قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال اللقاءات التي جمعته بقيادات الاتحاد الأوروبي، إن حكومته لن تمس بالمشروع الاستيطاني بالأراضي الفلسطينية المحتلة، ولن تقوم بإخلاء أي تجمع استيطاني وستواصل البناء والتوسع بالمستوطنات.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن جلسات نتنياهو مع قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل شهدت لحظات من التوتر والتباين بالمواقف، حيث أعلن قادة أوروبا رفضهم لقرار الرئيس الأميركي، بأن القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، فيما وجهوا انتقادات شديدة اللهجة لسياسة الحكومة الإسرائيلية وخاصة بكل ما يتعلق بالمشروع الاستيطاني.
وعاد نتنياهو مساء امس الثلاثاء، إدراجه للبلاد عقب عدم حصوله على الدعم الذي كان يؤول إليه في العاصمة البلجيكية بروكسل، حيث زارها للقاء رئيس المفوضية الأوروبي جان كلود يونكر، ووزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، لاغيا لقاءه بيونكر.
ولفت الانتباه استقبال الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية الأمنية فريدريكا موغريني، لنتنياهو الذي زار الاتحاد الأوروبي على مستوى رئيس حكومة بعد 22 عاما، خارقة البروتوكول.
واتهمت مصادر مقربة من نتنياهو الأوروبيين بتسريب معلومات عمدا خلال زيارته إلى أوروبا قائلة “إننا لا نقول في الاجتماعات معلومات أو مواقف لا نريد نشرها”.
وذكر مسؤولون إسرائيليون حضروا اجتماع نتنياهو مع وزراء الخارجية الأوروبيين، أن نتنياهو أبلغ الحاضرين إنه لن يكون مستعدا للمساس بالمستوطنين في إطار اتفاقية سلام مستقبلية مع الفلسطينيين، وإنه سيرفض إخلاء المستوطنات.
ونقلت صحيفة “معاريف” عن المصادر الإسرائيلية قولها إن “نتنياهو شدد على الموقف الإسرائيلي خلال الاجتماع، وقال إن المستوطنين ليسوا الضحية التي يجب تقديمها على المذبح، وبالتالي في أي أتفاق مستقبلي لن يتم إخلاء أحد من منزله، لا يهود ولا عرب”.
وبالإضافة إلى ذلك، أوضحت المصادر أن حقيقة محتوى المحادثة سيسرب قريبا تم أخذه في عين الاعتبار وأوضحت: “نحن لا نقول في الاجتماعات المعلومات والمواقف التي لا نريد نشرها”.
وفى وقت سابق هذا الأسبوع، نشرت القناة العاشرة اقتباسات من المحادثة بين نتنياهو والرئيس الفرنسي الذي قال إن “المشكلة هي بعد إعلان ترامب بشأن القدس، إذ سيكون من الصعب دفع مبادرة سلام”، مضيفا “علينا أن ننتظر بضعة أسابيع أو أشهر حتى يبرد الجو وتهدئ الأوضاع”.
ووفقا للقناة، قال رئيس نتنياهو لماكرون إنه مستعد لتقديم تنازلات ضمن خطة ترامب، فيما نفى مكتب نتنياهو جوهر هذه المحادثات، موضحا أن نتنياهو أكد لماكرون بأن خطة ترامب ستضعه كما أبو مازن أمام تحديات، وعلى ما يبدو أن هناك مصلحة أوروبية في عرض الأمور بشكل مختلف.
وادلى نتنياهو ببعض التصريحات قبيل جلسة العمل مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، أفاد من خلالها بأنه يعتقد بأن كافة الدول الأوربية ستلتزم بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي اتخذه في السادس من الشهر الجاري بخصوص نقل سفارة بلاده إلى القدس، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
إلا أنه في المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب لقاءه وزراء خارجية الاتحاد الأوربي، قالت موغريني: “قد يحتفظ نتنياهو بتوقعاته بهذا الشأن بالنسبة للدول الأخرى، إلا أن الاتحاد الأوروبي لن يلقي خطوة من هذا القبيل”.
وأشارت موغريني إلى أن وزراء خارجية 28 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، وجهوا رسالة واضحة لنتنياهو، وقالت: “وزراء الخارجية وضحوا لنتنياهو بأنهم متفقين في الرأي بخصوص أن الحل الوحيد هو حل الدولتين على أن تكون القدس عاصمة للدولتين”.
وأعرب وزراء الخارجية خلال اللقاء عن ردة فعل شديدة إزاء قرار إعلان الولايات المتحدة الأميركية القدس عاصمة لإسرائيل، وأكدوا على أنهم لن ينقلوا سفارات بلادهم الى القدس.
وعليه ألغى نتنياهو لقاءه برئيس المفوضية الأوروبية يونكر، وغادر بروكسل.
هذا ولم يصدر أي تصريح رسمي عن سبب إلغاء لقاء يونكر نتنياهو، إلا أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي أشاروا إلى أن الوفد الإسرائيلي عزى السبب لسوء الظروف الجوية.
وأشارت مصادر من الاتحاد الأوروبي إلى أن نتنياهو غادر بسبب الانتقادات التي تعرض إليها خلال اجتماع وزراء الخارجية وفتور اللقاء.