قال تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن تلويح الإدارة الأميركية بإيجاد بدائل للقيادة الفلسطينية هو تدخّل فظ في الشؤون الداخلية الفلسطينية، ويعكس موقفا استعلائيا مقيتا يفترض أن شعوب العالم هي أدوات طيّعة يمكن تشكيلها والتلاعب بها بما ينسجم مع مخططات هذه الإدارة مثلما كانت الإدارات الأميركية وجهازها الاستخباري (السي آي إي) تتعامل مع جمهوريات الموز في دول اميركا اللاتينية والكاريبي ، فتنفذ الانقلابات وتعزل الحكومات وتتدخل في مصائر الشعوب وفقا لمصالح الشركات الاحتكارية الاميركية.
وقال خالد في تصريحات ردا على ما قاله المبعوث الأميركي جيسون غرينبلات والذي حذر قيادة المنظمة من إيجاد بديل لها في حال رفضها مشاريع إدارة ترامب بما فيها صفقة العصر “إن منظمة التحرير الفلسطينية وبصرف النظر عن الخلافات السياسية في اطارها وخاصة مع الاتجاه المهيمن فيها هي العنوان الوحيد للشعب الفلسطيني، وقد اكتسبت هذه الصفة بتضحيات عشرات آلاف الشهداء والجرحى، ومئات آلاف المعتقلين، والتفاف الشعب الفلسطيني حولها واعتراف معظم دول العالم بها وببرنامجها الوطني”.
وذكّر خالد بعديد المحاولات البائسة التي جربتها حكومات الاحتلال والإدارات الأميركية ودول اقليمية لإيجاد بدائل لمنظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها ، لكنها جميعا منيت بالفشل الذريع .
وأضاف أن الشعب الفلسطيني شبّ منذ عقود طويلة عن طوق الوصاية والتدخل في شؤونه الداخلية ، ونجح في الحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية ومكانتها المعنوية والسياسية باعتبارها الاطار الائتلافي الموحد والجامع الذي يعبر عن وحدة الشعب ووحدة حقوقه ومصالحه الوطنية، وأن أية تباينات أو خلافات سياسية مع القيادة المتنفذة في إطارها لا يمكن لها أن تصل إلى حد السماح بالتدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية ، أو التعاطي مع أي محاولة لإيجاد بدائل .
وقال خالد إن تصريحات غرينبلات تؤكد الصفة العدوانية لإدارة ترامب التي انتقلت من موقع دعم الاحتلال والتغطية على جرائمه إلى موقع الاصطفاف المباشر في خندق العدوان على شعبنا، وهي محاولات تتطلب ردا فلسطينيا حازما يقوم على مغادرة سياسة الانفراد والتفرد والهيمنة وعلى تعزيز الوحدة الوطنية وتمتين أسس الشراكة الوطنية بما يمكن من هزيمة هذه السياسات المعادية لحقوق ومصالح الشعب الفلسطيني.
30/8/2018 الاعلام المركزي