على مدار الساعة، وبشكل متواصل دون توقف، تتزايد مساحة المستوطنات في الضفة الغربية، ومن بينها محافظة سلفيت، حيث تلتهم قرابة 25 مستوطنة أراضي المزارعين، ومن بين تلك المستوطنات مستوطنة “ياكير”، التي تتوسع كل يوم وتقتلع حياة المزارعين الفلسطينيين وتتركهم بلا مصدر رزق بعد أن تركتهم بلا أرض.
ويشكو مزارعون من القرى المحيطة بمستوطنة “ياكير” وهي قرى وبلدات جينصافوط، ودير استيا، وقراوة بني حسان، من تكرار عمليات التجريف والمصادرات، وقيام ضباط المحمية الطبيعية التابعين لسلطات الاحتلال برفقة الجيش والارتباط الإسرائيلي بوضع علامات على الأشجار، بحجة انه يمنع زراعة محمية طبيعية.
ويقول المزارع خليل ابو حجلة من بلدة دير استيا؛ انه في السابق وقبل بناء “ياكير” كان يعمر ارضه ويزرعها كل موسم؛ الا ان المستوطنة سلبته ارضه.
ويضيف: “مستوطنة “ياكير” ومعسكر تدريب للجيش سلبني ارضي، ولم اجد عملا بعد ذلك في الارض، مما اضطرني ان اعمل في مجال اخر”.
ويلاحظ كل من يدخل محافظة سلفيت ويرى ويسمع صوت الجرافات الضخمة وهي تعمل على انشاء بنى تحتية للمستوطنات، ومن بينها في مستوطنة “ياكير” التي اقرت دولة الاحتلال بناء مئات الشقق فيها قبل فترة؛ وذلك لتوسعتها واسكان المزيد من المستوطنين المستجلبين فيها.
ويقول المزارع محمود ابو عودة من قرية جينصفوط القريبة من مستوطنة “ياكير” ان عمليات البناء الاستيطاني لا يتوقف في مستوطنة “ياكير” ولا تدخر جهدا في سرقة مياه الينابيع المحيطة بها، وتلويث الأرض بمخلفاتها من المياه العادمة، ولا يوجد حسيب او رقيب على تمددها الاستيطاني.
وتابع: “كل الأحاديث عن مقاومة الاستيطان هي في الإعلام فقط، وعلى ارض الواقع لم توقف بناء المستوطنات، ولم تمنع الزحف الاستيطاني، والاستيطان حولنا من مزارعين في ارضنا المباركة سابقا إلى عمال في المستوطنات او بلا عمل”.
وانشئت مستوطنة “ياكير” عام 1981 وما زالت منذ وقتها تتمدد وتنتشر كالسرطان، حيث أعلنت الحكومة الاسرائيلية قبل فترة عن توسيع المخطط الهيكلي ل “ياكير” المقامة على اراضي اهالي بلدة دير استيا غرب محافظة سلفيت مما يعني مصادرة قرابة 1200 دونم من اراضي الفلسطينيين.
ويؤكد المزارع مصطفى ابو العز من بلدة دير استيا ان الاستيطان وعمليات التجريف والمحميات الطبيعية التي تتبع مستوطنة “ياكير” وسبعة مستوطنات اخريات؛ تسببت بتقليص مساحة أراضي وادي قانا الذي أقيمت المستوطنة على احد تلاله، إلى النصف، كما هُجر الكثير من المزارعين اراضيهم ومراعيهم بسبب مضايقات المستوطنين وجنود الاحتلال التي تلاحقهم كل يوم.
وتوثق بلدية دير استيا بالأسماء المستوطنات السبع مع مستوطنة “ياكير” التي تستنزف اراضي غرب سلفيت تدريجياً، وهي: “كرني شمرون”، و”جنات شمرون”، و”نوف اورامين”، و”نوفيم”، و”عمانوئيل”، و”رفافا”، و”ايل متان”.
بدوره، قال الباحث د. خالد معالي ان مستوطنة “ياكير” كانت قب إنشائها عام 1981 عبارة عن معسكر تدريب وثكنة عسكرية، وتعتبر من أقدم المستوطنات في محافظة سلفيت، وأقيمت على أراضي دير استيا وتقع إلى الغرب منها ويسكنها مستوطنون متدينون، وبذلت حركة “أمناه” المتطرفة جهوداً لمضاعفة عدد المستوطنين فيها، وجرى توسيع المخطط الهيكلي لمستوطنة “ياكير” عام 2016.
ويشير معالي الى ان المستوطنات في محافظة سلفيت تستبيح المناطق الحرجية، وتمنع الفلسطينيين من البناء فيها، بحجة انها مناطق محمية طبيعية، ومن ثم تقوم بالبناء الاستيطاني فيها على حساب الاراضي الفلسطينية، كما يحصل في واد قانا الذي تعلوه مستوطنة “ياكير”، وفي مناطق اخرى بالضفة الغربية.