دعا رئيس دائرة شؤون المغتربين في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تيسير خالد بمناسبة الذكرى الـ 70 للنكبة الفلسطينية، الى “ضرورة التصدي للرواية الإسرائيلية للنكبة التي حلّت بالشعب ومواجهتها، وان نقدم روايتنا نحن لهذه النكبة كما حصلت بالفعل“.
وقال خالد “للنكبة روايتان، واحدة إسرائيلية اعتمدت الكذب وتزوير الحقائق منهجاً. والثانية فلسطينية قصرنا للأسف الشديد في تقديمها كما جرت احداثها فعلا، مقدماتها وتداعيتها للرأي العام العالمي“.
وأضاف “يجب التصدي للرواية الإسرائيلية لأنها مبنية على الأكاديب وتهجير مئات آلاف الفلسطينيين وعندما نتصدى للرواية الإسرائيلية يجب ان نقدم روايتنا الفلسطينية كما حدثت منذ وعد بلفور وصك الإنتداب ومشاريع التطهير العرقي، وحتى ما بعد قيام دولة اسرائيل والمجازر التي ارتكبتها، وكلها جرائم لا تموت بالتقادم وكان مخططاً لها ان تنفذ من قبل الوكالة اليودية والصهيونية لكي تسهل قيام اسرائيل“.
واشار خالد الى الخطة “دالت” التي اقرتها دولة الاحتلال في بداية العام 48، وأوكلت تنفيذها بتوجيهات تفصيلية مثل القتل ودب الرعب ومحاصرة المدن والقرى الفلسطينية وحرق البيوت والممتلكات وزرع الألغام وسط الأنقاض لمنع الأهالي من العودة الى بيوتهم، وارتكبت الهاجناه وغيرها من المنظمات الارهابية في ضوء تلك الخطة 28 مجزرة كان اشدها هولا في دير ياسين وتم تنفيذ هدم 531 بلدة وقرية وتهجير 800 الف فلسطيني وتحويلهم الى لاجئين ولاجئين في وطنهم سواء كانوا في داخل اراضي ال 48 أم في الضفة أو غزة.
وفي هذا الصدد قال خالد يجب ان نطرح هذه الرواية ويجب ان نقدم معها ما قاله بيغن وشامير عن دير ياسين وكلاهما أصبحا في ما بعد رؤساء لحكومات اسرائيلية، قائلا “فقد قال بيغن انه بدون دير ياسين ما كان ممكناً لإسرائيل ان تظهر للوجود، ووصف اسحق شامير المجزرة بأنها كانت واجباً انسانياً..هذه الرواية اذا ما قدمناها نقدم للعالم الدليل القاطع على ما خططت له الصهيونية من جرائم تم ارتكابها ..والرواية الأخرى يجب ان تشمل المقدمات التي أدت للنكبة فهذه الرواية الفلسطينية التي في نظرنا اننا قصرنا في تقديمها لذلك أخذ العالم لفترة غير قصيرة بالرواية الإسرائيلية التي ادعت ان سكان فلسطين غادروا منازلهم استجابة لنداءات من الخارج . وقد تأخر العالم في سماع روايتنا بقدر ما تأخرنا نحن في طرح رؤيتنا وروايتنا“.
وثمن خالد التحول الكبير في موقف الرأي العام العالمي وقبوله روايتنا فالوضع بدأ يتغير أولاً نتيجة صمود أهلنا في مناطق الـ 48 في وجه العدوان ومحاولة الأسرلة الدائمة ومواجهتهم، كأقلية قومية حافظت على قضيتها وعلى وجودها وكذلك حافظت على قضية اللاجئين حية وعلى حقهم في العودة، نتيجة الصمود والضحايا في معاركنا كشعب سواء في الخارج او في الداخل والتمسك بحق العودة وانه لا يمكن ان يموت هذا الحق بالتقادم ، نتيجة لسياسة التهجير والتطهير العرقي التي انتهجتها إسرائيل بحق شعبنا وليس كما تدعي اسرائيل بأن اللاجئين تركوا وطنهم وبيوتهم استجابة لنداءات من الخارج.
وتابع أن حق اللاجئين في العودة الى بيوتهم وديارهم التي هجروا منها هو حق لا يموت بالتقادم وهي حق وطني وفردي وجماعي ويجب التمسك بهذا الحق وبالإجماع حول هذا الموقف الوطني بصرف النظر عن اية اعتبارات قد يراها البعض في سياق اية عمليات سياسية او تفاوضية
وتطرق خالد الى مسيرات العودة، مشيراً الى ان الأجيال الشابة اثبثت انها أكثر تمسكاً بحق العودة من غيرها وهذا ينفي الآمال التي علقها قادة الاحتلال على “ان الكبار يموتون والأجيال الشابة القادمة تنسى”، موضحا ما نراه ونلم يه يؤكد انه لم ولن تقع الأجيال الشابة في اخطاء تدفعها للتنازل عن حق العودة مهما طال الزمن، وهي اكثر تمسكاً بالحقوق الوطنية والقومية المشروعة وعلى رأسها حق اللاجئين في العودة، واصبح واضحاً اليوم ان لا إسرائيل ولا الادارة الاميركية تستطيع ان تفرض حلاً على الفلسطينيين فيه تنازل عن حق العودة.
وتطرق خالد الى موقف الإدارة الأمريكية والخطوة التي اقدمت عليها في شهر كانون ثاني من هذا العام بتخفيض دعم الأونروا بـ 65 مليون دولار من أصل حزمة الدعم المقررة للأونروا، وردة فعل الفلسطينيين تجاه هذا القرار لما تعكسه هذه الخطوة من تخوفات تجاه قضيتهم بشكل عام، ولهذه التخوفات طبعا ما يبررها، فالرئيس الأمريكي أعلن اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل في سابقة لم يقدم عليها أي من الرؤساء السابقين. واعتبر أن موضوع القدس قد تم الانتهاء منه وإزاحته عن طاولة المفاوضات وبالنسبة لموضوع اللاجئين وحقهم في العودة إلى ديارهم فقد بات أمرا محسوما في سياسة الادارة الاميركية من حيث إسقاطه وعدم الاعتراف به.
واوضح خالد ان حقيقة موقف الإدارة الأمريكية من الأونروا هو انعكاس لموقف الحكومة الإسرائيلية فالأخيرة تعتقد بأن قضية اللاجئين هي جوهر القضية الفلسطينية وأن تصفية قضية اللاجئين يؤدي إلى تصفية القضية، وهذا لا يكون إلا بتجفيف منابع دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”، ما يملي على الفلسطينيين اتخاذ مزيد من الخطوات الفاعلة على المستوى الدولي والداخلي.
وعلى المستوى الدولي اوضح خالد يجب التحرك نحو الدول الأوربية والعربية والإسلامية من أجل تجنيد المزيد للأموال لصالح “الأونروا” وآثاره وإقناع المانحين بضرورة سد العجز في ميزانية وكالة غوث اللاجئين، وإن حق العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم هو حق ثابت ومقدس ويجب على الكل الفلسطيني الوقوف في وجه سياسة الادارة الاميركية التي تستهدف حق العودة وتصفية قضية اللاجئين وإنهاء عمل وكالة الغوث الدولية الشاهد الحي على نكبة الشعب.