خليل الشيخ:
هز مشهد قتل جنود الاحتلال الطفل محمد أيوب (15 عاماً) من مخيم جباليا، مشاعر الملايين، خاصة بعد انتشارها على وسائل التواصل الاجتماعي، علاوةً على الحزن الذي خيّم على عائلته وطلاب صفه وأصدقائه.
وشارك الآلاف من المواطنين، أمس، في تشييع الشهيد “محمد” إلى مثواه الأخير، وسط مشاعر الحزن والغضب التي خيمت على المشيعين.
ووقف زملاء محمد، الطالب في الصف التاسع بمدرسة في جباليا، دقيقة حداد على روحه الطاهرة في الطابور الصباحي، وسط مشاعر الحزن والغضب على رحيله، ليخرجوا في وقت لاحق من المدرسة في مسيرة احتجاجية، تنديداً بجريمة قتل زميلهم برصاص الاحتلال، وليتوجهوا بعدها لتقديم واجب العزاء لعائلته.
وطالب المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف بالتحقيق في ظروف استشهاد الطفل محمد إبراهيم أيوب (15 عاماً) من بلدة جباليا، برصاص قوات الاحتلال.
وقال ملادينوف في تغريدة على “تويتر”: إن “إطلاق النار على الأطفال أمر مشين. كيف يمكن أن يساهم قتل طفل بغزة في تحقيق السلام؟ هذا غير ممكن! بل إن ذلك يغذي الغضب ويولد المزيد من القتل. يجب حماية الأطفال من العنف وعدم تعريضهم له، كما لا يجوز قتلهم. يجب التحقيق في هذه الحادثة المأساوية”.
فيما أعرب مدير عمليات وكالة الغوث (أونروا) ماتياس شمالي، عن أسفه لاستشهاد الطالب “محمد”، واعتبار أطفال غزة أهدافاً للجيش الإسرائيلي.
وأضاف “شمالي”، في تصريح صدر أمس: “الطفل الذي قُتل، كان طالباً آخر في مدارس وكالة الغوث، فيما قتل طالبان آخران من قبل”، مضيفاً: “يجب ألا يكون الأطفال أهدافاً”.
وكان الطفل أيوب يشارك جموع المتظاهرين الذي قدموا للمنطقة الحدودية شرق جباليا، أول من أمس، لكنه رصاصة متفجرة أطلقها قناص اخترقت رأسه وسط صيحات الألم والغضب وتكبيرات المتظاهرين.
وأكدت مشاهد قتل الطفل “أيوب”، التي بثتها وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، تعمد قوات الاحتلال قتل المدنيين والأطفال.
وبحسب أفراد من عائلته، فقد ارتدى الطفل “محمد” أجمل ما لديه من ملابس دون أن يدري أنه سيكون أحد ضحايا هذا العدوان.
وفور وصول نبأ استشهاده لعائلته التي تقطن في منزل بسيط بمخيم جباليا، علا الصراخ واشتد الحزن على فراقه.
وقال ذووه: إنه بيّت النية للتوجه إلى مسيرات العودة في يوم إجازته المدرسية، وخرج من المنزل مودعاً أهله على أمل العودة إليهم في المساء.
وقالوا وهم يذرفون الدموع: إنه عاد في المساء لكنه عاد محمولاً على أكتاف المشيعين والمتظاهرين.
ورددت والدته وعدد من أقربائه وقت توديعه: “سامحنا يا محمد، سامحني يما”، ما أثار حزن المحيطين.