استشهد مواطن متأثراً بإصابته برصاص مستوطن خلال عمله في أرضه شرق قرية قصرة، جنوب مدينة نابلس، أمس، في حين نفذت جماعات من المستوطنين عدة اعتداءات ضد المواطنين وأراضيهم في عدة مناطق في شمال الضفة.
وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية: إن مستوطنين من البؤرة الاستيطانية “ياش كود” اقتحموا أراضي المزارعين في قرية قصرة، وهاجموا المواطن محمود أحمد زعل عودة (48 عاماً) خلال عمله في أرضه بمنطقة راس الخيل شرق القرية، وأطلقوا عليه الرصاص ما أدى إلى إصابته برصاصة بصدره، ما أدى إلى استشهاده بعد وقت قصير متأثراً بجروحه.
كما أصيب المواطن فايز فتحي حسن برصاص المستوطنين في قدمه، فيما احتجز الاحتلال نجل الشهيد في معسكر حوارة العسكري.
وذكرت مصادر محلية في قصرة أن أهالي البلدة هرعوا إلى منطقة راس الخيل بعد توجيه نداء استغاثة عبر سماعات المساجد، واندلعت مواجهات عنيفة بينهم وبين المستوطنين وقوات الاحتلال التي حضرت لحمايتهم، أسفرت عن إصابة مواطن آخر. واحتجز أهالي قصرة نحو 15 مستوطناً داخل أحد الكهوف قبل أن يتم إطلاقهم.
من جهته، ادعى الجيش الإسرائيلي أن المستوطن أطلق النار بعد أن تم استهداف مجموعة من المستوطنين كانت تتجول قرب المكان بإلقاء الحجارة عليهم من قبل فلسطينيين.
وقال متحدث عسكري إسرائيلي لوكالة فرانس برس: “وصلت وحدة من الجيش إلى الموقع وقدمت المساعدة الطبية للفلسطيني مع ضمان أمن المتجولين”.
وبحسب الإذاعة العامة الإسرائيلية فإن المستوطنين قرروا التجول للاحتفال بعيد بلوغ أحد الفتيان من مستوطنة قريبة. وقام والد أحد هؤلاء الفتيان بإطلاق النار من سلاحه الخاص.
كما أصيب ثمانية مواطنين على الأقل بالحجارة، كما أصيب عدد آخر بالغاز المسيل للدموع، بعد هجوم عشرات المستوطنين من “فتية التلال” من مستوطني “يتسهار” على قرية عصيرة القبلية جنوب نابلس، كما اقتحم مستوطنون سبسطية بحماية جنود الاحتلال، حيث قام العديد من المواطنين بالتصدي لهم.
وقال رئيس مجلس عصيرة حافظ صالح: إن “أكثر من خمسين مستوطناً مسلحاً هاجموا المنطقة الشرقية من عصيرة القبلية، وأطلقوا عدة طلقات نارية بالهواء ثم اندلعت اشتباكات بالحجارة بين المواطنين والمستوطنين القادمين من مستوطن “يتسهار” المحاذية للقرية”.
وأضاف صالح: إن “قوات الاحتلال تدخلت مباشرة، وشرعت بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية باتجاه المواطنين، مما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق”.
وأكد أن خمسة مواطنين على الأقل أصيبوا نتيجة رشق منازلهم بالحجارة، وجراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
كما أصيب شابان من القرية، بعد اعتداء مجموعة من المستوطنين عليهما. وأكد مدير الإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في محافظة نابلس أن طواقم الإسعاف نقلت شابين لتلقي العلاج في مستشفى رفيديا أصيبا في الرأس والظهر، بعد اعتداء مستوطنين عليهما بالضرب، حيث وصف وضعهما الصحي بالمستقر.
فيما اقتحمت مجموعة من المستوطنين، أمس، مستوطنة “حومش” المخلاة، والتي كانت مقامة قرب بلدة سيلة الظهر جنوب جنين.
وقالت مصادر أمنية فلسطينية: إن مجموعة من المستوطنين اقتحمت موقع المستوطنة تحت حراسة من قوات الاحتلال على شارع جنين– نابلس، ومارست أعمال عربدة، وأدت طقوساً دينية.
قتل في قصرة
وكان المزارع عودة، ذهب، أمس، برفقة زوجته وأبنائه لحراثة أرضه وتقليم أشجارها، في قصرة.
وحاول عودة وهو أب لسبعة أطفال أكبرهم يبلغ من العمر ستة عشر عاماً، طرد قرابة 20 من فتية المستوطنين من أرضه، فباغته أحد الحاخامات الذي كان يرافقهم برصاصة استقرت في صدره، واستشهد على إثرها.
وقال عضو بلدية قصرة عماد جميل لـ”وفا”: إن 20 مستوطنا، هاجموا عودة في أرضه بمنطقة رأس الخيل، فحاول صدهم برفقة عائلته التي اضطرت للهرب عند رؤية المستوطنين، إلا أن حاخاماً كبيراً معروفاً بجرائمه واعتداءاته المتكررة على البلدة، أطلق الرصاص الحي عليه، حيث اخترقت الرصاصة صدره وخرجت من ظهره.
وأشار جميل إلى أن المستوطنين القتلة بعد أن نفذوا جريمتهم لجؤوا لمغارة قريبة، حيث حاصرهم الأهالي هناك، إلا أن قوات الاحتلال أطبقت حصاراً على البلدة، ونقلت المستوطنين بحافلات لمستوطنتهم.
وأكد جميل أن “المستوطنة تبعد ما يقارب 15 كم عن أرض عودة، حيث تسلل المستوطنون للمنطقة القريبة من منازل المواطنين لهدف واضح وهو القتل”.
ولم تكن جريمة قتل عودة الأولى لهؤلاء المستوطنين، فقد أعدموا عام 2011 الشاب عصام بدران تحت حماية وحراسة من قوات الاحتلال، كما تشهد أراضي البلدة وأشجارها على أيديهم الملطخة بالإجرام وحرق الأشجار وتقطيعها.
ونوه جميل بأن الشهيد عودة بنى قبل سنوات منزلاً زراعياً صغيراً في أرضه البالغة مساحتها سبعة دونمات، وأنه تلقى أكثر من مرة تهديدات بهدمه، كما تعرض لعدة اعتداءات من المستوطنين أثناء عمله في أرضه.
وشهدت بلدة قصرة مواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال منذ لحظة إعلان استشهاد عودة، حيث أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي، حيث أصيب الشاب فايز فتحي حسن بالرصاص الحي في قدمه، وتم نقله لمستشفى رفيديا لتلقي العلاج، فيما أصيب آخرون بالاختناق.
المصدر : وكالات