محمد بلاص:
كشفت مصادر حقوقية، أمس، النقاب عن وجود 650 منشأة مهددة بالهدم من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي في أنحاء متفرقة من منطقة الأغوار الشمالية، وذلك بذرائع البناء في مناطق مصنفة “ج” أو مغلقة لأغراض عسكرية.
وقال عارف دراغمة، خبير الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية في الأغوار: إن سلطات الاحتلال أخطرت، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، 650 منشأة ما بين مساكن ثابتة وخيام وحظائر مواش، تدعي سلطات الاحتلال أن بعضها أنشئ دون الحصول على التراخيص اللازمة في مناطق مصنفة “ج”، أو مناطق مغلقة لأغراض التدريبات العسكرية والتي تنتشر على مساحات واسعة من أراضي الأغوار.
وأضاف دراغمة إن أصحاب تلك المنشآت توجهوا إلى المحاكم الإسرائيلية من أجل إبطال إخطارات الهدم، ولكن دون جدوى، حيث يعيش هؤلاء في حالة ترقب دائم وخوف شديد خشية ترحيلهم وهدم مساكنهم ومنشآتهم.
وتابع: إن سلطات الاحتلال تهدف من وراء سياسة هدم مساكن ومنشآت العائلات البدوية، إلى إفراغ منطقة الأغوار الشمالية من أصحابها الشرعيين وتغيير طابعها الديموغرافي لمصلحة المستوطنين الذين يستبيحون الأرض والمياه.
ووصف تلك السياسة بأنها عملية إحلال عنصرية هدفها الأول والأخير اجتثاث الوجود الفلسطيني من الأغوار، ضمن مخطط إسرائيلي يجري تنفيذه على الأرض، مؤكداً أن سلطات الاحتلال لم تتوقف يوماً واحداً عن ملاحقة القاطنين في مناطق قلب الأغوار، ولا تتردد عن هدم مساكنهم البدائية المصنوعة من الصفيح والخيش، وقتل أغنامهم، وسلب مزارعهم، وتدمير ما يكدحون في زراعته من المحاصيل.
وحذر من الهجمة الشرسة التي تشنها قوات الاحتلال في مناطق واسعة بالأغوار وشملت عمليات تدمير للمحاصيل الزراعية وإشعال النيران في مساحات واسعة من الأراضي، وتنفيذ عمليات ترحيل بالجملة للمواطنين بحجة إجراء تدريبات عسكرية بين مساكن المواطنين وأراضيهم الزراعية ومراعي مواشيهم.
وقال دراغمة: “قبل الاحتلال عام 1967، كان يقيم في الأغوار الشمالية لوحدها ما يقارب 20 ألف نسمة موزعين على 26 تجمعاً سكانياً، وكانت هذه المنطقة سلة غذاء فلسطين الرئيسة ومصدر الخضار للأردن والعراق والسعودية، وقد دمر الاحتلال الغالبية العظمى منها كلياً، مثل الدير والساكوت والجوبة والطاحون”.
وأضاف دراغمة: أما اليوم وبعد سنوات طويلة من انتهاج سياسة التهجير العنصرية وما يتبعها من انتهاكات، فإن هذا العدد تراجع ليصل إلى عدة آلاف يتجمعون في قرى رئيسية محدودة وعدد من التجمعات السكانية التي تقام من الخيام وبركسات الصفيح، ولا يسمح الاحتلال بإضافة ولو “طوبة” واحدة أو إقامة خيمة على أراضي الأغوار منذ ذلك الحين، بل وقامت مؤخراً بهدم مبان تعود إلى ما قبل وجود الاحتلال.