تتجّه الإدارة الأميركيّة، اليوم، الإثنين، إلى إعلانها إغلاق مكتب منظّمة التحرير الفلسطينيّة في العاصمة الأميركية، واشنطن، وفق ما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال“، فجر اليوم، على أن يتولى مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، الإعلان.
ومن المقرّر أن يعلن بولتون وفق مسودّة الإعلان الذي اطّلعت عليه الصحيفة أن “الولايات المتحدة ستقف دائمًا إلى جانب صديقتنا وحليفتنا إسرائيل”، وأن الإدارة الأميركيّة “لن تبقي المكتب مفتوحا عندما يرفض الفلسطينيون بدء مفاوضات مباشرة وذات جدوى مع إسرائيل”.
ويأتي الإعلان الأميركي بعد اتخاذها سابقًا عدّة إجراءات تقول إنها تستهدف السلطة الفلسطينيّة، وآخرها اقتطاع أكثر من عشرين مليون دولار مخصّصة لمشافي القدس المحتلة، وقبلها إلغاء الدعم الأميركي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ووقف كافة الدعم المالي للسلطة الفلسطينيّة، بعد أشهر من نقل السفارة الأميركيّة للقدس والاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل.
لكن الإجراءات الأميركيّة لن تقتصر على الشعب الفلسطيني، إذ يخطّط بولتون، وفق الصحيفة، إلى التهديد بفرض عقوبات ضد المحكمة الجنائية الدولية إذا ما استجابت للمطالب الفلسطينيّة وبدأت تحقيقاتها مع الولايات المتحدة وإسرائيل.وورد في مسودّة البيان “إن لاحقتنا المحكمة، نحن وإسرائيل أو حلفاء آخرون، فإننا لن نجلس صامتين”.
ومن بين الإجراءات التي تدرس الولايات المتحدة إجراءَها ضد الجنائيّة الدوليّة هي منع قضاتها ومدّعيها العامّين من دخول الولايات المتحدة، بالإضافة إلى “فرض عقوبات على أموالهم في البنوك الأميركيّة، وسنقاضيهم في المحاكم الأميركيّة”، وفقًا لمسودة بيان بولتون، التي تضيف “سنفعل الشيء نفسه بالنسبة لأي شركة أو دولة تساعد في تحقيق المحكمة الجنائية الدولية ضد الأميركيين.”
وليست هذه المرّة الأولى التي يكون فيها مكتب منظمة التحرير في واشنطن مثارَ جدلٍ، فقد حذّرت إدارة ترامب، العام الماضي، من أنها ستغلقه، بعد إعلان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، نيته التوجه للجنائيّة الدولية وغيرها من الهيئات الدوليّة لمحاكمة المسؤولين الإسرائيليين.
أما عن أسباب إغلاق مكتب المنظّمة، فإن بولتون من المقرّر أن يقول إن الإغلاق يعكس “مخاوف الكونغرس” من الجهود الفلسطينية الرامية إلى إجراء تحقيق من قبل الجنائية الدولية ضد إسرائيل”، غير أنّه يسعى للإعلان أنّ إدارة ترامب “لا تزال ملتزمة بالتفاوض” للتوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.