محمد بلاص:
بدا الأربعيني ذياب دراغمة، من خربة سمرا في الأغوار الشمالية، كمن يعيش في “عين النار” داخل خيمته البدائية بين معسكرين لجيش الاحتلال ومستوطنة.
وقال دراغمة، إنه فوجئ في ساعات الصباح الباكر، أول من أمس، بتعرض خيمته للتمزيق وسرقة كل ما بداخلها حتى الثلاجة والأسرة المخصصة للنوم.
وأشار إلى أن خيمته تقع على مدخل الخربة ولا تبعد أكثر من كيلو واحد عن المعسكر الذي يطلق عليه جيش الاحتلال اسم “سمرا”، موضحا، أن المستوطنين في خربة “السويدة”، يعتبرون أهالي الخربة ألد أعدائهم.
وأضاف، “إنهم اي (المستوطنين) سرقوا مراعينا وأراضينا ولم يتركوا لنا شيئا، وحتى المراعي التي كنا نستخدمها لرعي المواشي يمنعوننا من الوصول إليها، كما يمنعوننا من زراعة وحرث أراضي آبائنا وأجدادنا، واليوم مزقوا الخيمة وسرقوا جميع محتوياتها”.
وتستهدف سلطات الاحتلال، وفقا لخبير الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية في الأغوار الشمالية، عارف دراغمة، أهالي خربة سمرا بمزيد من أوامر الإخلاء والهدم، وتنغص عليهم كل سبل العيش، وذلك في إطار سعيها المتواصل إلى تفريغ تلك المنطقة الإستراتيجية من أصحابها الشرعيين وجعلها خالصة للمستوطنين.
وقال دراغمة، إن سلطات الاحتلال تمارس سياسة التطهير العرقي ضد الفلسطينيين في الأغوار الشمالية، وتحديدا في خربة سمرا، حيث سلمت في أوقات سابقة عدة عائلات بدوية إخطارات تطالبها بضرورة إخلاء ومغادرة المنطقة، بذريعة وجود تلك العائلات في منطقة مصنفة إسرائيليا على أنها منطقة عسكرية مغلقة.
ووفق معهد الأبحاث التطبيقية في القدس “أريج”، فإن تجمع خربة سمرا يقع بين معسكرين تابعين لجيش الاحتلال ومستوطنة، ويقع الأول إلى الشرق من التجمع ويطلق عليه اسم معسكر “المزوقح” وأقيم على قمة جبل المزوقح وهي منطقة إستراتيجية تطل على الأغوار الشمالية والجنوبية، والثاني يطلق عليه اسم معسكر “سمرا” ويقع في الجهة الغربية من التجمع ويستخدم لأغراض التدريب العسكري بالمدفعية والآليات الثقيلة والتي تشكل خطرا مستمرا على حياة المواطنين في التجمع والتجمعات المجاورة.
وذكر المعهد في تقرير له، أن سكان خربة سمرا يعتاشون على تربية الماشية وعلى الزراعة البعلية نظرا لحرمان سلطات الاحتلال إياهم من الشرب من خطوط المياه التي تمر من خلال التجمع الأمر الذي يضطرهم إلى نقل المياه من مسافات بعيدة تصل إلى حوالي 25 كم، عدا المضايقات المستمرة من سلطات الاحتلال لهم من خلال منع البناء أو إصدار رخص للبناء في الخربة، بحجة أنها منطقة عسكرية مغلقة يحظر التواجد فيها، مع العلم أن الأرض التي يقطن بها المواطنون هي ملك لهم ويعود تواجدهم فيها إلى ما قبل قيام دولة الاحتلال.
وفي المقابل، أكد المعهد أن المستوطنين واصلوا سياسة نهب الأرض وتهجير أصحابها تنفيذاً لأجندة الاحتلال ورؤيته في الأغوار الفلسطينية، وانطلاقا من قرار حكومة اليمين بقيادة نتنياهو حول شرعنة البؤر الاستيطانية العشوائية المنتشرة في الضفة الغربية.
وبحسب المعهد، فإن مجموعة من المستوطنين أقدموا في الثالث من كانون الثاني العام الماضي، على اقتحام منطقة واد المالح وسيطروا على تلة مطلة على تجمع خربة سمرا البدوي.
وأشار إلى أن المنطقة التي تم الاستيلاء عليها من المستوطنين عبارة عن بقايا أنقاض خربة فلسطينية تدعى خربة “المزوقح” والتي تم تشريد أصحابها عنها عشية حرب حزيران العام 1967، ومن ثم أقدم الاحتلال على تحويلها إلى منطقة مغلقة عسكريا يمنع التواجد الفلسطيني فيها وسيطر على كامل المراعي هناك، ومن ثم أعلن عنها الاحتلال رسميا بأنها منطقة تصنف بأنها أراضي دولة.
وأقام المستوطنون هناك، حظائر للأغنام ووضعوا خيام تحت حراسة جيش الاحتلال، ما يفتح الباب على مصراعيه نحو مصادرة المنطقة وإقامة بؤرة استيطانية جديدة، ويمهد نحو هدم وتشريد تجمعات خربة سمرا، وخربة مكحول، والفاو البدوية، ما يعني ضمنيا تشريد عشرات العائلات.
ووفق “أريج”، فإن هذه البؤرة الاستيطانية جاءت بعد نحو شهرين من إقدام نفس مجموعة المستوطنين على السيطرة على منطقة “تلة حمد” المحاذية لخربة الحمة هناك، حيث شرعوا بإقامة بؤرة استيطانية على أراض تعرف بأنها أملاك دولة بحسب مفهوم الاحتلال.
وأكد أن الأغوار الشمالية تعتبر من أكثر المناطق سخونة في الضفة الغربية، وتشهد مخططا ممنهجا في الاستيلاء على الأراضي هناك وتهويدها، وتعتبر التدريبات العسكرية هناك دليلا واحدا على مخطط كبير يعد في المنطقة بالتوازي مع قيام المستوطنين بالاستيلاء على مناطق حساسة وإقامة بؤر استيطانية عشوائية عليها
Check Also
نتنياهو يخطط لإعادة قضية ضم الضفة إلى جدول أعمال حكومته
جدد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تأكيده ضرورة إعادة قضية ضم الضفة الغربية المحتلة، لجدول …