بيّن تحقيق نشر يوم الإثنين، أن شركة استخبارية إسرائيلية كانت قد عرضت على حملة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إدارة حملة تشهير ضد خصومه السياسيين، عملت بشكل مواز في حملة واسعة النطاق ضد ناشطين مناهضين لإسرائيل في الولايات المتحدة.
وبين التحقيق الذي نشر في “نيو يوركر” أن شركة “Psy Group”، التي ارتبط اسمها بالتحقيق الذي يجريه المحقق الأميركي الخاص، روبرت مولر، بشأن انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016، كانت قد عرضت خدماتها على مجموعة متبرعين داعمين لإسرائيل في نيويورك، وذلك في إطار حملة ضد حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات اقتصادية عليها (BDS).
وكان اسم الشركة، التي أغلقت العام الماضي، قد احتل العناوين للمرة الأولى في أعقاب تقارير أشارت إلى أن طاقم مولر مهتم بدورها في الانتخابات الرئاسية. وعبر المحققون عن اهتمام خاص في اللقاء الذي أجراه مؤسس الشركة، غوئيل زامل، مع ابن الرئيس الأميركي ومستشاره السياسي، دونالد ترامب جونيور، خلال المعركة الانتخابية.
وكان زامل، وهو يحمل المواطنة الإسرائيلية ومن مواليد أستراليا، قد عرض في اللقاء إدارة حملة تشهير على الإنترنت ضد الخصوم السياسيين لترامب، وذلك استنادا إلى حسابات مزيفة على شبكات التواصل الاجتماعي. وفي حينه، شارك في اللقاء أيضا رجل الأعمال اللبناني الأميركي، جورج نادر، وهو المستشار الخاص لولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد.
وبحسب تقارير أميركية، فإن نادر هو عنصر مركزي في تحقيقات مولر، التي تركزت في علاقات ترامب مع روسيا، ولكنها توسعت مع الوقت لتشمل فحصل إمكانية أن دولا شرق أوسطية تدخلت في الانتخابات بشكل غير مشروع لصالح ترامب.
وعرض التحقيق الذي نشر في “نيويوركر” حملات أخرى كانت شركة “Psy Group” متورطة فيها في الولايات المتحدة، بما في ذلك الحملة التي كرست للمس بناشطي “BDS” في الجامعات الأميركية. وعرضت الشركة على متبرعين داعمين لإسرائيل جمع معلومات عن ناشطين، والتسبب بـ”عدم استقرار داخلي” في المنظمات التي تدعو لمقاطعة إسرائيل.
وجاء في التحقيق أن “موظفي الشركة حرثوا الإنترنت، بما في ذلك شبكات التواصل الاجتماعي والشبكة المظلمة (Dark Web) بحثا عن معلومات محرجة لناشطي حركة المقاطعة”، وذلك بهدف نشرها على الشبكة عن طريق مواقع لا يمكن ربطها بالشركة أو الداعمين لها.
وأشار التقرير إلى أنه تم استثمار مبلغ 2.5 مليون دولار في المشروع، وتركز في 10 جامعات أميركية.
وبحسب التحقيق، فإن الشركة تلقت خدمات استشارية في إدارة المشروع من قبل نائب رئيس الموساد السابق، رام بن باراك، ورئيس المجلس للأمن القومي السابق، يعكوف عميدرور.
وأشار التقرير، إلى أن مؤسس الشركة، زامل، قد صرح بعد الانتخابات أنه ساعد ترامب على دخول البيت الأبيض. في المقابل، وردا على “نيو يوركر” نفى أن يكون قد قدم أية خدمات لحملة ترامب.