احتفت صحف الأحد البريطانية بترشح المنتخب الإنجليزي إلى الدور قبل النهائي في بطولة كأس العالم المقامة في روسيا، وخصصت مساحات كبيرة من صفحاتها الأول وتغطيات موسعة في صفحاتها الداخلية وعددا من مقالات الرأي فيها للاحتفاء بهذا الفوز التاريخي الذي أعاد إنجلترا إلى المنافسات ربع النهائية في البطولة العالمية بعد غياب 28 عاما عنها.
وبعيدا عن هذا الاحتفاء، انفردت صحيفة الصنداي تلغراف بنشر مقال في صدر صفحتها الأولى يقول إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد يهدد بسحب قوات أمريكية من أوروبا، ومن أوكرانيا على وجه التحديد، وقد يرفض المشاركة في مناورات حلف شمال الأطلسي (ناتو) إذا لم تلتزم بريطانيا ودول أوروبية أخرى بزيادة الإنفاق على الشؤون الدفاعية.
ويشير المقال الذي كتبه محرر الشؤون الحكومية البريطانية في الصحيفة، إدوارد مالنيك، إلى أن مصادر رفيعة مشاركة في التحضيرات لقمة الناتو هذا الأسبوع عبرت عن قلقها من أن الرئيس الأمريكي سيبدأ مباحثاته مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، بشأن “إعادة رسم المشهد الأمني” في عموم أوروبا إذا رفض قادتها تلبية مطالبه في تحمل حصة أكبر من “العبء” العسكري.
وتنقل الصحيفة عن شخصيات دبلوماسية وعسكرية تعبيرها عن مخاوفها من عرض محتمل يمكن أن يقدمه ترامب إلى بوتين في القمة بينهما في هيلسنكي في 16 يوليو/تموز، أي بعد أربعة أيام من قمة الناتو في بروكسل.
دمية عملاقة على شكل “ترامب رضيع” في سماء لندن أثناء زيارة الرئيس الأمريكي
دونالد ترامب “قد يلتقي ملكة بريطانيا” في زيارة يوليو
وتنقل الصحيفة عن وزير الدولة البريطاني لشؤون الدفاع، توبياس إيلوود، قوله “إذا اخذنا بنظر الاعتبار الأثر الأمريكي في أوروبا وأفعال بوتين العدائية الأخيرة… تتوضح لنا مفاصل كثيرة عن نتائج القمتين القادمتين”.
وتشير الصحيفة إلى أن ذلك يأتي بالتزامن مع مقال تنشره للسفير البريطاني في أمريكا، السير كيم دارِك، يدافع فيه بقوة عن العلاقات البريطانية الأمريكية في ظل حكم ترامب، ويشدد على أن العلاقات العسكرية تظل “أقوى من أي وقت مضى” على الرغم من بعض الخلافات السياسية.
وتضيف أن أحد المصادر الدبلوماسية حذر من أن ترامب قد يستخدم تخفيض الوجود العسكري الأمريكي في أوروبا لضمان تأكيد من بوتين بالمقابل بأن تستخدم روسيا نفوذها للمساعدة في سحب القوات الإيرانية من سوريا.
ويشدد مالنيك على أن إسرائيل تنظر إلى إيران كتهديد وجودي، ويقول إن مصدرا أشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد حاول إقناع رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، والرئيس ترامب بضرورة حض بوتين على المساعدة في هذا الأمر.
استثمار صيني في الطاقة النووية ببريطانيا
وفي شأن اقتصادي، تنفرد صحيفة الصنداي تايمز بنشر تقرير تكشف فيه عن أن الحكومة الصينية تخوض محادثات أولية بشأن شراء حصة من أسهم سلسلة من محطات الطاقة النووية البريطانية.
وتقول الصحيفة إنها علمت أن شركة سي جي أن العملاقة في مجال الطاقة النووية التي تديرها الحكومة الصينية تسعى للحصول على حصص أسهم تصل إلى 49 في المئة في ثمان محطات نووية تولد نحو خمس انتاج البلاد من الطاقة الكهربائية.
وتضيف إن قيمة الأسهم تصل إلى أربعة مليارات جنيه استرليني، وقد طرحتها للبيع شركة سينتريكا، الشركة الأم لشركة الغاز البريطانية وعملاق الطاقة الفرنسي إي دي اف.
وتخلص الصحيفة إلى أن هذه الخطوة تعكس طموح الصين لأن تكون أحد اللاعبين الكبار في العالم في مجال الطاقة النووية.
وترى أنها ستمثل تحديا ضخما لرئيسة وزراء بريطانيا التي تشعر بقلق عميق من إعطاء الصينيين مدخلا إلى بنية تحتية حيوية في بريطانيا.
وتقول الصحيفة إن الصين أظهرت طموحاتها النووية عندما اشترت شركة سي جي أن ثلث محطة هنكلي للطاقة التي تبلغ قيمتها 20 مليار جنيه استرليني التي تبنيها شركة أي دي اف في سمورسَت ببريطانيا.
وتشير الصحيفة إلى أن الصفقة أثارت ذعرا في ويستمنستر مع إصرار ماي على مراجعة جوانبها الأمنية لشهرين قبل التوقيع عليها في سبتمبر/أيلول 2016.
11 لقاء مع السفير الروسي
وتنفرد صحيفة الأوبزرفر بنشر تقرير يكشف عن أن آرون بانكس، أكبر ممول لحملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، قد التقى السفير الروسي في بريطانيا 11 مرة قبيل الاستفتاء بشأن الخروج وبعد شهرين منه.
وتقول الصحيفة إنها اطلعت على وثائق تشير إلى أن هذه اللقاءات كانت أكثر بسبع مرات مما كان قد أقر به سابقا.
وتضيف الصحيفة أن الوثائق نفسها تشير إلى أن السفارة الروسية قدمت أربع دعوات إضافية، لكنها لا تعرف هل لُبيت هذه الدعوات أم لا؟
وتوضح الصحيفة أن بانكس ظل لعامين يصر على أن اتصالاته الوحيدة مع الحكومة الروسية كانت مجرد دعوة غداء مع السفير الروسي فقط.
وتقول إنه بعد أن كشفت الصحيفة قبل شهر عن أنه عقد اجتماعات متعددة مع الروس وتلقى فيها صفقات تجارية مربحة، عاد بانكس إلى القول أمام لجنة تحقيق برلمانية بشان أخبار كاذبة إنه حضر “لقاءين أو ثلاثة” لقاءات.
وتضيف أنه اعترف بلقاء رابع بعد ضغط من صحيفة نيويورك تايمز أيضا.
وتشدد الصحيفة على أنها اطلعت على أدلة تشير إلى أنه قد حضر لقاءات أخرى مع الروس، سبع مرات أخرى على الأقل.
مصير عين الأحمر
وتنشر الصحيفة ذاتها تحقيقا في شأن شرق أوسطي تحت عنوان “داخل قرية بدوية خائفة قد تحدد مصير الدولة الفلسطينية”.
ويصور التحقيق الذي كتبه أوليفر هولمز، الأوضاع في قرية عين الأحمر التي يسكنها البدو في الضفة الغربية.
ويقول الكاتب إن المسافرين على المسارات الأربعة للخط السريع الرابط بين القدس وأريحا قد لا يلحظون قرية صغيرة جدا قربه، يسكنها أقل من 200 شخص يسكنون في أكواخ من الصفيح والخشب ويرعون الماشية والأغنام ويعمل بعضهم في معامل قريبة يملكها مستوطنون إسرائيليون.
ويصف هولمز سكان هذه القرية بأنهم من العوائل البدوية التي استقرت فيها بعد أن طردهم الجيش الإسرائيلي من الصحراء الجنوبية قبل سبعة عقود.
وتسعى السلطات الإسرائيلية إلى إجلاء البدو الذين تتهمهم بأنهم بنوا منازلهم في المنطقة من دون تصاريح، وهو ما يصفه الفلسطينيون بأنه أمر مستحيل في تلك الفترة.
تعرف على قرية خان الأحمر البدوية التي تسعى إسرائيل لهدمها
قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي على قطاع غزة واشتباكات في الضفة الغربية
ويقول هولمز إنه بعد سنوات من مقاومة أوامر هدم القرية، يبدو أن الأمر قد وصل الأسبوع الماضي إلى التحضيرات النهائية لتنفيذ الأمر.
ويضيف أن القوات الأمنية أعلنت المنطقة منطقة عسكرية مغلقة ومنعت دخول الصحفيين والدبلوماسيين إليها، ودخلت الجرافات إليها مصحوبة بقوات عسكرية لتنفيذ أوامر الهدم.
ويرى كاتب التحقيق أنه على الرغم من المظهر المتواضع للقرية إلا أنها تمثل أهمية كبيرة للفلسطينيين في كفاحهم للحصول على دولتهم المستقلة، ويربط ذلك بما يصفه موقع القرية الاستراتيجي مشيرا إلى أن إزالة هذه القرية قد تقسم الضفة الغربية إلى قسمين وتقوض آمال الفلسطينيين بدولتهم المستقبلية.
ويخلص هولمز إلى أن ما يحول دون هدم الجرافات لقرية خان الأحمر حتى الآن، أمر من المحكمة العليا الإسرائيلية صدر بعد يوم من تحرك الجرافات إليها.
وقد أمهلت المحكمة الحكومة الإسرائيلية حتى 11 يوليو/ تموز للرد على دفع القرويين بحرمانهم من تصاريح البناء ظلما.