التقى وفد من قيادة الحزب الشيوعي اللبناني ضم الأمين العام حنا غريب وعضوية سلام أبو مجاهد واحمد داغر مع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تيسير خالد في مكتب الجبهة في بيروت بحضور أعضاء قيادة الجبهة في لبنان الرفاق: علي فيصل، سهيل الناطور وفتحي كليب.
واستعرض خالد اهم التطورات منذ قرار الرئيس الأمريكي بشأن القدس واعتبر ان الادارة الامريكية تحاول ضرب اهم ركائز القضية الفلسطينية من خلال استهداف قضايا القدس وحق العودة عبر وكالة الغوث وتشريع الواقع الاستيطاني الصهيوني في الضفة الغربية وفرض السيطرة الامنية الاسرائيلية على جميع اراضي الضفة، مشيرا الى ان الشعب الفلسطيني أكد بايمانه بعدالة قضيته وارادته القوية وعزيمته واصراره قادرعلى التصدي لهذه الهجمة وافشالها واحباط هذا المشروع الامريكي باعتباره مشروعا استعماريا ليس فقط بالنسبة للشعب الفلسطيني بل ولجميع الشعوب العربية التي ما زالت مستهدفة بمشاريع التفتيت والتقسيم.
واعتبر ان ردة فعل دول العالم على الاجراءات الامريكية كانت بمثابة الاستفتاء الدولي على دعم الحقوق الفلسطينية حيث كانت الامم المتحدة واحدة من عناوين هذا الاستفتاء وشكلت احدى ساحات المواجهة لجهة الصفعة التي تلقتها الادارة الامريكية برفض دول العالم للقرار الامريكي رغم حملات التهديد العلني والعقاب الاقتصادي لهذه الدول، وثاني هذه العناوين التحركات الشعبية التي عمت مختلف مدن العالم والتي اكدت بدورها ان القضية الفلسطينية لا زالت القضية المركزية لشعوب الامة العربية وان سعى البعض لاختلاق صراعات طائفية ومذهبية في محاولة لتغيير بوصلة النضال العربي على غير وجهته الحقيقية لعبة خطرة ولن بكتب لها النجاح.
وشدد على انه في المدى الراهن فان قوى التحرر والتقدم من حركات سياسية وحزبية ونخب فكرية وثقافية مطالبة بالتصدي لمهمتين اولهما مقاومة ومواجهة سياسة التطبيع بمختلف اشكاله السياسي والثقافي والفني والاقتصادي وهي السياسة التي يسعى البعض الى فرضها على شعوبنا تحت دعاوى وتبريرات زائفة، وثانيها تفعيل حملات المقاطعة للمنتوجات الامريكية وللشركات والمؤسسات التي تدعم النشاطات الاستيطانية في الضفة والقدس. معتبرا ان النجاح في هذين الميدانين يعتبر مساهمة جوهرية في افشال احد اهم حلقات مشروع الحل الامريكي في شقه الاقليمي.
من جهته اعتبر حنا غريب ان التحركات الشعبية في المدن العربية وفي بيروت اكدت ان القضية الفلسطينية لا زالت قضيتنا المركزية وان لا خيار امامنا الا خيار وحدة شعوبنا العربية على أرضية المقاومة السياسية والعسكرية والاقتصادية. معتبرا ان المشروع الأمريكي يستهدف السيطرة على المنطقة تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية ما يعني ان جوهر أي مشروع عربي تحرري يجب ان يستند الى مواجهة المشروع الأمريكي.
واكد ان المطلوب اليوم هو استعادة زمام المبادرة، إذ بقدر ما يكون الموقف الفلسطيني متماسكا وصامدا وحاملا لسياسة موحدة بقدر ما تكون كل القوى العربية التحررية التقدمية مبادرة لدعم هذه السياسية، مشددا على ان هذه القوى ليست داعمة للمشروع التحرري الفلسطيني بل هي شريك حقيقي في مواجهة المشروع الأمريكي الإسرائيلي.