جمعت منظمات إنجيلية يمينية عشرات ملايين الدولارات، في السنوات العشر الماضية، من أجل تمويل مشاريع استيطانية في الضفة الغربية، حسبما ذكر تقرير نشرته صحيفة “هآرتس” اليوم، الأحد.
وقالت الصحيفة إنها أجرت تدقيقا حول هذه الأموال، وتبين أن مبلغها يتراوح ما بين 50 – 65 مليون دولار، وذلك استنادا إلى تقارير إعلامية وتقارير جرى تسليمها إلى سلطات الضرائب الأميركية وتقرير أعده مركز “مولاد” من العام 2015، وتبين منه أن 11 منظمة إنجيلية جمعت هذا المبلغ.
وإحدى هذه المنظمات الإنجيلية الأميركية تدعى “اليوبيل”، وترسل متطوعين إنجيليين إلى مستوطنة “هار براخا”. وهذه المنظمة هي واحدة من بين منظمات إنجيلية غيبية عديدة تنشط في ما تصفه “القلب التوراتي للبلاد”. وخلال السنوات العشر الماضي، أرسلت منظمة “اليوبيل” قرابة 1700 متطوع إلى المستوطنة.
وعملت منظمة “اليوبيل” عدة سنوات من دون الإعلان عن نشاطها، بادعاء أنه من الأفضل ألا يعلم الإسرائيليون به، لكنها تستضيف الآن صحافيين وآخرين في “حرم جامعي” أقامته في مستوطنة “هار براخا”.
ولفتت الصحيفة إلى أن استعداد هذه المنظمة الإنجيلية للكشف عن نشاطها في الضفة الغربية يدل على حجم العلاقات المتبادلة بين الإنجيليين والمستوطنين.
وأعلنت وزارة الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية، التي يتولاها وزير الأمن الداخلي، غلعاد إردان، قبل عدة أشهر، أن منظمة “اليوبيل” ستتلقى ابتداء من العام الحالي مبلغ 16 ألف دولار سنويا، ويتوقع أن يزداد، من الحكومة الإسرائيلية. وقالت الوزارة إنها تمنح هذا المبلغ للمنظمة الإنجيلية على ضوء نشاطها الإعلامي لمصلحة إسرائيل والمستوطنات في أوساط المجتمعات الإنجيلية في الولايات المتحدة.
وقال آهرون كتسوف، مؤسس جمعية “قلب إسرائيل” والمعروفة أيضا باسم “صندوق بنيامين”، إن جمعيته تجمع مئات آلاف الدولارات سنويا لمصلحة مشاريع في المستوطنات. لكنه أشار إلى أنه معظم الأموال التي تجمعها هذه الجمعية لا تأتي من إنجيليين فقط. وقال للصحيفة إنه “فيما يتبرع اليهودي بـ1500 دولار، فإن المسيحي يتبرع بـ50 دولارا بالمعدل، لكن عددهم يزداد بسرعة كبيرة جدا”.
وأوضح كتسوف، الذي يقطن في مستوطنة “شيلو”، أنه “كلما تعرفت على إنجيليين أكثر خلال السنوات الماضية، أدركت مدى تعطشهم إلى العلاقة مع المستوطنات. إنهم يقولون لي في غالب الأحيان، عندما يصلون إلى تل أبيب إنه ’لم نتخيل إسرائيل بهذا الشكل’، لكن عندما يأتون إلى هنا، إلى المستوطنات، يقولون إنهم تخيلوا إسرائيل بهذا الشكل تماما. وهم حلفاؤنا الأكبر”.
وقالت الصحيفة إن مستوطنة “أريئيل” تحصل على أكبر تبرعات من الإنجيليين. وحصلت في العام 2008 على ثمانية ملايين دولار من أجل إقامة منطقة رياضية. كذلك تبرع الإنجيليون بمليون دولار لـ”المركز اليهودي – المسيحي” في مستوطنة “أفرات”
وأضافت الصحيفة أنه من الصعب معرفة حجم الدعم المالي الإنجيلي للمستوطنات، وذلك لأن مؤسسات لا تهدف إلى الربح والكنائس المسجلة في الولايات المتحدة ليست مطالبة بتزويد السلطات بتقارير مفصلة حول مصادر تمويلها أو الكشف عن تبرعاتها، كما أن المساعدات للمستوطنات لا تتم بواسطة المال فقط وإنما بساعات عمل تطوعي يقوم آلاف المتطوعين الإنجيليين في المستوطنات. وعلى سبيل المثال، شارك 175 متطوعا في قطف 340 طنا من العنب في المستوطنات، هذا العام، وعملوا سوية 4930 ساعة.
وقال تقرير صادر عن مركز “مولاد”، قبل ثلاث سنوات، إنه يستحيل تقدير حجم الدعم المالي الذي تنقله الجمعيات الإنجيلية إلى المستوطنات، لأن “منظمات غير حكومية إسرائيلية كثيرة وتنشط في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، لا تنصاع لقوانين الشفافية ولا تسلم تقارير إلى مسجل الجمعيات، من خلال انتهاك القانون”.
وأضاف التقرير أن “قسما كبيرا” من مجمل الاستثمارات الإنجيلية في إسرائيل تصل إلى المستوطنات، وتستفيد منها مجالس إقليمية استيطانية وجمعيات يمينية وبؤر استيطانية عشوائية ومصالح تجارية ووكالات سفر متخصصة في إجراء جولات في المستوطنات.