كتب الكاتب الاسرائيلي المحلل العسكري ب ميخائيلي في صحيفة” هآرتس”مقال ينتقد فيها بشكل لاذع استخدام أسحلة فتاكة ، وقال خلال الحرب الأولى على قطاع غزة، حملة “الرصاص المصبوب” في العام 2008، استخدمت إسرائيل الفوسفور الأبيض المحرم دوليا، وهذه تعتبر جريمة حرب. وفي الحرب الأخيرة على غزة، خلال حملة “الجرف الصامد” 2014، قصفت إسرائيل القطاع بصورة مجنونة، وسقط مئات المدنيين قتلى، وهذه جريمة حرب أخرى.
وأضاف المقال ،في العام 2018، في العملية التي لا يوجد لها اسم، ويمكن أن نطلق عليها اسم مناسبا مثل “عملية العار”، أطلق جنود الجيش الإسرائيلي، النار على 1717 متظاهرا فلسطينيا على الحدود. 39 شخصا منهم قتلوا و1680 شخصا اصيبوا حتى الأمس، غالبيتهم لم يكونوا يهددون حياة الجنود ولا مصير الجدار.
وتابع الكاتب ، عدد الإصابات والجرحى مخيفة، بحسب شهادات الأطباء في قطاع غزة وبحسب الصور المنتشرة على الشبكة العنكبوتية، هذه الصور تجمد الدم في العروق، فهي ليست جروحا بنار عادية، بل جروح شريرة، وحشية وغير انسانية.
وأردف ، كافة الأطباء يقولون إن مكان دخول الرصاصة صغير جدا، أما مكان خروجها فهو كبير جدا، تقوم هذه الرصاصات بتدمير الاوعية الدموية واللحم البشري ، وتهشم العظام، وكأنه كان هناك وحش مفترس. من لديهم معلومات عن الذخيرة بشكل عام ، يعرفون أنه هذه الإصابات من رصاصة الهولوبوينت (الرأس المجوف- أو المتفجرة).
وفي السياق ذاته، تابع قائلا فهذه الرصاصة، عند اصابتها باللحم تتوسع، تتفتح مثل وردة، وأطرافها تدمر كل ما يصادفها في طريقها، والتي أطلق عليها بالسابق رصاصة الدوم دوم” على اسم البلدة الهندية التي انتجت فيها هذه الرصاصة.
الاستخدام العسكري لهذه الرصاصة، التي هدفها التسبب بجروح مخيفة، هو جريمة حرب منذ مئة عام بحسب ميثاق “هاج” الدولي، وقانون محكمة الجنايات الدولية والصليب الأحمر. جريمة حرب مثل ابادة شعب وقتل الأسرى واغتصاب الأسيرات. وهذه جريمة حرب إسرائيلية جديدة في العام 2018 ، مثل جريمة قنابل الفوسفور في العام 2008، وجريمة القتل والتدمير في العام 2014.
وختم مقاله ،الجيش الإسرائيلي سيقوم بفتح تحقيق في هذه الجرائم، لكنه سيدعي أن الفلسطينيين حاولوا المساس بالجدار، وتعريض الشعب اليهودي للخطر. كذلك سيفعل الناطقون بأسم الجيش الاسرائيلي، سيجندون كل قدراتهم اللغوية من أجل التبرير.