وثقت الفضائيات ووسائل الإعلام في مشهد حي ومباشر جرح قلوب وأبكى عيون كل من شاهده، إعدام قوات الاحتلال الاسرائيلي للشهيد عبد الفتاح بهجت عبد النبي (19 عامًا)، من سكان شمال قطاع غزة.
وقضى عبد الفتاح، أمس الجمعة، بعيار ناري أطلقه قناص في جيش الاحتلال في مؤخرة رأسه، شرق جباليا شمال القطاع، وهو يركض حاملاً إطار سيارة لإشعاله في مسيرات يوم الأرض السلمية.
وقال ابن خال الشهيد، صبري عبد النبي، إن “الكل تابع لحظة الاستشهاد، وهي وجود شابين قبالة جنود الاحتلال شرق جباليا، أحدهما لا نعرف اسمه، وكان يحمل إطار سيارة حاول إشعاله أكثر من مرة، وفشل في ذلك بسبب استهدافه من قناصة الاحتلال عدة مرات ونجا من الموت، والشاب الثاني كان الشهيد عبد الفتاح الذي كان خلف الشاب الأول”.
وأضاف: “ما ان ترك الشاب الأول الإطار من كثافة نيران القناصة، حتى التقطه عبد الفتاح، منه بعد سقوطه على الأرض، وحمله لمسافة قصيرة قبل أن تباغته رصاصة قاتلة في رأسه من الخلف، أطلقها عليه قناص إسرائيلي مجرم حاقد. ليسقط عبد الفتاح على مرأى المتابعين لوسائل الإعلام، شهيداً أعزلا من شهداء اليوم الخالد، ومسيرة العودة”.
بدورها، قالت والدة الشهيد أم علاء، “لدي غير عبد الفتاح ثلاثة شباب أتمنى أن يلحقوا به شهداء، فالشهادة هي مهر حرية الوطن، والوطن غالي ومهره غالي، والحمد لله أن شرفني بشهادته”.
أما شقيق الشهيد الأكبر علاء، فقال: “نحن من بلدة سمسم المهجرة، وذهب أخي الأعزل ليشتم رائحة بلدتنا، التي هجر منها أهلنا، وفيديو لحظة إعدامه توثق كيف أعدمه قناص إسرائيلي قاتل، والحمد لله أن منّ الله على أخي بالشهادة في سبيله، وكنت لحظته الأخيرة وأكرمه الله بأن اشتم رائحة أرضنا المحتلة”.
وأضاف: “ليشهد العالم أن الاحتلال أعدم مواطنين عزل تظاهروا سلميا للتعبير عن تمسكهم بحق العودة، وسنعود إلى أرضنا طال الزمن أو قصر، وممارسات الاحتلال لن تمنعنا عن العودة في مسيرة سلمية أخرى وسنعود حتما إلى أرضنا وقرانا المدمرة، فحقنا في العودة مقدس لا تنازل عنه”.