الرئيسية / جرائم وانتهاكات / فريدمان يمنع التحقيق بتصرفات إسرائيل في قمع الفلسطينيين

فريدمان يمنع التحقيق بتصرفات إسرائيل في قمع الفلسطينيين

قبيل توجه فريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب لـ”صفقة القرن” صهره جاريد كوشنر ، ومبعوثه الخاص للمفاوضات الدولية جيسون جرينبلات الى الشرق الاوسط يوم بعد غد الاربعاء في جولة في المنطقة يزورون خلالها كلا من مصر والاردن والسعودية وقطر وتل ابيب تستهدف تسويق الصفقة التي سحبت القدس المحتلة عن طاولة المفاوضات واعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل حيث ينضم كوشنر وجرينبلات إلى عضو الفريق الثالث، سفير ترامب في إسرائيل ديفيد فريدمان كشفت مجلة “بوليتكو” المختصة بالشؤون السياسية الأميركية خاصة قضايا الأمن والسياسة الخارجية السبت، 16 حزيران، أن فريدمان تجاوز وزارة الخارجية الأميركية بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وصك سياسته الخاصة عبر خطه المباشر مع ترامب، مانعا لأي انتقادات للسياسات الإسرائيلية، وتطبيق الاختبارات الصارمة المفترضة لوضع حقوق الإنسان في تقييم حجم المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل كما يقتضي القانون الأميركي.

وكشفت المجلة في بحثها أن فريدمان بعث برسالة شديدة اللهجة إلى وزارة الخارجية الأميركية في تشرين الأول الماضي ، حذر فيها من فرض المعايير المفروضة على الدول الأخرى التي تستلم مساعدات عسكرية أميركية على إسرائيل وأن “لا يخوضوا ” في مساءلة أو وضع علامات استفهام على الجيش افسرائيلي وتصرفاته لانفراد وضعه وذلك ردا على طلب مسؤولي الخارجية الأميركية من سفارتها في الشرق الأوسط أن تفحص بعناية المساعدة العسكرية الأميركية للحكومات في المنطقة ، بما فيها إسرائيل بهدف ضمان عدم قيام الإدارة (الأميركية) بانتهاك قانون يمنع الدعم الأمني ​​الأميركي للوحدات العسكرية الأجنبية التي ترتكب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، حيث تساءل بعض الديمقراطيين في الكونجرس عما إذا كان الجيش الإسرائيلي – الذي يحصل على 3.1 مليار دولار سنوياً من الولايات المتحدة ، أكثر من أي دولة أخرى – “قد يكون مذنباً في ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان ضد الفلسطينيين” وهو ما دفع فريدمان بأن يشتط غضبا.

ورفض فريدمان تنفيذ توجيهات وزارة الخارجية الأميركية رادا في رسالة إلكترونية إلى الوزارة بشأن أن سفارته بحاجة إلى تعزيز تدقيقها للمساعدات العسكرية المقدمة لإسرائيل محذرا إنه “لا يعتقد أننا يجب أن نوسع [الخطوط التوجيهية] الجديدة لإسرائيل في هذا الوقت”.

وكتب فريدمان يقول “إسرائيل دولة ديمقراطية لا ينخرط جيشها في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان” ، مضيفًا:” إن إسرائيل لديها نظام قوي من التحقيق والملاحقة القضائية في الظروف النادرة التي يحدث فيها سوء التصرف” ضد المصالح الوطنية [الأميركية] “لاتخاذ خطوة من شأنها الحد من قدرة إسرائيل على الوصول إلى المعدات العسكرية – خاصة في وقت الحرب “.

ولا يزال فريدمان بعد مرور قرابة ثلاثة أشهر على انطلاق مسيرات العودة السلمية في قطاع غزة ورد قوات الاحتلال الإسرائيلي باستخدام القوة المفرطة التي أدت إلى مقتل أكثر من 130 فلسطينيا مدنيا وجرح 13 ألفا يصر على أن إسرائيل لا تستخدم القوة المفرطة “أو حتى المحتملة من قبل أي دولة تواجه نشاطات مماثلة” رافضا اتهام إسرائيل معتبرا في مراسلاته اليومية الجيش الإسرائيلي بانه يتصرف بمعايير فائقة من ضبط النفس معتبراً أن “إسرائيل يجب أن تبقى خارج الانتقاد”.

وتشير “بوليتكو” إلى امتعاض المسؤولين في الخارجية الأميركية من تصرفات فريدمان، محامي الإفلاس للرئيس ترامب الذي طالما اعتبر أن إسرائيل ومستوطنة بيت إيل بمثابة بيته الثاني متسائلين عن إمكانية فريدمان تمثيل الولايات المتحدة في الموقع المتأجج بشكل نزيه أو دبلوماسي.

يشار إلى أن فريدمان هو الذي اقنع ترامب بمساعدة الملياردير شيلدون آدلسون (الذي تبرع لحلمة ترامب الانتخابية بمبلغ 35 مليون دولار في حملة انتخابات 2016 الرئاسية) بنقل السفارة إلى القدس ومن ثم عندما أعلن وزير الخارجية الأميركي السابق أن نقل السفارة يحتاج إلى أربع سنوات ، تناول فريدمان الهاتف وأخبر ترامب أنه “بإمكاني نقل السفارة يوم 14 ايار 2018 مناسبة العيد السبعين لإسرائيل ودون تكلفة” وهو ما فعله ترامب.

ويعمل فريدمان مع القوى اليهودية اليمنية الإسرائيلية المتشددة لاستبدال المسجد الأقصى وقبة الصخرة بالمعبد المزعوم كما أظهرت صورته الشهيرة في نهاية شهر أيار الماضي (بعد افتتاح السفارة الأميركية في القدس).

وسيشيع جثمان الفقيد بعد ظهر غد عقب الصلاة عليه بالمسجد الكبير في مخيم الدهيشة .

وعلمت “القدس” من مصادر مطلعة الأحد أن فريدمان الذي كان في واشنطن الأسبوع الماضي من أجل تنسيق طرح “صفقة القرن” مع الرئيس نفسه كما مع كوشنر وغرينبلات ، بحث أيضا مع الرئيس الأميركي ضرورة اعتراف الحكومة الأميركية بحق إسرائيل في ضم الكتل الاستيطانية الكبيرة مثل معالي أدوميم (في الخان الأحمر) حتى قبل الإعلان عن بنود صفقة القرن إذا اقتضى الأمر تأجيل إعلانها. وينضم فريدمان الأسبوع المقبل صهر ترامب ومستشاره الأول كوشنر وجيسون جرينبلات ، لإجراء محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين.

يشار إلى أن سفير إسرائيل في أميركا رون ديرمر الذي هاجر من مدينة ميامي ، ولاية فلوريدا إلى إسرائيل عام 1998 يقول أن فريدمان هو مبعوث ثمين للحكومة ألإسرائيلية ومرحب به كون أن “السفير فريدمان قام بعمل رائع ويحظى باحترام واسع عبر الطيف السياسي كله في إسرائيل، ويقدر قادة إسرائيل علاقته الوثيقة بالرئيس ترامب ويعرفون أنه يتحدث للرئيس ترامب بطريقة لم يفعلها أي من أسلافه”.

لكن النقاد يقولون إن فريدمان يتصدر جدول الأعمال اليميني الذي لا يعكس الرأي العام في الولايات المتحدة أو حتى إسرائيل نفسها، ويحذرون من أن خطه (فريدمان) المتشدد تجاه الفلسطينيين والدفاع الأوتوماتيكي عن عنف الجيش الإسرائيلي يجعل التوصل إلى اتفاق سلام أصعب من أي وقت مضى.

وقال صائب عريقات كبير المفاوضين في السلطة الفلسطينية “لا يمكننا أن نتصور حقيقة أن السيد فريدمان يمكنه أن يلعب أي دور إيجابي”.

يشار إلى أن فريدمان نشأ وترعرع في جالية يهودية أرثوذوكسية متزمتة في لونغ آيلاند ، ولاية نيويورك، وحصل على شهادة في القانون من جامعة نيويورك وأصبح خبيرًا في قانون الإفلاس مثل ترامب عندما فشلت وأفلست كازينوهات (ترامب) في أتلانتيك سيتي، وكان دائما داعمًا إسرائيليًا قويًا لعقود طويلة ، وجمع الأموال لدعم المستوطنين الإسرائيليين في الأراضي المحتلة.

تقول “بوليتكو” إن مسؤولا كبيرا سابقا في وزارة الخارجية قال لها أنه”بناء على ما كتبه (فريدمان ) قبل أن يكون في الحكومة بدا وكأنه ينظر إلى وزارة الخارجية على أنها العدو لأنه اعتبر دبلوماسييها غير مؤيدين بشكل كاف لإسرائيل”.

وكان فريدمان أصر على أن تتوقف وزارة الخارجية عن استخدام مصطلح “الأراضي المحتلة” للإشارة إلى الضفة الغربية وغزة ، وهو نهج تبنته الإدارة في أحدث تقرير لها عن حقوق الإنسان، وأحدث تقرير لها عن الحريات الدينية. ولدى سؤال “القدس” الخارجية الأميركية اكتفت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت بالقول أن لا شيء تغير في طبيعة الموقف الأميركي من “لقدس الشرقية والأراضي الفلسطينية”.

يشار إلى أن فريدمان هو الذي شرح لترامب “إن عاصمة الفلسطينيين في المنطقة التي سيقيمون فيها حكمهم الذاتي هي بلدة أبوديس على مشارف الأقصى، وبالإمكان فتح ممر منها وبوابة بالجدار لذهاب الفلسطينيين للصلاة يوم الجمعة، شرط أن يعودا فور انتهاء الصلاة، ولكن كل ذلك يجب أن يحدث بعد تطبيع الوضع في المناطق السكانية اليهودية (المستوطنات) في (الضفة الغربية المحتلة) وربطها عضويا وإداريا بإسرائيل”.

عن nbprs

شاهد أيضاً

المقررة الأممية ألبانيز: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين بأسلحة أميركية وأوروبية

قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز، إنه …