منذ انتخاب النائبتين الديمقراطيتين، فلسطينية الأصل رشيدة طليب (من ولاية ميشيغان) وصومالية الأصل، إلهان عمر (ولاية مينيسوتا) في شهر تشرين الثاني 2018 الماضي، بدأت منظمة اللوبي الإسرائيلي القوية “اللجنة الأميركية الإسرائيلية للعلاقات العامة-إيباك”، بحشد كل طاقاتها عبر أنصارها في مجلسي الشيوخ مثل ماركو روبيو (جمهوري ولاية فلوريدا، وبن كاردن (ديمقراطي ولاية ميريلاند)، ومجلس النواب مثل زعيم الأقلية الجمهورية كفن مكارثي (ولاية كاليفورنيا) ولي زيلدن (ولاية نيويورك)، وعشرات آخرين، من اجل تنظيم حملة مركزة لتمرير القوانين التي تُجرم حركة مقاطعة الاحتلال الاسرائيلي (BDS )، ولتشويه سمعة وصورة النائبتين التقدميتين طليب وعمر، بسبب تأييدهما لحقوق الشعب الفلسطيني وحق المواطنين الأميركيين في مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي، إن شاءوا ذلك، واتهامهما بمعاداة السامية.
وفي آخر فصل من هذه المعركة المستعرة ضد النائبتين، طليب وعمر، أُثيرت ضجة واسعة يوم امس الاثنين، 11 شباط 2019 بعد أن علقت النائبة إلهان عمر على احدى التغريدات، بالإشارة إلى أن المال هو السبب وراء الدعم الجارف لإسرائيل، ما أطلق عاصفة من الاتهامات لعمر بـ “معاداة السامية”، بينما أصدرت رئيسة مجلس النواب وزعيمة الديمقراطيين في الكونغرس نانسي بيلوسي توبيخا لإلهان عمر طالبة منها الاعتذار.
وبدأت الجولة الأخيرة التي استهدفت النائبة المحجبة إلهان عمر يوم الأحد، عندما اقترحت عمر في تغريدة أن الغضب من انتقادها لإسرائيل، من المشرعين الآخرين كان مدفوعًا بالمال. وكتبت وهي تشير إلى أغنية لمغني الراب المعروف بوف دادي بوصفها “كلها تتعلق بالبنجامين” أي ورقة الـ 100 دولار التي تحمل بصورة بنجامين فرانكلين” أحد مؤسسي الولايات المتحدة.
من جهته هدد زعيم الحزب الجمهوري في الكونغرس كيفن مكارثي كلا من النائبة رشيدة طليب والنائبة إلهان عمر بسبب انتقاداتهما لإسرائيل حتى قبل تغريدة إلهان عمر الأخيرة، فيما حشد النواب المناصرين لإسرائيل وإيباك، خاصة من الحزب الجمهوري هجومهم ضد النائبتين التقدميتين مطالبين بفصلهن من اللجان التي انضمتا اليها في الكونغرس.
وردت منظمة “إيباك”، اللوبي الإسرائيلي القوي في بيان قصير وقالت “نحن فخورون بأننا منخرطون في العملية الديمقراطية لتعزيز العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل. إن جهودنا الحزبية تنعكس على القيم والمصالح الأميركية. لن يتم ردعنا بأي شكل من الأشكال من خلال الهجمات غير المشروعة وغير الشرعية على هذا العمل الهام “.
بدورها ردت إلهان عمر على الهجمات المسعورة التي شُنت عليها من اللوبي الإسرائيلي ومن أجهزة الإعلام المؤيدة له بالقول في تغريد عصر الاثنين، قالت فيها “نسمع ونتعلم، ولكننا نظل أقوياء في موقفنا” مدرجة بيانا كان قد صدر عنها بالقول “إن معاداة السامية هي مشكلة حقيقية وأنا اشكر حلفائي وزملائي الأميركيين اليهود الذين يعلمونني باستمرار. إن هدفي ليس أن أجرح شعور أحد خاصة من الناخبين في منطقتي الانتخابية. علينا أن أن نكون مستعديين للتراجع خطوة إلى الخلف لمراجعة النقد ، تماما كما أتوقع أن يستمع إلي الآخرين، لذلك أعتذر دون تردد”.
وتستمر عمر بالقول “في الوقت ذاته ، أشدد على أن أثر اللوبيات يخلق مشاكل في السياسة، إن كانت منظمة إيباك، أو منظمة رابكة البندقية الوطني (إن.آر.إيه) أو لوبي النفط. لقد استمر أثر هؤلاء طويلا”.