عبر السفير الأميركي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، عن انحياز بلاده المطلق لصالح “الأمن الإسرائيلي” على حساب الدولة الفلسطينية المستقبلية، وأكد أن خطة السلام الأميركية لتسوية الصراع العربي/ الفلسطيني- الإسرائيلي المعروفة باسم “صفقة القرن” باتت جاهزة، مشيرا إلى أنها تفصيلية.
جاءت تصريحات فريدمان في مقابلة مع تلفاز التلفزيون الرسمي الإسرائيلي (كان)، بثت مساء أمس الخميس، بالتزامن مع فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في نيويروك، وفي أعقاب خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي تجاهل خلاله الملف الفلسطيني وانبرى للهجوم على إيران والتعبير عن الدعم والشكر والامتنان للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بسبب مواقف الأخير تجاه الملف النووي الإيراني وإجراءاته ضد الفلسطينيين.
وقال فريدمان، وهو عضو الفريق الأميركي الذي يعمل على صياغة الخطة: “هناك أجزاء في الخطة ستتطلب تنازلات من كلا الطرفين” الفلسطيني والإسرائيلي، دون الخوض في التفاصيل. وتابع “من الأفضل للطرفين قبولها وعدم رفضها… نحن لن نفرضها على أحد”.
وقال فريدمان “الخطة جاهزة… ونحن نستثمر جهودا كبيرة فيها (خطة السلام) وسترون تفاصيلها في وقت قصير”.
وعما إذا كان سيتم الإعلان عنها نهاية العام الجاري قال “قد يكون ذلك وممكن في 2019، إن التوقيت مهم جدا ونحن نقيم التوقيت استنادا إلى الكثير من الأمور التي تتم في المنطقة والعالم”، ولفت إلى أن “الرئيس ترامب قال إنه سيتم الإعلان عنها بعد 3-4 أشهر وأنا لا أريد أن أستبق الأمور وأدخل في التفاصيل”.
وردا على سؤال بشأن عدم حسم الرئيس الأميركي موقفه من حل الدولتين، قال فريدمان “أعتقد أن الرئيس قال قبل عام ونصف العام إنه يقبل حل الدولة أو حل الدولتين اعتمادا على ما يقبل به الطرفان “.
وأضاف “في واقع الأمر فإنه خلال عام مضى أو أكثر أظهرت إسرائيل والفلسطينيين اهتماما ضئيلا بحل الدولة الواحدة، ولذا أعتقد أن ما عبر عنه الرئيس (في المؤتمر الصحافي مع نتنياهو الأربعاء في نيويورك) كان صحيحا”.
واعتبر فريدمان أن مصطلح “حل الدولتين” إشكالي، وردا على سؤال إن كان هو شخصيا يؤيد حل الدولتين (علمًا بأنه سبق وأعلن رفضه لحل الدولتين)، قال فريدمان: “أنا أركز على النتائج وليس على مظاهر أو ما يقوله الناس، لقد قلت في مرات كثيرة إن الصعوبة التي أجدها في هذا التعبير (حل الدولتين) هو أنه يحمل معاني عديدة بالنسبة لأناس عديدين”.
وأضاف “أعتقد أن نتنياهو عبّر عن ذلك بشكل واضح عندما قال: ما هي الدولة الفلسطينية، هل هي كوستاريكا أم اليمن؟ وفي هذا السؤال تبرز المئات من الأسئلة التي يتعين التعامل معها، واعتقد أنه في الظروف الصحيحة حيث لا تشكل الدولة الفلسطينية تهديدا لإسرائيل فعندها تصبح أمر يمكن التفكير فيه”.
وتابع “لقد كنا واضحين في الولايات المتحدة أنه عندما يتقاطع الحكم الذاتي الفلسطيني مع الأمن الإسرائيلي فإننا نقف إلى جانب الأمن الإسرائيلي وهذا مختلف جدا عن ما تم التعبير عنه في الماضي”، في إشارة إلى الوساطات السابقة في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.
وعما إذا نتنياهو يعلم تفاصيل الخطة قال فريدمان “إنه يعرف جيدا تقديرنا العالي للمخاوف الإسرائيلية، وأعتقد أنه أوضح إن الولايات المتحدة الأميركية لن تقدم أبدا اقتراحا يحرم إسرائيل الحق وضرورة الحفاظ على سيطرتها الأمنية وهو على حق فهذه هي رؤيتنا”، في إشارة إلى أن الخطة الأميركية تتبنى المواقف الإسرائيلية بشأن الأمن.
وزعم فريدمان أن قرار الولايات المتحدة الأميركية قطع المساعدات المالية عن الفلسطينيين “ليس فقط تكتيكيا من أجل إعادتهم إلى طاولة المفاوضات، ولكنه أيضا إلى حد كبير مسألة مبدأ، فنحن لن ندفع أموال دافعي الضرائب من أجل إنفاقها على إرهابيين وعائلاتهم”، في إشارة إلى المستحقات التي تقدمها السلطة الفلسطينية لعائلات الأسرى والشهداء الفلسطينيين.
وأعلن الفلسطينيون مرارا إنهم لن يقبلوا خطة أميركية، تستثني القدس (القدس الشرقية المحتلة عام 67 عاصمة للدولة الفلسطينية) واللاجئين الفلسطينيين (عودة اللاجئين أو تعويضهم) والمستوطنات (وقف الاستيطان وإخلاء المستوطنات غير القانونية)، ويصرون على دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967 وحل جميع قضايا الحل النهائي بما فيها اللاجئين الفلسطينيين.