعهم عن القضية العربية، وعلى رأسها قضية فلسطين.
وأضاف قاسم أن المؤتمر يندرج تحت الموقف العربي الشعبي من الكيان الصهيوني، والذي يختلف جذرياً عن أغلب مواقف الحكومات العربية، مشيراً إلى أن بعض الحكومات العربية من دول الخليج تهرول نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني، وتحاول معه اقتصادياً وتجارياً وعسكرياً.
وتابع قوله :” هناك شعوب عربية ما زالت ترفض التطبيع، وترفض الاعتراف بـ”إسرائيل” وإقامة أي علاقة معها، وقد سبّقَ في الأسبوعيين الماضيين أن قامت مظاهرات في تونس ضد التطبيع ومظاهرات في المغرب، وهذا يدلل على عمق القضية الفلسطينية في نفوس العربية.
وعن أهمية هذه مؤتمرات مقاومة التطبيع، أوضح قاسم، أنها تمثل الموقف العربي الموحد، على الرغم من إصرار بعض الانظمة العربية على ترسيخ التجزئة العربية والتمزق العربي، لافتاً إلى دور هذه المؤتمرات بالنسبة للشعب الفلسطيني.
وقال قاسم: “إن رفض الدول العربية والإسلامية التطبيع مع الاحتلال وإحياء للقضية الفلسطينية، ورسالة للذين يظنون القضية الفلسطينية قد ماتت في نفوس العرب “أن عليهم مراجعة أنفسهم”.
وشدد قاسم، على دور مؤتمرات مقاومة التطبيع، في توعية وتثقيف الشعوب حول القضية الفلسطينية وممارسات الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني، لافتاً أنها تشكل كوابح نحو هرولة الحكومة والأنظمة نحو الكيان الصهيوني.
وأشار إلى أنها ستجعل الحكومات والأنظمة أكثر حذراً في التعامل مع التطبيع والتعامل مع الاحتلال تحت الطاولة.
من جهته، يرى المحلل السياسي مصطفى الصواف، أن هذا المؤتمر جاء لرفع الستار عن الدول المنبطحة التي ترى التطبيع مع الاحتلال وسيلة للبقاء، مشيراً إلى أن غالبية الشعوب العربية ضد عملية التطبيع وإقامة العلاقات مع الاحتلال.
وأوضح الصواف أن من يقوم بالتطبيع من المسؤولين مع الاحتلال لا يخدمون إلا مصالحهم الخاصة فقط، وأن عقد المؤتمر في الخليج في هذا الوقت بالذات، يأتي لوقف حالة الهرولة والتطبيع مع الاحتلال،
وأضاف الصواف، أن هذا المؤتمر يدلل على أن الشعب العربي ضد عملية التطبيع، ويريد إيصال إنذارات إلى بقية الشعوب للوقوف في وجه تطبيع الأنظمة العربية مع الاحتلال.
وأكد الصواف، أن مثل هذه المجموعات الرافضة للتطبيع، ستعمل على إثارة حالة من الوعي بين المواطنين، مشيراً إلى أنها مسألة مهمة تحتاج إلى وقت كبير لفهم مخاطر التطبيع.
وتوقع أن تؤدي حملات المقاطعة على الأقل، إلى ثورة اجتماعية داخل المجتمعات وتقف حائلاً دون أن تتورط أنظمتها في التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي.
ولم يستعبد المحلل السياسي، أن تقوم بعض الأنظمة بإجراءات ضد هذه المجموعات الرافضة للتطبيع، والقيام بإعتقالهم أو اغتيالهم، مؤكداً أن من يريد الانتصار وتحقيق شيء لشعبه وأمته عليه أن يتحمل جزء من تبعات ذلك.
وقال: “إن انطلاق المؤتمر من الكويت سيُنمَي هذه الفكرة لتطبيقها في بقية الدول العربية”.
وكانت عضو اللجنة التنسيقية للمؤتمر مريم الهاجري، صرحت بالقول: “يأتي تنظيم هذا المؤتمر رداً على التوجهات التطبيعية مع العدو الصهيوني التي تشهدها المنطقة مما يدعو لضرورة إبراز الصوت الشعبي في الخليج الرافض للتطبيع، والتصدي لمحاولات التطبيع بكافة أشكاله المباشرة وغير المباشرة”.
وأضافت: “تقع على عاتقنا مسؤولية كبيرة تجاه حماية دولنا من خطر المشروع الصهيوني وكذلك إزاء شعب فلسطين وقضيته العادلة، وأهمها توعية الأجيال القادمة بهذه القضية الإنسانية والانخراط في سبل المقاومة المتاحة أمامنا”.
ودعت كافة القطاعات الشعبية والرسمية للمشاركة في هذا المؤتمر، مؤكدة أنه سيتم العمل على ترجمة نتائج وتوصيات المؤتمر إلى سياسات رسمية وعملية تعكس وجهة النظر الشعبية فيما يتعلق بنصرة القضية الفلسطينية ونضالنا المشترك في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي.
يذكر أن الدعوة مفتوحة لكافة المهتمين والنشطاء في دول الخليج العربي للحضور والمشاركة في أعمال المؤتمر.