الرئيسية / ملف الاستيطان والجدار / توسيع مستوطنة يهدد بإغراق قرية وادي فوكين

توسيع مستوطنة يهدد بإغراق قرية وادي فوكين

تكتب “هآرتس” ان الكثير من سكان قرية وادي فوكين الفلسطينية، لم يتمكنوا من النوم، ليلة الجمعة الماضية. فكما في كل يوم ممطر في هذا الشتاء، عملوا على حفر القنوات وبناء متاريس من الطين والحجارة، ومحاربة التدفق القوي للمياه التي غمرت شوارع القرية وهددت بإغراق منازلهم. وتعتبر هذه الفيضانات في وادي فوكين ظاهرة جديدة بدأت في السنوات الأخيرة – وهي من صنع الإنسان.

وترتبط هذه الفيضانات بأعمال توسيع مستوطنة “تسور هداسا” الواقعة فوق القرية، حيث يجري العمل هناك على بناء حي جديد. ونتيجة لأعمال البناء تم تحويل مناطق طبيعية كانت تمتص مياه الأمطار وتخفف من تدفقها إلى مناطق مغطاة بالأسفلت والخرسانة، ما جعل المياه تتدفق بسرعة إلى أسفل الجبل باتجاه القرية الفلسطينية.

وهناك مشكلة أخرى، لا تقل خطورة عن الفيضانات، وهي أن هذه الأعمال منعت وصول المياه إلى ينابيع وادي فوكين. ووفقا لسكان القرية فقد حدث انخفاض حاد في إمدادات المياه في الينابيع، التي تستخدم للري على مدار السنة. وستناقش لجنة التخطيط والبناء الإقليمية، اليوم الاثنين، مخطط توسيع مستوطنة “تسور هداسا” بثلاثة أضعاف حجمها الحالي.

ووفقا للخطة، سيتم بناء حيين إضافيين مع الأف الوحدات السكنية في المستوطنة، ومن المتوقع أن تزداد الفيضانات في الشتاء وتجف الينابيع في الصيف. لكن الخط الأخضر يمر بين “تسور هداسا” ووادي فوكين، ومن المقرر إقامة جدار فاصل هناك. لذلك، يقول المعارضون، أن المخططين في وزارة الإسكان يتجاهلون الآثار المترتبة على سكان القرية الفلسطينية الصغيرة. بينما تدعي وزارة الإسكان أنها قامت بإجراء الاختبارات الجيولوجية اللازمة.

وحول ما حدث ليلة الجمعة، قال عماد مناصرة المقيم في القرية: “لقد عملنا 16 شخصا تقريبا طوال الليل، وأقمنا أكوام من الحجارة والطين، وقمنا بإخراج المسنين من منازلهم ونقلهم إلى شقة أخرى. لقد كانت كميات كبيرة من المياه، ليست بسيطة بتاتا”. ويضيف مناصرة، الذي يقع منزله في منحدر المصب القادم من هداسا: “لقد بدأت كل هذه المشكلة عندما قاموا ببناء الحي الجديد، فحتى ذلك الحين كانت الطبيعة تمتص هذه المياه. كانت المياه تجري مثل النهر، وقد تمكنا في هذه المرة من إنشاء قناة ولم يدخل الماء إلى المنزل”. وفي العام الماضي، قام السكان ببناء أنظمة صرف خاصة مصممة لحرف المياه عن المنازل، لكنهم لا يستطيعون تحمل العبء على الدوام، ويشير السكان إلى الأضرار الناجمة عن الرطوبة والعفن الذي أصاب المنازل بسبب تيارات المياه.

ويعيش 1،300 فلسطيني في وادي فوكين. وتبدو القرية الصغيرة وكأنها قزم سجن بين عملاقين: “تسور هداسا” من الغرب ومستوطنة المتدينين “بيتار عيليت” من الشرق. ويعتبر تاريخ هذه القرية فريد من نوعه، فقد تم خلال حرب الاستقلال وعمليات الانتقام بعد الحرب، تدمير منازل القرية، وتم طرد سكانها. وفي عام 1972، سمحت إسرائيل للسكان بالعودة إليها وإعادة بناء المنازل بشكل استثنائي. وقال السكان للأديب ديفيد غروسمان، الذي أجرى مقابلات معهم في كتابه “الزمن الأصفر” في عام 1987، أن الحكم العسكري اضطر إلى إخلاء مكان في مخيم الدهيشة للاجئين.

القرية معروفة بينابيعها ال- 11، وبركة تجميع المياه على طول الوادي، والتي تروي الأراضي الزراعية والمدرجات الخضراء. لكن الجيران يجعلون الحياة صعبة في الوادي، وفي السنوات الأخيرة، غمرت مياه الصرف الصحي التي تتدفق من “بيتار عيليت”، حقول القرية عدة مرات، وتم تسجيل أعمال تخريب للينابيع وبرك تجميع المياه، من قبل المستوطنين أو الزوار غير المرغوب فيهم. ويبدو أن هذه المشاكل تتقزم أمام المياه المتدفقة من “تسور هداسا” وجفاف الينابيع.

وإلى جانب سكان القرية، هناك سكان من “تسور هداسا”، وجمعية حماية الطبيعة في إسرائيل ومنظمة إكو- بيس، بين المعارضين لخطة توسيع المستوطنة. ويعتمد هؤلاء، من بين أمور أخرى، على دراسة أجرتها الدائرة الهيدرولوجية الحكومية التي ذكرت أن “هذه منطقة ذات حساسية هيدرولوجية عالية جدا” وأن “التحليل الأولي يشير إلى أن تنفيذ الخطة يمكن أن يسبب أضرارا لنظام المياه الجوفية الإقليمي والمحلي”.

عن nbprs

شاهد أيضاً

مستوطنون يهاجمون قرية برقا شرق رام الله

هاجم مستوطنون، مساء الأربعاء، أطراف قرية برقا شرق رام الله، قبل أن تقتحم قوات الاحتلال …