الرئيسية / ملف الاستيطان والجدار / التفكجي: مخططات استيطانية جنوب أحراش القدس الغربية لمسح الخط الأخضر نهائياً

التفكجي: مخططات استيطانية جنوب أحراش القدس الغربية لمسح الخط الأخضر نهائياً

أودعت اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء الإسرائيلية مخططاً لبناء ٥٢٥٠ وحدة استيطانية جديدة وإقامة ٣٠٠غرفة فندقية ومنطقة تجارية وصناعية موقف سيارات على تلة لبن القائمة على الخط الأخضر شمال قرية الولجة في القدس المحتلة.

ويأتي هذا المخطط ضمن مجموعة أحياء استيطانية باسم “مشروع سفديه” المقرر إقامتها في منطقة الأحراش على حدود القدس الشرقية مع الغربية، ووفق منظمات بيئية تنوي الاعتراض على إقامة هذا الحي الذي يوسع المدينة على حساب المنطقة الخضراء المجموعة المنوي اقامتها في تلك التلة الحرجية الجميلة قد تؤثر على المياه الجوفية وتقضي على عين لبن.

وتقع تلة لبن بجوار طريق مستوطنة “اوره” و”كريات مناحم” جنوب القدس الغربية حيث تم إعداد المخطط بهدف توسيع المدينة غرباً.

وقال خبير الاستيطان خليل التفكجي لـ(ے) إن هذا المخطط يندرج ضمن مخطط شامل يهدف لمسح “الخط الأخضر “(هو الخط الفاصل بين الاراضي المحتلة عام ١٩٤٨ والاراضي المحتلة عام ١٩٦٧) وإخفاء معالمه نهائياً بواسطة البناء الاستيطاني عليه للحيلولة دون التفكير بالعودة إليه، وفق رؤية إسرائيلية لما يسمى بـ(القدس الكبرى) عبر توسيع حدود المدينة شرقاً وغرباً وتغيير معالمها ومداخلها وتطويقها بجدران وآلاف الوحدات الاستيطانية “.

وأضاف التفكجي:” ان هذا يتم وفق مخططات إسرائيلية وضعت منذ عقود لتهويد المدينة على مراحل ووفق دوائر اهتمام مختلفة، واعتبارها كعاصمة دائمه وخاصة بعد الاعتراف الأمريكي بذلك في تجاوز واضح لكل القوانين والأعراف الدولية، فمنذ ذلك الاعتراف وعقال الاستيطان قد انهار وأطلقت إسرائيل العنان لمخططاتها القديمة والحديثة واخرجت كل ما في جعبتها للتنفيذ، فأقرت ٥ الاف وحدة استيطانية قبل أيام في القدس الشرقية واليوم ٥٢٥٠ في غرب المدينة ومنذ بضعة اشهر ٦٥٠ وحدة استيطانية في “رمات شلوموا” ضمن ١٥٠٠وحدة استيطانية شمال القدس في الوقت الذي يجري البناء فيه ١٣٠٠ وحدة استيطانية في جنوب المدينة في مستوطنة جيلو ومئات الوحدات الاستيطانية في “جبل أبو غنيم” و”بسغات زئيف”.

ومن ضمن هذه السياسة ايضاً قال التفكجي :”بدأ الجانب الإسرائيلي ببناء مئات الوحدات الاستيطانية على الخط الأخضر وخاصة في مقابل قرية الولجة لبناء ٥٢٥٠وحدة استيطانية ومرافق عامة واقتلاع احراش القدس وغلافها النباتي والحرجي في عملية متكاملة لزيادة عدد المستوطنين في المدينة “. مؤكداً ان هذا وفق الدفع لزيادة عدد المستوطنين “اغلبية يهودية واقلية عربية” وهي معادلة يعمل الاحتلال عليها في حرب على الوجود الفلسطيني وتهويد المدينة.

ولفت خبير الاستيطان إلى ان العملية متكاملة تأتي في سياق مخططات القطار الخفيف الذي يجري إضافة خطوط تربط شمال بجنوب وشرق بغرب كافة المستوطنات والمرافق الرئيسية في القدس مع تل ابيب بشبكة القطارات الإسرائيلية.

وحول القدس الكبرى بالمفهوم الإسرائيلي أوضح التفكجي :”ان هذا التعبير يعود لتسعينيات القرن الماضي قبل ٢٥عاماً، حيث شكلت الزيادة السكانية الفلسطينية، مفصلاً أساسيًا في رسم خطوط القدس الكبرى. ففي العام 1993 بدأ التخطيط “للقدس الكبرى” والتي كان يحمل لواءها بنيامين بن اليعازر وزير الإسكان آنذاك، مدعوماً بتعليمات مباشرة من وئيس الوزراء الأسبق اسحق رابين، لتنفيذ المخطط الذي كان من أهم أهدافه “خلق تواصل واضح للمستوطنين والمستوطنات وتقليص التقارب والاحتكاك مع الفلسطينيين، والحفاظ على تعزيز مكانة القدس الخاصة كعاصمة لإسرائيل وكمدينة عالمية”، بالإضافة إلى ربط المستعمرات خارج حدود البلدية مع داخلها بواسطة (ممرات) لتحقيق أغلبية يهودية 12% من العرب و 88% من اليهود”.

وقال ان هذه الخطة تهدف الى احداث تغيير ديموغرافي للصالح الاسرائيلي، تنفيذاً لرؤية ايهود اولمرت (رئيس بلدية القدس آنذاك) تم طرح مشروع القدس 2000 لعام 2020 والتي تهدف الى تعزيز الاستيطان داخل المدينة عن طريق بناء الآف الوحدات السكنية الاستيطانية داخل المستعمرات القديمة التي تم إقامتها في سنوات سابقة، وفي نفس الوقت إقامة مستعمرات جديدة لبناء 58 الف وحدة سكنية جديدة، وإقامة مناطق صناعية، وشوارع عريضة تصل بين المستعمرات الواقعة داخل حدود البلدية والمستعمرات المحيطة بالمدينة .

ويعتبر مشروع الطوق الشرقي الذي تم مصادرة 1070 دونماً لصالح إقامته من أهم هذه المشاريع قال التفكجي، إذ يقضي بإقامة أعلى جسر بين طرفي وادي النار مع إقامة نفقين الاول تحت بلدة ابو ديس، والثاني تحت جبل الزيتون لربط المستعمرات الجنوبية الغربية، بالمستعمرات الواقعة خارج حدود البلدية مستوطنة ” معاليه ادوميم”.

وأضاف ان هذه المشاريع أدت الى تفتيت وعزل القرى والتجمعات الفلسطينية وحدت من نموها بعد أن تم تطويقها بالشوارع والمستعمرات فإصبحت الأحياء العربية طاردة للسكان أو تحولت الى تجمعات مكتظة بالسكان عشوائية البناء خالية من البنية التحتية وليس لها مستقبل في النمو.

وختم التفكجي بالقول:”الهدف الإسرائيلي اليوم هو مسح الخط الأخضر وضم ما يزيد عن ١٥٪ من مساحة الضفة الغربية لصالح مشروع “القدس الكبرى” ضمن مخطط اكبر يهدف لضم مساحات واسعة من مناطق “ج” للحيلولة دون قيام دولة فلسطينية مترابطة”.

عن nbprs

شاهد أيضاً

إصابة شاب برصاص الاحتلال خلال هجوم للمستوطنين على بلدة قصرة

أصيب أمس الثلاثاء، شاب برصاص الاحتلال الحي في بلدة قصرة، جنوب نابلس، وذلك خلال هجوم …