عنان شحادة/وفا
حذر محافظ بيت لحم اللواء جبرين البكري من خطورة استيلاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على أراضي المحافظة كافة، لصالح إقامة مستوطنات جديدة أو توسيع القائمة، واصفا اياها بالمنكوبة.
وقال البكري في حديث خاص لــ”وفا”، إن أكثر من مشروع استيطاني يستهدف بيت لحم، ففي المنطقة الغربية هناك سلسلة مستوطنات مجمع مستوطنة “غوش عصيون”، ومعظم الأراضي في تلك المنطقة مستهدفة كمناطق عسكرية، أو أراضٍ صدر بحقها قرارات للاستيلاء عليها، لصالح المستوطنات.
وتابع: في المنطقة الجنوبية، يمتد الاستيطان من منطقة ” بيت البركة ” القريبة من مخيم العروب شمال الخليل، التي تم الاستيلاء عليها مؤخرا، ويتواجد فيها مستوطنون في إطار وضع اليد وفرض الأمر الواقع على البناء القديم والمنطقة القريبة منه، لافتا إلى أن امتداد مستوطنة “افرات” وصل الى مشارف قرية ارطاس جنوب بيت لحم.
أما المنطقة الشرقية وتشمل، تقوع، وزعترة، وبيت تعمر، والشواورة، والعبيدية، جميعها مستهدفة بمستوطنات من خلال التوسيع الدائم، حيث العمل جار فيها بعيدا عن الأضواء.
وأشار البكري إلى أن المنطقة الشمالية الغربية من بيت لحم يجرى العمل فيها لبناء واستكمال جدار الضم العنصري، حيث تم الاستيلاء على آلاف الدونمات، تحديدا في منطقتي كريمزان والمخرور في بيت جالا، وقرية الولجة، ومحيط مسجد بلال بن رباح، امتدادا الى الأراضي التي أقيمت عليها مستوطنة “أبو غنيم”.
وأشار إلى أن 85% من أراضي محافظة بيت لحم مستهدفة من قبل الاحتلال، بزيادة 3% عما نشر مؤخرا، وذلك وفق دراسات دقيقة.
وقال: مساحة محافظة بيت لحم تبلغ (6007) كم، أي ما نسبته (11.7%) من اجمالي أراضي الضفة الغربية، مقسمة على مناطق (أ) ما نسبته (7،5%) من أراضي المحافظة، (ب) (5،6%)، اما المحميات الطبيعية والمناطق التي يسيطر عليها الاحتلال فتصل الى (86،9) منها (22 %) محميات طبيعية، و(99%) منها تحت السيادة الإسرائيلية.
وأوضح ان هناك حوالي 180 ألف مستوطن يسكنون في العشرات من المستوطنات والبؤر الاستيطانية التي أقيمت عنوة على أراضي المواطنين، حيث يُمنعون ويحاربون من دخول أراضيهم القريبة من تلك المستوطنات، او البناء عليها، وحتى قسم كبير منهم يمنع من استصلاح أراضيه، والدخول إليها بحاجة الى تصريح خاص من قبل ما يسمى أمن المستوطنة.
وتابع: أمام هذه الهجمة الاستيطانية، هناك أكثر من جهة تتابع الموضوع، من خلال هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، والمحاميين المكلفين، وكذلك المتابعة من قبل المجالس البلدية، والقروية، والجهات ذات الاختصاص، وأيضا مركز أبحاث الأرض، حيث تم انشاء 12 مكتبا في التجمعات السكانية المختلفة تخدم (44 موقعا جغرافيا) على مستوى المحافظة في إطار تقديم المشورات، والتدخل القانوني، وإرشاد المواطنين، والوقوف الى جانبهم، وتوعيتهم، ودرء محاولات الاستيلاء على الأراضي.
أما البعد الثاني، فله علاقة بتعزيز صمود المواطنين في أرضهم من الحكومة الفلسطينية، او مؤسسات المجتمع المحلي، والفعاليات المختلفة، من خلال شق طرق زراعية، أو استصلاح أراضٍ، أو ترميم بعض البيوت القديمة.
وأضاف، ان هناك قرار للحكومة الفلسطينية، وبناء على اجتماعها في المجمع السياحي لبرك سليمان، بتشكيل لجنة تهدف الى وضع احتياجات المنطقة المحيطة بالبرك، الخضر، وارطاس وبقية المناطق، لأن الاستيطان على مشارفها، وذلك من خلال تأهيل المنطقة حتى تكون عنوانا فلسطينيا ومقصدا سياحيا، مؤكدا ان المشاريع ستكون قيد التنفيذ قريبا، ولتكون عنوانا في خلق بيئة مختلفة وواقعا لمواجهة الغول الاستيطاني.
اما البعد الثالث فيتمثل في التواصل مع الجهات الدولية لفضح كل الممارسات الاحتلالية في سلب الأرض، من خلال تكثيف زيارات للقنصليات والممثليات في فلسطين، تحديدا الى المناطق المستهدفة، واطلاعهم على واقع الهجمة الاستيطانية.
وأكد البكري أن ما يجري من سلب المزيد من الأراضي يهدف إلى تعطيل كل المحاولات لإيجاد حلول سياسية في المنطقة، ونسف الرؤية لحل الدولتين.