ما زال الخلاف الدبلوماسي بين بريطانيا وروسيا بعد حادث تسميم جاسوس روسي سابق من الموضوعات الرئيسية التي تحظى بتغطية واسعة في الصحف البريطانية الصادرة الاثنين، أما أبرز قضايا الشرق الأوسط فكانت انتخابات الرئاسة في مصر وآخر التطورات في عفرين في سوريا.
البداية من صحيفة فاينانشال تايمز، ومقال لهبة صالح من القاهرة بعنوان “المصريون تضربهم زيادة لا هوادة فيها في الأسعار بينما يتجه السيسي للفوز بالانتخابات”. وتقول صالح إن عاطف عوض، وهو مواطن مصري وأب لثلاثة أطفال، يؤيد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ولكنه لن يدلي بصوته في الانتخابات الرئاسية، التي من المزمع أن يفوز فيها السيسي بدورة رئاسية ثانية.
وتضيف أن عوض، كغيره من المصريين الذين ضرهم التضخم وارتفاع الأسعار، لديه احتياجات أهم من التصويت في الانتخابات: “السيسي سيفوز…ولهذا من غير المهم” التصويت في الانتخابات، حسبما يرى عوض الذي يعمل في يعمل في وظيفتين في محاولة لكسب قوت أسرته.
وتقول صالح إن المنافس الرئيسي للسيسي في الانتخابات التي تبدأ يوم 26 مارس/آذر سياسي مغمور “استعين به في اللحظة الأخيرة لتجنب إحراج سباق رئاسي بلا منافس”، حيث “تم اعتقال المرشحين الآخرين أو انسحبوا من السباق، حيث اشرف السيسي على حملة من الإجراءات المشددة استمرت أربع أعوام، استهدفت الإسلاميين بشكل خاص، ولكنها شملت ايضا نشطاء علمانيين والإعلام والجماعات الأهلية”.
وتقول صالح إن الكثير من المصريين على قناعة أن الانتخابات ليست مجرد “إجراء هزلي” ولم يبق لهم إلا الأمل في أن تعطي إعادة انتخاب السيسي دفعة للاقتصاد المريض. وتضيف أنه على الرغم من سلسلة من الإصلاحات القاسية، لم يطرأ أي تخسن على حياة الملايين من الأسر التي تعاني للعيش على دخل محدود.
وتقول صالح إن الأشهر الثمانية عشر الأخيرة كانت قاسية على نحو خاص، حيث أدى الخفض الكبير في الدعم على الوقود وانخفاض قيمة الجنيه المصري في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 للحصول على قرض قدره 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي إلى هبوط كبير لقيمة الجنيه أمام الدولار. كما ارتفع التضخم إلى أكثر من 30 في المئة.
وتقول صالح إنه تحسبا للتأثير على الإقبال على الانتخابات، قررت الحكومة المصرية ألا تطبق الحزمة الجديدة من خفض الدعم على الوقود إلا في منتصف العام، بعد انتهاء الانتخابات بفترة طويلة.
اسرة كردية في عفرين
وننتقل إلى صحيفة التايمز وتقرير لبل ترو من عفرين بعنوان “المواجهة مع حلفاء الناتو تلوح بعد سيطرة تركيا على عفرين”. وتقول ترو إن القوات المدعومة من تركيا اجتاحت وسطة بلدة عفرين أمس، مما يزيد من احتمال شن القوات التركية هجمات على القوات الكردية في شمال سوريا، حيث تدعمهم القوى الغربية.
وتضيف أنه بعد انتزاع السيطرة على البلدة من القوات الكردية بعد شهرين من التقدم داخل سوريا، تعهدت حكومة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بالتحرك للسيطرة على مناطق ما زالت تسيطر عليها القوات الكردية غربي نهر الفرات، حيث تدعمهم الولايات المتحدة وغيرها من حلفاء الناتو.
وقال اردوغان إن القوات السورية سيطرت على وسط عفرين أمس، مجبرة وحدات حماية الشعب الكردية على الهرب. وتضيف أن القوات الأمريكية، التي كانت تساعد وحدات حماية الشعب الكردي، كانت في السابق متمركزة في البلدة ذات الأهمية الاستراتيجية. وقد تواجه مواجهة مباشرة مع القوات التركية، إذا أمرت أنقرة قواتها بالتقدم.
وتقول ترو إن الصراع في عفرين وضع تركيا في مواجهة الولايات المتحدة، التي كانت ذات يوم حليفتها ضد الرئيس السوري بشار الأسد، مما يزيد من تعقيد الحرب الدائرة في سوريا منذ أكثر من سبع سنوات.
“خطة للهرب”
وفي صحيفة الغارديان نطالع تحليلا لأندرو روث بعنوان “الفوز في الانتخابات كان سهلا، والآن بوتين في حاجة لخطة للهرب”. ويقول روث إن فكرة إعادة انتخاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم تكن قط محل شك، ولكن ما ستجلبه الفترة الرابعة لبوتين في السلطة هو الأمر الذي يحمل الكثير من التساؤلات.
ويضيف أن الأعوام الستة عشر الماضية عمقت الصراع بين روسيا مع الغرب وزعزعت الاقتصاد الروسي، ولكن بوتين انتهى فترته الرئاسية الثالثة وهو أقوى من عام 2012.
وتقول إن المفارقة في الأمر هو أن المحللين وشخصا مقربا من الكرملين قالوا إن أول ما يتوجب على بوتين فعله بعد الفوز بدورة رابعة هو إعداد خطة للهرب.
وقال كونستانتين غاتزي، الصحفي والمعلق السياسي في مركز كارنغي في موسكو “الفكرة الكبيرة في الفترة الرئاسية الجديدة هي التوصل لوسيلة لنقل السلطة تضمن سلامته وسلامة عدد كبير من المقربين له”.
وأضاف “أعتقد أنه سيجد الأمر أكثر سهولة إذا بقى رئيسا مدى الحياة”. ويقول روث إن سياسة الكرملين أصبحت “رياضة من رياضات الصيد”. وأضاف أنه في عام 2007، عندما اختار بوتين دميتري مدفييدف كخليفته المؤقت، شعرت الصفوة الروسية أنها يمكن أن تدعم مدفييدف أو أي منافس سياسي دون خوف.
ويقول إنه مع انكماش الاقتصاد ومناورات النخبة الروسية للنجاة في أي معركة مقبلة لخلافة بوتين، فإن الهجمات والأسلحة أصبحت علنية. وقال شخص مقرب للكرملين للصحيفة “لا يوجد من يتم تدريبه لخلافة بوتين ولهذا يظن الجميع أنهم قد يخلفوه”.