Home / ملف الاستيطان والجدار / آليات الاحتلال تحوّل قرية العقبة إلى ساحة حرب

آليات الاحتلال تحوّل قرية العقبة إلى ساحة حرب

حولت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، الأراضي الزراعية التابعة لقرية العقبة وجارتها قرية تياسير شرق طوباس، إلى أشبه ما تكون بساحة حرب، بعد أن انتشر مئات الجنود المدججين بالسلاح ومن خلفهم عشرات الآليات العسكرية على امتداد الشوارع الرئيسة وفي السهول والمناطق الجبلية المحيطة بـ”العقبة” والتي تشبه كثيرا بتضاريسها الجنوب اللبناني، لإجراء مناورات عسكرية بالذخيرة الحية، لليوم الثالث على التوالي.
وانتشرت أعداد كبيرة من جنود الاحتلال والآليات العسكرية بما فيها الدبابات وناقلات الجند المدرعة والجرافات الضخمة، في كثير من الأماكن، حيث اتخذ الجنود مواقع لهم في أكثر من مكان، وسط سماع دوي إطلاق نار كثيف، وذلك في إطار تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية بدأ جيش الاحتلال بإجرائها بالقرب من مساكن المواطنين.
وقال الناشط الحقوقي عارف دراغمة لـ”الأيام”، إن جيش الاحتلال يجري التدريبات العسكرية بالذخيرة على مشارف قريتي العقبة وتياسير، ووسط مساكن “العقبة” في بعض الأحيان، كأحد أشكال القهر التي ينتهجها والهادفة إلى تهجير ما تبقى من أهالي هذه القرية الصغيرة الوادعة على تل مطل على مناطق واسعة من الأغوار.
وأكد دراغمة، أن التدريبات العسكرية التي يجريها جيش الاحتلال تسببت بإتلاف العشرات من الدونمات الزراعية في المنطقة، ما كبد المزارعين خسائر مادية فادحة.
وأشار إلى أن مناطق عدة من الأغوار شهدت تدريبات عسكرية حرمت المزارعين من أراضيهم التي يسيطر الاحتلال على مساحات واسعة منها لاستخدامها في تلك التدريبات، ما وجه ضربة قاسية للعائلات البدوية التي تعتمد في مصدر رزقها على تربية المواشي وزراعة المحاصيل الحقلية والمروية التي كان مصيرها الوأد تحت جنازير دبابات ومدرعات جيش الاحتلال.
وتمركز جنود وآليات الاحتلال، على مسافة لا تبعد 50 مترا عن مدرسة ذكور تياسير، حيث شرعوا بإجراء تدريباتهم العسكرية، ما شكل مصدر إرهاب للتلاميذ والأهالي على حد سواء.
ولفت رئيس مجلس قروي العقبة، الحاج سامي صادق، إلى أن أعدادا كبيرة من جنود الاحتلال يشاركون في تلك التدريبات ويطلقون النار بكثافة، بشكل يثير الرعب في نفوس الأهالي.
وأكد صادق، أن قوات الاحتلال تعتبر هذه القرية بمثابة موقع تدريب عسكري لا اعتبار فيه للمدنيين ممن يصل عددهم إلى نحو 700 مواطن ويئنون تحت وطأة تلك التدريبات.
وأوضح، أن جيش الاحتلال يجري هذه التدريبات بالذخيرة الحية رغم قرار قضائي إسرائيلي يمنعه من الدخول إلى القرية وإجراء تدريبات عسكرية داخلها.
وتصنف سلطات الاحتلال، قرية العقبة على أنها “ج” ولا تسمح للأهالي بالبناء فيها، ويئن أهلها تحت وطأة اعتداءات ومنغصات الاحتلال الذي يستهدف كل شيء فيها.
وقال صادق، “في ظل التهديدات الإسرائيلية الكثيرة، رسمت العقبة بجهود من صمدوا على أرضها خطوات سيرهم طامحين بحياة أفضل وسبل معيشية متقدمة، ونجح أهالي القرية بتغيير معالمها، فشيدوا بعض البنايات رغم التحذيرات والتهديدات الإسرائيلية بإزالتها ومسحها من على وجه الأرض، فأقيمت مبان للمجلس القروي، والجمعية النسوية، وناد للشباب، ومبنى لسكن الزوار الأجانب، وروضة للأطفال، ومستوصف طبي، وجرى تزويدها بخدمات الكهرباء والهاتف، وأنشئ فيها مصنع للأعشاب يعتبر الوحيد في الضفة الغربية من خلال منحة يابانية”.
وبين، أن من أبرز أسباب اختيار سلطات الاحتلال لهذه القرية ومحيطها لإجراء التدريبات العسكرية لقواتها، تكمن في كونها تشبه بتضاريسها تضاريس الجنوب اللبناني، ولذلك لا ينفك الاحتلال عن إجراء مناوراته العسكرية فيها والتي تدب الرعب في صفوف الأهالي وتعرض الكثير من الأطفال لخطر المخلفات العسكرية.
وقال صادق، “يعيش الأطفال في حالة من الرعب والخوف انعكست على دراستهم سلبا، فيما تعاني النساء ظروفا مضاعفة خاصة وأنهن يعملن في الزراعة وتربية المواشي التي غالبا ما تكون مستهدفة بفعل الاحتلال”.

 

محمد بلاص- (الأيام الالكترونية)

About nbprs

Check Also

نتنياهو يخطط لإعادة قضية ضم الضفة إلى جدول أعمال حكومته

جدد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تأكيده ضرورة إعادة قضية ضم الضفة الغربية المحتلة، لجدول …